ما نراه ليس كل الحقيقة/ سعيد ذياب سليم

فوضى عارمة تُغرِق الشرق الأوسط، مباحثات سرية ، مساومات ،توصيفات جدلية تزوًر بها إسرائيل وجه الحقيقة فالمقاومة إرهاب و الأسرى مخطوفين و العدوان دفاع عن النفس! في ظل جو من التضليل و الكتمان وانقطاع شبكة الاتصالات و الإنترنت عن غزة.سعار ذئاب همجية تنقض به طائرات العدوان و آلياته على مرافق الحياة المختلفة يسقط فيه الناس أطباء صحفيون شعراء و أناس عاديون ملامحهم كملاحمنا يأملون و يحلمون ويحبون.ما هي الرسائل التي نقرأها من مشاهد الدمار في غزة ؟ سوى ما نتجرعه من قهر مع كل قذيفة. ما الذي تريد إسرائيل أن توصله لنا؟ وجُل الضحايا أطفال و عجائز تتركهم بقايا سوداء متفحمة!هل هدفهم أن تختفي غزة من خارطة الشرق الأوسط الجديد؟نوع آخر من الحرب تواجهه غزة أسلحة جديدة و قذائف تحرق و أخرى تصنع زلازل، تصل ساحة المعركة مباشرة من المصانع الأمريكية -سيدة العالم الحر- لتأكل حصتها من لحوم الأطفال !فرق الخبراء العسكريين الغربيين تزور إسرائيل و تهاتف عن بعد تراقب و تقيس مدى الدمار و تحسب الإحصائيات وتدون في صفحات التاريخ مشاهد انحدارها وسقوطها إلى مزبلة التاريخ.ما يصيب غزة اليوم يعيد للذكرى ما أصاب بعض المدن حول العالم قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية التي ما زالت وصمة عار في جبين الحضارة الغربية، حيث كانت الضحايا فيها من المدنيين ، درسدن في شرق المانيا والتي قضى فيها 125 ألف من المدنيين على أيدي سلاح الجو البريطاني و الأمريكي، هيروشيما اليابانية قتل فيها فورا 80 الف شخص بعد إلقاء القنبلة النووية الأمريكية و 86 الف شخص آخر بتأثير أشعتها فيما بعد ، وأختها ناجا زاكي قُتل فيها 80 ألف شخص! وشرقنا العربي يذكر كثيرا من الليالي السوداء و ما ليل بغداد عنا ببعيد!تلقت غزة – منذ السابع من تشرين ثاني الحالي- من القذائف ما يعادل قنبلة هيروشيما وما زالت صامدة ، و أرجو ان لا تضاف إلى تلك القائمة بعد القضاء على أبنائها قتلا و تهجيرا . لتقترب المستوطنات الصهيونية من البحر ورمل الشاطئ !كثيرة هي الأسئلة التي تواجهنا دون أن نجد لها إجابة ونحن ننتظر المساعدات الإنسانية أن تدخل غزة ، و المعركة البرية أن تبدأ و تتوغل ، و نشاهد “رامبو” منطلقا في مغامرته لينقذ أطفال النور !كم من الأبرياء يجب أن يموت حتى يكتفي نتنياهو وزمرته من الموت؟يبدو “رامبو” اليوم شيطانا غبيا و هو يلقي بطريقة عبثية صواريخه على المستشفى و المسجد و الكنيسة و المدرسة ، وملاعب الأطفال وسيخرج كما خرج من فيتنام و جبال تورابورا و بغداد.لننظر في وجوه الناس في غزة ..نرى ألم وحزن و صمود و تحدي .هذه هي الوصفة الغزيّة التي ستنتشر في الشرق الأوسط انتشار النار في الهشيم فالأيام حبلى و للحق جولات قادمة.سعيد ذياب سليم

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة