لليوم الرابع.. المستوطنون يعتدون على الفلسطينيين لاقتحام “الأقصى”

لليوم الرابع على التوالي؛ اعتدى المستوطنون أمس على الفلسطينيين أثناء تصديهم للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته ضد اقتحاماتهم المتكررة لباحاته بحجة إحياء ما يسمى “عيد العرش” اليهودي المزعوم، بحماية قوات الاحتلال التي حولت القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية في ظل مساعيها لإفراغ البلدة القديمة من سكانها المقدسيين، وفق مسؤولين فلسطينيين.

ونشرت قوات الاحتلال عناصرها الإضافية في شوارع وأحياء القدس وفي باحات المسجد الأقصى ومحيطه ونصبت الحواجز العسكرية في البلدة القديمة، لتأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين في رابع أيام ما يسمى “عيد العرش”، من جهة “باب المغاربة”، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة بالبلدة القديمة وتقييدات على دخول الفلسطينيين لساحات الحرم القدسي الشريف.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن مئات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة.
وقام عشرات المستوطنين تحت حراسة قوات الاحتلال، بمسيرة استفزازية وأداء شعائر تملودية عند باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، بعدما فرضت تضييقات مشددة على المقدسيين ووصولهم إلى “الأقصى”.
وأدى المستوطنون صلواتهم المزعومة خلال اقتحام المسجد الأقصى، خاصة عند المنطقة الشرقية، ونفذوا جولات استفزازية، وسط انتشار قوات الاحتلال على أبواب المسجد الاقصى وفي طرقاته، وقيامها بمنع بعض النساء والشبان من دخول “الأقصى” واحتجاز هوياتهم.
أما منطقة باب السلسلة التي شهدت تواجدا كثيفا من المصلين بعد منعهم من الدخول للمسجد الأقصى، فقد انتشرت قوات الاحتلال على طول الطريق ومنعت وصول أي من المرابطين، فيما أدى بعض المستوطنين الصلوات عند أبواب “الأقصى” من الجهة الخارجية.
وقال نائب مدير أوقاف القدس، الشيخ ناجح بكيرات، إن “ما يجري في المسجد الأقصى، من اقتحامات وصلوات وتقديم القرابين التوراتية وغيرها، يشكل محاولة لتفريغ مدينة القدس المحتلة من أهلها، واحلال المستوطنين مكانهم، لأي إطار الحرب الديموغرافية”.
وأضاف الشيخ بكيرات، في تصريح له أمس، إن “الاحتلال يهدف إلى فرض السيادة الأمنية والإدارية المطلقة على القدس المحتلة والقدس المحتلة، كما يستهدف المقدسات، والإنسان المقدسي، ومختلف قطاعات الحياة في المدينة”.
وأكد أن الرباط والاحتشاد الواسع في المسجد الأقصى يعد الصخرة التي يتحطم عليها كل أحلام الاحتلال، معتبرا أن الإمعان في إجراءات الاعتقال والضرب والقتل والإبعاد، تعكس عجز الكيان المحتل أمام إرادة الشعب الفلسطيني.
في حين يواصل الفلسطينيون دعواتهم للحشد والرباط في القدس والمسجد الأقصى، لإفشال مخططات المستوطنين فيما يسمى عيد “العرش”، وكذلك مساعي التهويد المستمرة بحقه، وتحدي إجراءات الاحتلال وقيوده المستمرة حول القدس و”الأقصى”.
وفي الأثناء؛ عقد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة جلسة طارئة على ضوء الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من قبل حكومة الاحتلال والمتطرفين تزامنا مع الأعياد اليهودية.
وقال مجلس الأوقاف أن المسجد الأقصى في خطر كبير، مشددا على رفضه لإجراءات الاحتلال الهادفة إلى فرض أمر واقع جديد في القدس، وفرض سياسات الأمر الواقع الظالمة القائمة على منطق القوة التي تمعن بها سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى.
وأكد المجلس أن “سياسات الاحتلال المقيتة لن تثني عن التمسك بالمواقف الراسخة في الدفاع عن المسجد الأقصى وهويته ورسالته كمسجد إسلامي بكل مساحته وفضائه فوق وتحت الأرض حتى أدنى قواعده المتجذرة في عمق الأرض المبارك فيها وحولها والمعرفة تاريخيا ودينيا بكل ما دار عليه سور الأقصى والبالغة مساحتها 144 دونما”. ودعا الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل الجاد لوقف انتهاكات الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك.
وقالت حركة “حماس” إن منع الاحتلال المصلين من الوصول للمسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل، تصعيد جديد وخطير للحرب الدينية على المقدسات في كل مكان.
وأكد الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، إن “السلوك العدواني من الاحتلال، يعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الإنسانية، واستهتارا بمشاعر كل العرب والمسلمين”.
وأشار إلى أن “الشعب الفلسطيني المرابط في كل الساحات سيواصل نضاله ضد السياسة التهويدية، ولن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال”، داعيا “الشباب المقاوم إلى تصعيد ضرباته ردا على عدوان الاحتلال ضد المقدسات وبحق أهالي القدس”.
وبالمثل؛ قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن جرائم الاحتلال في مدينة القدس، والاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك لا يمكن أن تمر دون رد.
وأكدت الحركة تواصل عمليات المقاومة والمواجهة مع الاحتلال في كل الساحات لمنعه من الاستفراد بمدينة القدس، أو تنفيذ مخططاته في تهويد القدس وفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك.
من جانبه، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من استمرار اقتحامات المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال للقدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وقال أبو ردينة، إن الاستفزازات من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها تشكل منهجا خطيرا هدفه تفجير الأوضاع، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها”.
وأضاف إن “سلطات الاحتلال تحاول خلق وقائع جديدة في القدس المحتلة، ولكنه ستفشل بتغيير طبيعة وتاريخ وهوية القدس، وبدون السيادة والأمن والمقدسات وموافقة الشعب الفلسطيني، وقيادته الوطنية والتاريخية، لن يكون هناك أمن واستقرار”.
ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، إلى وقف عدوان الاحتلال، مؤكدا أن السلام الشامل لن يتحقق دون تحقيق الثوابت الوطنية والدولية، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، كما أقرتها الشرعية الدولية والقانون الدولي.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة