ما الذي يقوله لنا الطوفان ؟// سعيد ذياب سليم

بعد خمس و سبعين سنة من الكر و الفر اتضح أن الأمل بالنصر لم و لن يموت و أن بين الكاف و النون يغير الله من حال إلى حال و أننا نستطيع !و أن في عمق سواد الليل تستطيع شمعة صغيرة أن تهزم شياطين الظلام.ازدادت التكنولوجيا تعقيدا ، الأسلحة أكثر غباء و تدميرا ، غباء لأنها عرضة للسيطرة من بعيد !و أن الحصار و شدة قسوة البيئة المحيطة لا تصنع جيلا مهزوما بل جيلا يستجيب للتحدي بشراسة يخرج من البحر مثل القرش و ينقض من السماء كطير أبابيل ويخرج من الأرض كشجرة الزيتون نورا و نارا .اتسع ميدان المعركة لم يعد شريطا ضيقا يستقبل الضربة مستسلما بل واسعا بسعة فضاء المعلومات ، و لم تعد المقاومة تقليدية كما كانت فقد فرضت عليها الظروف أن تفتح نوافذ جديدة وتخرج إلى العدو.من نبش عش الدبابير هذا ؟ هل جاء طوفان الأقصى استجابة عاطفية من حماس لما حدث و يحدث في الأقصى ؟ ام أن الحكومة الإسرائيلية نجحت في استدراج حماس للقيام بمثل هذه العملية للخروج من أزمتها؟ أم أن أطرافا إقليمية صنع ذلك؟الغموض هو الذي تجرأ و طرح هذه الأسئلة!لكن الواضح أن إعدادا جيدا مدروسا استمر فترة طويلة ليخرج مفاجئا لم تستطع البرامج الذكية اكتشاف ما سيحدث!الكل يتطور هذه سنة الحياة نرى ذلك في غزة و محيطها فأنت ترى طائرة شراعية تواجه أحدث الطائرات ذات التكنولوجيا المعقدة أليست تلك سخرية لاذعة !وترى ذلك الفتى الذي فقد أبا أو أخا أو أختا لم يوقفه شريط معدني و لا حاجز دفاع إلكتروني بل خرج حاملا بندقيته الخفيفة راجلا أو راكبا ثائرا منتقما لما يحدث يوميا في القطاع يواجه بصدره الرصاص غير عابئ بالنتيجة فهل ستكون أسوء مما حدث حتى الآن؟نحب الحياة و نكره الموت و نحتفل بالإنسانية و الحضارة لكن الأرض أرضنا و القدس قدسنا و الأقصى لنا وسيبقى ، أطفالنا لهم الحق بالفرح مثل أطفال العالم أجمع ، و حرائرنا لهم الحق بالحب و الصلاة و الأمومة مثل نساء الأرض و عجائزنا لهم الحق أن يموتوا بسلام مثل شيوخ المجتمعات الأخرى ، و أرضنا لنا الحق في زراعتها قمحا و بارودا.هل يسخط العالم تشرد بعض المستوطنين من أرض سلبوها، و يرضون لغزة دمار منشآتها السكنية فوق رؤوس ساكنيها ومن ينجو منها ينجو يتيما أو مبتور الساق أو مقلوع العين؟ازداد غرور الجيش الذي لا يمكن قهره حتى صدم في معركة الكرامة في ١٩٦٨م و بهت في حرب رمضان ٦ أكتوبر ١٩٦٧مو طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م يستحق أن يسجله التاريخ . والحرب رحى دائر هذه جولة و في الغد جولات أخرى و الوعد أعلن منذ ألف و أربعمئة عام ” وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ “.
 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة