لوحات فسيفسائية تحتفي بتاريخ الأردن في ميدان الثورة العربية بمادبا

مادبا- تزهو اللوحات الفسيفسائية ذات الطابع الحضاري في ميدان الثورة العربية الكبرى (البلدية سابقاً) الذي يتوسط مدينة مادبا، والتي تعبر بمحتواها عن القيمة التاريخية للمملكة، ومادبا المحافظة.

وأضحى الميدان نقطة مهمة من معالم وسط مدينة مادبا السياحي الذي تؤمه الأفواج السياحية من مختلف أرجاء بلدان العالم كمقصد سياحي مهم، نظرا لوجود العديد من المواقع الأثرية والسياحية من أبرزها القديس جاورجيوس أو كنيسة الخارطة هي كنيسة رومانية أرثوذكسية، والتي تعد أحد أهم وأقدم كنائس المدينة، وتم تأسيسها في العام 1896، بعد أن تم بناؤها على بقايا كنيسة بيزنطية يعود تاريخها إلى منتصف القرن السادس الميلادي.

وتضم الكنيسة، وثيقة جغرافية كتابية ممثلة بخريطة فسيفسائية للأراضي المقدسة من الأردن وفلسطين ودلتا النيل وفينيقيا (لبنان) وتصف ما يقارب 150 موقعا في المنطقة، وخصوصا على ضفتي نهر الأردن وتمتد الخريطة على جزء من أرضية الكنيسة، وتقدر أبعادها بنحو 15.75 بالعرض و 5.60 م بالطول، وتشكل مدينة القدس مركزاً لها.
كما لسوق مادبا القديم الذي يربط تل مادبا الأثري مع كنيسة الروم الأرثوذكس، والذي ما يزال يحتفظ بالعديد من متاجره القديمة التي بنيت في عقود العشرينيات، بينما المتاجر الأخرى طالتها معاول الهدم والاستبدال بمبان حديثة أفقدت وسط المدينة إطلالته التاريخية والتراثية.
وتتواجد أغلبية المتاجر القديمة في شارعي الهاشمي والملك طلال وبشكل عام، فإن المتاجر غرف منفردة بأسقف مستوية وبدون نوافذ ولمعظمها أبواب بأقواس مسطحة، والكثير منها لها حجارة عقد بارزة، وهناك مداخل أخرى تم تعديلها، وما يزال القليل منها فقط يحتفظ بالأبواب الخشبية الأصلية، بينما معظمها تم استبدالها بأبواب حديدية ملتفة.
وبات الميدان بحلته الجديدة من أساسيات التقاط الصور التذكارية لزوار المدينة، خاصة أن الصور لها القدرة على الاحتفاظ بالزمن عند لحظة خاصة يسعد فيها في هذا الموقع الذي يقدم أبهى صور للحضارات التي مرت بها الأردن ومادبا عبر العصور، التي جاءت بأسلوب راق يتيح للزائر الفرجة بمتعة لما يحتويه الميدان من لوحات فسيفسائية صممت في غاية من الجمال والإبهار البصري الجاذب لهذا الموقع، الذي اعتبره مواطنون، نقطة بداية نحو مدينة أكثر جمالاً لأهميتها التاريخية والسياحية.
فيما رأى سائحون أجانب، أن مثل هذه المواقع التي تظهر للملأ العام تشكل نقطة إيجابية نحو إيجاد نقاط ارتكاز لمعرفة المزيد بما تحتويه هذه المدينة من إرث ثقافي واجتماعي يجبر الزائرين على احترام هذه المدينة التي تعتبر متحفاً متنقلاً، فأينما تذهب تجد هناك موقعاً سياحياً وأثرياً أو موقعاً يروي قصة سطرها أبناء المدينة بالمجد، فيأتي الزوار ويستمتعون بجمال هذه المدينة التي تشكل أنموذجا للحياة المشتركة بين الأديان السماوية.
ويجيء تصميم الميدان الذي تتوسطه سارية العلم في إطار عمل خطة متكاملة لتجميل مادبا مدينة السياحة العربية، وبرؤية الحداثة والتطوير لوسط المدينة ليأخذ الطابع الفسيفسائي الحضاري لمدينة الفسيفساء، بحيث ينقل الميدان الأحداث التي وقعت أثناء الثورة العربية الكبرى من خلال اللوحات الفسيفسائية المعبرة عن تاريخ الأردن ومادبا، وفق ما أكده رئيس بلدية مادبا عارف محمود الرواجيح.
وأكد الرواجيح، أن المجلس البلدي أقر في وقت سابق إعادة تطوير وتحديث ميدان بلدية مادبا وتغيير اسمه إلى ميدان الثورة العربية، بحلته الجديدة الذي دشنه وزير السياحة والآثار مكرم مصطفى القيسي في سياق احتفالات بلدية مادبا الكبرى بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال والثورة العربية الكبرى ويوم الجيش، وزفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الذي أقامته موخراً.
وقال: “إن الفكرة الأساسية لتصميم الميدان النجمة السباعية وهي نجمة العلم الأردني، والتي تدل على هدف الثورة العربية الكبرى بتوحيد الشعوب العربية وعدد آيات سورة الفاتحة ويحتوي في وسط النجمة سارية علم الثورة العربية الكبرى، كما يتوزع على جوانب النجمة سبع جدران تضم 14 لوحة بمقاسات موحدة متر مربع لكل لوحة بحيث تروي بتصميمها ومحتواها مراحل الثورة العربية الكبرى ولوحات مدينة مادبا الفسيفسائية”.
وأضاف الرواجيح، أنه تم توزيع اللوحات بزوايا النظر بطريقة بانورامية على 360 درجة، وذلك لتكون مرئية من جميع النواحي، مبيناً أنه تم تنفيذ اللوحات من قبل معهد مادبا لفن الفسيفساء والترميم والذي يعد شراكة حقيقة مع البلدية لتجميل المدينة المبدعة عاصمة السياحة العربية، كما عملت البلدية على تعزيز المشاركة المجتمعية مع أحد مهندسي مادبا لتصميم الميدان.

أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة