مادبيون: “مادبا عاصمة السياحة للعام الحالي” لقب يؤهل لموسم استثنائي

مادبا – يرى مهتمون ومستثمرون في القطاع السياحي بمحافظة مادبا، أن اختيار مادبا عاصمة للسياحة العربية لهذا العام، يعد دافعاً إيجابياً نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والطموحات التي يصبو إليها هذا القطاع المهم والحيوي، متوقعين أن يكون هذا العام سياحيا استثنائيا.
وأكدوا أن تتويج مادبا بلقب عاصمة السياحة العربية للعام الحالي، يأتي ضمن النقاط الإيجابية التي يجب الوقوف عندها وتشكل دافعا لصناعة المزيد من المنجزات في الشأن السياحي وفي خطى التنمية الشاملة والمستدامة بشكل عام، مشيرين إلى أنه يجب التأكيد أن ما حازته مادبا لا يأتي لمجرد وجود الآثار وطبيعة تضاريسها الجميلة، إنما يتعدى ذلك إلى جملة من العوامل التي تشمل الأمان والاستقرار الذي تنعم به المملكة، إضافة إلى الاهتمام الذي توليه الجهات المختصة للسياحة وتطويرها بشكل عام، من حيث توفير الخدمات والسبل كافة التي تجعل الزائر أو السائح يشعر بالراحة النفسية وأنه يحقق المرجو من وراء زيارته للمدينة أو المحافظة بشكل عام.
واعتبروا أن السياحة عمل تكاملي وتشاركي تسعى إلى إنجازه ونقله إلى الأهداف والمقاصد البعيدة، العديد من الجهات، التي تعمل بشكل كلي من أجل أن تكون كل القطاعات ذات كفاءة عالية في تحقيق المرجو منها، لاسيما أن السياحة في عصرنا هذا باتت صناعة معقدة ومتشابكة الأطراف من حيث الاشتغال عليها، والجهات والقطاعات التي تسهم في دفعها إلى الآفاق المشرقة، بعيدة المدى.
واعتبرت النائب أسماء الرواحنة، أن فوز مادبا بلقب عاصمة السياحة العربية إنجاز جديد للسياحة الأردنية، إلا أنها أكدت أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لإنجاح المشروع والاستفادة منه في تنشيط الحركة السياحية في مادبا بشكل خاص والأردن بشكل عام، مستدركة أهمية اللقب كفرصة لجذب المشاريع الاستثمارية في مختلف المجالات، واستثمار الموارد الطبيعية والثقافية الفريدة للمدينة وزيادة فرص العمل والتقليل من البطالة من خلال تشغيل أبناء المجتمع المحلي، خاصة ونحن نتجه الى ما يسمى بسياحة التعافي ما بعد جائحة كورونا وفتح السفر أمام حركة الطيران والبر والبحر.
وأكدت الرواحنة أنه يجب الحفاظ على المكتسبات التي حققتها السياحة الأردنية من خلال إيجاد الحكومة والمسؤولين ورقة أو برنامج عمل يتصف بالشمولية والتشاركية مع جميع الأطراف وضمن إجراءات واضحة لإنجاح ملف فوز مادبا بهذا اللقب بصفة خاصة واستغلال الملف بالطريقة المثلى من خلال وسائل الإعلام وشركات السياحة والسفر والجهات المعنية للترويج للسياحة والمعالم الأردنية لتعود بالفائدة المادية وخدمة المجتمع المحلي.
وأكد عميد معهد مادبا لفن الفسيفساء والترميم الدكتور أحمد فرحان العمايرة، أن فوز مادبا بلقب عاصمة السياحة العربية للعام الحالي، جاء نتيجة تضافر الجهود الرسمية والأهلية، بعد إعداد مديرية سياحة مادبا ملفاً متميزاً أهلها للفوز باللقب، حيث استوفت كل المعايير للفوز باللقب من خلال إدارة سياحية متميزة ووجود بنية تحتية سياحية متميزة، من فنادق ومطاعم وحرف يدوية، وتوفر مختلف الأنماط السياحية، مع الحفاظ على البيئة وحمايتها.
ولفت العمايرة الى ميزة الأمن والاستقرار السياحي في مادبا والأردن بشكل عام، مشيراً الى أهمية هذه الميزة للسائح وتشجيعه على زيارة المدينة التي يمتلك سكانها طابعاً خاصاً من المحبة السائدة من مسلمين ومسيحيين، والتي أسهمت في فوز مادبا كعاصمة للسياحة العربية.
فيما يشير رئيس جمعية مادبا لتطوير السياحة والحفاظ على التراث سامر الطوال، الى أن اختيار مادبا عاصمة السياحة العربية للعام الحالي يعطي الدافعية نحو التطوير والتحديث والمضي باتجاه الغايات البعيدة في سبيل أن نرى فضاءات سياحية تؤسس للأخذ بالمعطيات الممكنة والإمكانيات كافة على أرض الواقع، ونحن نعلم أن الرصيد أكبر من المتحقق، ما يعني أن الآفاق المستقبلية تحمل البشارات المتتالية بإذن الله.
وقال عضو مجلس محافظة مادبا (اللامركزية) أيمن أبو تينة “إن مادبا تزخر بثروات حضارية وتاريخية وسياحية ساعدتها على نيل لقب عاصمة السياحة العربية لهذا العام، ما يعطي دفعة حقيقية إلى إظهار مواقع سياحية وتاريخية وتسليط الضوء عليها ودعمها لتخرج الى خريطة السياحة المحلية والعربية والدولية”، مشيراً إلى أهمية دعم ملف مادبا عاصمة للسياحة العربية 2022 والاستفادة من هذا الإنجاز لينعكس على الاقتصاد السياحي الوطني.
ومن جانبه، لمح المخرج الدكتور هاشم حامد المشاعلة إلى أهمية اللقب الذي اعتبره بمثابة نقطة جديدة يجب أن يتم فيها استغلال المواقع التاريخية والدينية والعلاجية من خلال وضع برامج ملائمة تحافظ على المنتج السياحي من تحفيز العاملين بالقطاع السياحي، إلى جانب تعزيز وتطوير مشاريع استثمارية لإيجاد بنية تحتية تساعد على تطبيق الرؤية المستقبلية لإنعاش هذا القطاع المهم الذي يدر على الاقتصاد الوطني وتحسينه مداخلاته المالية.
وأشار المشاعلة، الى ضرورة استغلال فرصة فوز المدينة بهذا اللقب من خلال العمل على الترويج للأردن كوجهة سياحية تستقبل السياح وتستقطب المستثمرين، مؤكداً أهمية الفوز بهذا اللقب ومساهمته في جذب المشاريع الاستثمارية والتنموية لمحافظة مادبا، وبما ينعكس على زيادة فرص العمل والحد من الفقر والبطالة في المحافظة بشكل خاص والأردن بشكل عام، وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي الأردني ودعم الاقتصاد الوطني لتحقيق النمو والازدهار.
ويقول المواطن خالد الجهران “إذا كانت مادبا تحتفل خلال هذا الموسم السياحي الاستثنائي، فإن الأفق السياحي يقوم على فضاء مفتوح على مدار العام؛ حيث إنه من الممكن ابتكار العديد من المفردات الجاذبة التي تتماشى مع كل موسم أو فصل جديد من السنة”، مشيراً إلى أن تنوع التضاريس والمناخات يسهم في حالة من التعايش بين السياحة التي تركز على الطبيعة وتلك التي تأخذ بالمعايير الثقافية والتاريخية وغيرها، بحيث يكون هناك حزمة من العناصر التي تشكل فكرة السياحة الكلية في مادبا التي لها طابعها وخصائصها الفريدة في هذه الجوانب متعددة الرؤية.
وكان وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز قال في لقاءات صحفية، إن اختيار مادبا عاصمة السياحة العربية 2022، سيسهم في تنشيط الحركة السياحية بالمدينة خاصة والأردن بشكل عام، إضافة الى جذب المشاريع الاستثمارية الرائدة في مختلف المجالات واستثمار الموارد الطبيعية والثقافية والدينية الفريدة للمدينة وزيادة فرص العمل والتقليل من البطالة.
وبين “أن الوزارة تسعى إلى أن تكون مدينة مادبا مركزا للتراث الحضاري والديني وموطنا للفسيفساء والحرف اليدوية في المملكة”، مؤكدا أن مادبا مدينة غنية بالتراث والعراقة والمعالم الأثرية والدينية وتشتهر بالمعالم التاريخية، إضافة الى المعالم الطبيعية الخلابة من وديان مميزة وإطلالات جبلية فريدة من نوعها.
وبحسب ما علمته “الغد” من مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، فإنه من المتوقع أن يتم حفل إطلاق مادبا عاصمة للسياحة العربية في الثاني من تموز (يوليو) المقبل، حيث أعدت وزارة السياحة والآثار برامج ونشاطات تتلاءم وأهمية المناسبة، وبخاصة النشاطات الترويجية والفعاليات الفنية والثقافية طيلة الأيام المتبقية من العام الحالي.
يشار إلى أن المنظمة العربية للسياحة كانت قد أعلنت عن تتويج مادبا بلقب عاصمة السياحة العربية للعام الحالي، وكانت فكرة المسابقة قد طرحتها المنظمة في إطار المجلس الوزاري العربي للسياحة بجامعة الدول العربية قبل ست سنوات.

أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة