ما أنبلك يا وطني!//سعيد ذياب سليم

 

=
ماذا أهديك في العيد يا وطني وقد وهبتني الحياة؟ هل أهديك قصيدة على مذهب الشعراء ؟ أم ترنيمة صلاة ؟ أم قبلة على الجبين؟ أم عناق ؟
وهل نرد لك بذلك بعض كرمك وأنت و إن متنا تحضننا بلهفة أم!
على أديم هذه الأرض المباركة سار الأنبياء والمؤمنون و الرسل يحملون البشارة و الكتاب ، عند النهر التقى يحيى و المسيح وكان الغطاس ، وعلى ثراه سار محمد طفلا ثم شابا قبل الرسالة، ومن هنا عبر الصحابة شرقا وغربا فهذه مقاماتهم منارات للهدى و التضحية وتركت الأمم في صحارينا منازل للعبر بعد أن مسحت الريح آثار خطواتهم. قف وانظر قصورا و قلاعا و دروبا سارت عليها القوافل وعدت عليها الخيل من زمن الأنباط و سطّر التاريخ أحداثه هنا!
وطني الأردن وطن الأوفياء اتسع قلبه وامتلأ نبلا و كرامة وشهامة، واشتدت سواعد رجاله للحق تحمل رايات الثورة والتحرر، شاركت في منازل الوغى في فلسطين و الكرامة وسماء غزة و على أرضها و حيثما كان للنخوة صولة صهلت الخيل الأردنية.
لا عجب أن اختارته السوسنة السوداء وطنا ، تلك السوسنة عروس عنيدة نادرة الجمال فيها من التحدي والشموخ ما تواجه به بيئتها القاسية أخذت عن الرجال عزمهم وعن الخيل جموحها و اختالت بعباءة بدوية.
إذا هبت الرياح في الربوع تحمل إليك رائحة الطيب والقهوة والهيل و تداعب أوراق “الطيون” وتميل بها أغصان الدفلى و الزيتون عجبا .
هو كما يقول أخي محمود تراكم الذكريات الجميلة لطفولة ممتدة بين يدي والدين طيبين، هو الأسر مجتمعة وجامعة هو الأصدقاء بمقالبهم وقصصهم ونجاحاتهم واخفاقاتهم هو الأخوات والاخوة والأبناء والأزواج والزوجات هو حضن الحبيب وعتاب المحب وعودة المسافر هو البدايات الصعبة والتصاعد السيمفوني لموسيقى الحياة.
يذهب أطفالنا في المدينة و الريف و البادية إلى مدارسهم تحرسهم عين الله و أسود الوطن لا تخاف أن يرميهم أحد ولو بوردة، وفي الليل تنام الليل الطويل في دفئ مخدعك وأنت تدوي و لا تدري أن رجال الوطن يقفون في دروب الحي يحرسون و يدفعون عن الناس كل هامة، و حدودنا مسيجة بالمهج و الأرواح تصد عنها كل عدو.
هم الرجال يزين جباههم شعار الشهامة و الإباء أخوتنا و أبناؤنا و أبناء عماتنا و خالاتنا يتحملون المسؤولية ليعيش الوطن كل الوطن في أمن و أمان.
وشبابنا يناصرون الحق و الكرامة و الإنسانية يهتفون بحناجرهم يحميهم الوطن ورجاله، يأخذون كل حيطة أن تفقدهم الغوغائية رشدهم و تضلهم ظلمة الطريق وحولنا شبكة معقدة تجد فيها الصديق و العدو ، وتجد أيضا المغرض من يسير وفق أجندة تلامس الخطوط الحمراء وتحاول اجتيازها.
لم يبخل أردننا بتقديم ما يستطيع أمام تحديات تفوقه قوة وتواجهه شبكة تلعب فيها السياسة و الاتفاقيات الدولية لعبة خطيرة تقتضي من سياسيينا التصرف بحذر.
لا يفوتك ما يحدث في العالم وما يحدث في الشرق الأوسط من الأحداث يشيب لها الطفل ولا يصدقها عاقل ،أمعن النظر يا صديقي في تاريخ الأحداث وتفكر.
وغني معي ..
أردن أرض العزم اغنية الظبى
نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
في حجم بعض الورد إلا إنه لك شوكة
ردت إلى الشرق الصـبا

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة