لليوم الخامس… مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى

اقتحم 927 مستوطنا، أمس الخميس، باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بادعاء الاحتفال بعيد الفصح اليهوديّ.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الأقصى، فراس الدبس لوكالة «وفا» للأنباء، إن «535 مستوطنا اقتحموا منذ ساعات الصباح باحات الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، بالتزامن مع اليوم الخامس من احتفالات المستوطنين في ما يسمى عيد الفصح».
في السياق، ضيقت شرطة الاحتلال، على المقدسيين في منطقة باب الأسباط ونصبت حاجزا في المكان.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الخميس، حملة مداهمات واقتحامات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، تخللها اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين، فيما اندلعت مواجهات في بعض المناطق وتحديدا في نابلس تصديا لاقتحام المستوطنين لقبر يوسف.
في محافظة نابلس، اندلعت مواجهات في محيط قبر يوسف، بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال والمستوطنين، في أعقاب اقتحام معلن مسبقا للمستوطنين. وأوضح شهود عيان أن مركبات وحافلات المستوطنين تجمعت على حاجز بيت فوريك شرقي نابلس، وتم الاقتحام للمدينة قبيل الساعة 12 ليلا، واستمر تواجدهم حتى الساعة الرابعة من فجر أمس.
واندلعت مواجهات توسعت وصولا إلى محيط بلدة بلاطة البلد، وشارع عمان وعراق التايه ومخيم بلاطة، أصيب خلالها عدة مواطنين بالاختناق بالغاز السام. وأشعلت مجموعة من الشبان إطارات مطاطية خلال المواجهات مع الاحتلال في شارع عمان بمدينة نابلس.
وفي القدس، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان في ساعات متأخرة من الليل، عند حاجز شعفاط، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام. بينما في شمال الضفة الغربية، اندلعت مواجهات، قرب دوار البادية وسط مدينة جنين، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمكان.
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن مواجهات دارت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدة مناطق في الضفة الغربية «تأتي كرد فعل على المواجهة في معركة الانتخابات الفلسطينية داخل حركة فتح وبين فتح وحركة حماس».
ونقل موقع «واللا» الإلكتروني أمس، الخميس، عن ضباط في الجيش الإسرائيلي قولهم إنه «تزايدت حالات إطلاق مسلحين فلسطينيين ملثمين النار في أنحاء الضفة في الفترة الأخيرة».
واعتبروا أن «كل واحد من الأطراف يريد أن يظهر سيطرته وقوته. والشارع يتحسب تغيير الستاتيكو من خلال المعركة الانتخابية. وأجهزة الأمن الفلسطينية لا تتدخل. وهذا تآكل في مكانة السلطة الفلسطينية ومن الجهة الثانية يُظهر قدرات النيران في حال جرت الانتخابات ولم تكن النتيجة كمشيئتهم».
وقال الضباط الإسرائيليون إنه تم رفع حالة التأهب في صفوف القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأنه يجري الاستعداد «لحشد قوات أخرى قبيل الانتخابات تحسبا من هجمات فدائية. ويوجد لدى الجيش الإسرائيلي صفر تسامح تجاه العنف وخاصة تجاه الإرهاب على أنواعه» في إشارة إلى مظاهرات تتحول إلى مواجهات.
وهدد الضباط الإسرائيليون بتصعيد الوضع الأمني، بقولهم إنه «في أي مكان لا تعمل فيه السلطة الفلسطينية سيجدون الجيش الإسرائيلي فيه». وزعموا أن «الاعتقالات والتحقيقات مستمرة من دون علاقة بالانتخابات في السلطة الفلسطينية»، علما أن أجهزة أمن الاحتلال، الجيش والشاباك خصوصا، تنفذ حملة اعتقالات واسعة ضد مرشحين محتملين ينتمون أو يؤيدون حركة حماس، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية أيضا.
في موضوع مغاير، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن، تعتبر بالفعل الضفّة الغربية أرضاً «محتلّة» من قبل إسرائيل، وذلك غداة تقرير أصدرته الوزارة، الأربعاء، وامتنعت فيه عن استخدام هذا المصطلح.
وقال المتحدّث باسم الوزارة نيد برايس للصحافيين «هذه حقيقة تاريخية أن إسرائيل احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان بعد حرب 1967». وفي تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان امتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن وصف الضفة الغربية صراحة بـ»الأرض المحتلة» من قبل إسرائيل، لتحذو بذلك حذو إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي تخلت عن هذا التوصيف في تقاريرها السابقة.
لكن برايس أكد أن التقرير «يستخدم بالفعل مصطلح احتلال في سياق الوضع الراهن للضفة الغربية»، مشددا على أن «هذا هو الموقف القديم للحكومات السابقة، الديموقراطية والجمهورية على حد سواء، على مدى عدة عقود».
وشدد برايس على أن هذه الفقرة التوضيحية لا تعكس تغييرا في الموقف من جانب إدارة بايدن التي وخلافا لسابقتها تدافع علانية عن حل الدولتين.
وكانت ليزا بيترسون، المسؤولة عن حقوق الإنسان في وزارة الخارجية، قالت للصحافيين ردا على سؤال عن السبب الذي دفع بالوزارة إلى عدم العودة إلى الصيغة التي كانت معتمدة قبل 2018، إن الدبلوماسيين الأميركيين فضّلوا الالتزام بالمحددات الجغرافية فحسب. وقالت بيترسون إن «هذا الأمر يتماشى مع ممارساتنا العامة. ونعتقد أيضا أنه أوضح وأكثر فائدة للقراء الذين يسعون للحصول على معلومات عن حقوق الإنسان في هذه المناطق».(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة