ما هو الضباب الدماغي وطرق علاجه

هل تشعر أحياناً بضعف قدرتك على التركيز في مهام يومية بسيطة؟ وهل من الصعب عليك تذكر الكثير من الأشياء؟ جميع تلك المشكلات المزعجة قد تكون مؤشراً على الضباب الدماغي الذي ينتج عن خلل آخر في الجسم، لنتعرف فيما يلي على تعريف الضباب الدماغي، وأعراضه، وطرق علاجه.

ما هو الضباب الدماغي

لا يعد الضباب الدماغي حالة طبية أو مرضاً قائماً بذاته بل هو أحد الأعراض لحالات صحية وأمراض أخرى، ويُستخدم مصطلح ضباب الدماغ لوصف أعراض معينة يُمكن أن  تؤثر على قدرتك على التفكير، وقد يشعر الشخص المصاب بالضباب الدماغي بالارتباك أو عدم قدرته على تنظيم أفكاره أو صعوبة في التركيز والتذكر أو التعبير عن أفكاره في كلمات.

يصف الأشخاص تجاربهم مع الضباب الدماغي بأنه صعوبة في التذكر؛ مثل: وضع الطعام على الموقد ونسيان الأمر وعدم ملاحظته إلا عند إحتراقه، وآخرون ينسون كيفية القيام بالأعمال اليومية الروتينية مثل صعوبة التسوق وتذكر ما كانوا يريدونه، وعدم التركيز أثناء قراءة الملصقات بل يصابون بالإرهاق والشعور بالارتباك أو عدم قدرتهم على ربط الأسعار بالمنتجات.

في حين أن أعراض ضباب الدماغ يمكن أن تكون مشابهة لتلك التي يعاني منها الأشخاص المصابون ببعض الأمراض مثل مرض الزهايمر والحالات الأخرى المرتبطة بالتقدم في السن، إلا أن ضباب الدماغ يؤثر على الأشخاص في أي عمر.[1][2]

أسباب الضباب الدماغي

قد ينتج الضباب الدماغي من حالات طبية مُتعددة، سنتحدث عنها بشكل مفصل.

قلة النوم

لمساعدة العقل على العمل بالطريقة الصحيحة يجب النوم من 7 إلى 9 ساعات للحصول على قسط جيد من الراحة في وقت النوم، وقد يؤدي الإرهاق المرتبط بقلة النوم إلى الحدّ من قدراتك العقلية. [2]

اضطرابات المناعة الذاتية

اضطرابات المناعة الذاتية؛ مثل: التصلب المتعدد، والذئبة، حيث يعد الالتهاب في تلك الأمراض عاملاً في تطور ضباب الدماغ المرتبط باضطرابات المناعة الذاتية، في حالة مرض الذئبة يعاني حوالي نصف المصابين من مشاكل في الذاكرة أو الارتباك أو صعوبة التركيز. [2]

إضطرابات الجهاز العصبي

يمكن أن تحدث حالات من الضباب الدماغي نتيجة الإصابة ببعض إضطرابات الجهاز العصبي والمتمثلة فيما يلي:

الضغط العصبي: يزيد التوتر من ضغط الدم ويمكن أن يؤدي إلى الإرهاق، وهما عاملان رئيسيان يمكن أن يؤديا إلى ضباب الدماغ. الاكتئاب: يحدث الاكتئاب عندما تكون مستويات بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين غير كافية، وترتبط هذه المواد الكيميائية بالإدراك والوضوح العقلي. مرض ألزهايمر: يؤدي مرض ألزهايمر والأشكال الأخرى من الخرف والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر إلى تغييرات في الدماغ تؤدي إلى ظهور ضبابية في الدماغ. [3]

بعض الأمراض المزمنة

تسبب بعض الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري لحدوث حالات من الضباب الدماغي؛ فيمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية، مما يجعلها أقل كفاءة في حمل الدم والأكسجين والمواد المغذية التي يحتويها إلى الخلايا التي تعمل في الدماغ، أما المصابين بالسكري فقد يصابون بالضباب الدماغي عند انخفاض سكر الدم أو الجلوكوز اللازم لتغذية العقل.[3]

الأدوية

يمكن أن يكون ضباب الدماغ من الآثار الجانبية للعديد من الأدوية أيضًا، مثل: [3]

العلاج الكيميائي للسرطان ، والذي غالبًا ما يشار إليه باسم الدماغ الكيميائي. مضادات الهيستامين. أدوية ضغط الدم. الأدوية المضادة للقلق. الأدوية المضادة للغثيان. بعض أدوية النوم.

أسباب أخرى

يمكن أن يصاب الشخص بالضباب الداغي لعدة أسباب أخرى، وقد تكون هذه الحالة من أعراضها الثانوية، ومن هذه الأسباب:

الالتهابات الفيروسية: الالتهاب الناتج عن بعض الالتهابات الفيروسية مثل كوفيد -19، وفيروس نقص المناعة البشرية، قد تؤدي إلى إعاقة وظائف المخ الطبيعية، وبالتالي الضباب الدماغي. نقص الفيتامينات: مثل انخفاض مستويات فيتامين ب 12 أو فيتامين د؛ لأنها تجعل من الصعب على الدماغ معالجة المعلومات. التغيرات الهرمونية: التغيرات الهرمونية  التي تحدث أثناء انقطاع الطمث، والحمل، واضطرابات الغدة الدرقية تؤثر على كيفية عمل الدماغ لأنها تشارك في العديد من العمليات الجسدية بما في ذلك الإدراك. [3]

أعراض الضباب الدماغي

تشمل أعراض ضباب الدماغ صعوبة في الوظائف الإدراكية مثل:

عدم القدرة على التركيز على فكرة. صعوبة في تذكر الأشياء والأحداث. صعوبة القيام بعدة مهام في وقت واحد. عدم القدرة على متابعة المحادثات مع الآخرين. صعوبة الاهتمام بمحيطك.  يسبب ضباب الدماغ أيضًا أعراضًا؛ مثل: الإرهاق العقلي والصداع. [1]

طرق تشخيص الضباب الدماغي

يوجد عدة طرق يقوم بها الطبيب لتشخيص أسباب الضباب الدماغي، كما يلي:

الفحص الجسدي

يشمل الفحص الجسدي فحص الدم الذي يحدد كيفية عمل الجسم وحالته الصحية، وما إذا كان هناك شيء مثل انخفاض مستويات السكر في الدم أو اضطرابات المناعة الذاتية، كما يجب التأكد والسؤال عن الأدوية الموصوفة التي يتناولها المريض لأنها قد تكون السبب الرئيسي لشعور الضباب الدماغي، وهنا يقوم الطبيب بتغيير الدواء أو تعديل الجرعات. [3]

الفحص بالأشعة

قد يطلب الطبيب فحصاً بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، للتأكد من وجود تغيرات هيكلية داخل الدماغ بسبب الإضطرابات العصبية المختلفة المرتبطة بالخرف أو الزهايمر والتي تتسبب في ظهور أعراض ضباب الدماغ. [3]

السؤال عن توقيت الأعراض

قد يوجه إليك الطبيب بعض الأسئلة حول الجدول الزمني للأعراض، مثل وقت ظهور الأعراض لأول مرة، وما إذا كان هناك حدث كبير وصادم في حياتك، لمعرفة متى وكيف بدأت الأعراض لأول مرة، لمساعدة طبيبك في الوصول إلى سبب المشكلة، يُنصح الاحتفاظ بدفتر يوميات للأعراض حتى تتمكن من تذكر التفاصيل.   [3]

طرق علاج الضباب الدماغي

يتوقف علاج الضباب الدماغي على معرفة السبب، ولا يمكن التخلص من ضباب الدماغ بدواء واحد أو وصفة طبية واحدة إلا أن هناك عدة تغييرات يمكن اتباعها لتحسين حالة الضباب الدماغين أبرزها ما يلي:

ممارسة الرياضة

أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تخفيف الضباب الدماغي هو ممارسة الرياضات المختلفة، فهناك صلة قوية بين النشاط البدني وصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية، حيث يتمتع الأشخاص الذين يمارسون المزيد من التمارين بوظيفة إدراكية أفضل ويميلون إلى مقاومة ظهور الخرف، والضباب الدماغي. [3]

الحمية الغذائية

يربط الكثير بين صحة القلب وصحة الدماغ لذلك يوصي العديد من الأطباء وخبراء التغذية باتباع نظام غذائي صحي للقلب، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائية لتحسين صحة الدماغ ووظائفه، وتناول المزيد من الأطعمة التي تدعم صحة الدماغ مثل الدهون الصحية.

واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لمعالجة الأعراض المرتبطة بضباب الدماغ هي شرب السوائل التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين مثل القهوة أو مشروبات الطاقة للبقاء يقظًا، مع ذلك تناول الكثير من الكافيين يمكن أن يسبب مشاكل أخرى؛ مثل: تسارع ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، كما يمكن أن يتداخل الكثير من الكافيين أيضًا مع قدرتك على التركيز، والعديد من مشروبات الطاقة مليئة بالسكر الضار. [3]

النوم

أظهرت الكثير من الدراسات والأبحاث أن تحسين مدة وجودة النوم لهما عدد لا يحصى من الفوائد لصحتك، بما في ذلك الوظيفة الإدراكية واليقظة، لذلك حاول الحصول على قسط كافِ من النوم يومياً لتخفيف الضباب الدماغي. [3]

شرب الماء

يمكن أن يؤثر الجفاف ولو قليلاً على الوظيفة الإدراكية بسرعة؛ إذ أشارت دراسة أجريت عام 2012 إلى أن الانخفاض بنسبة 2 ٪ فقط في مستويات الماء يمكن أن يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في الوضوح العقلي، أشرب الكثير من الماء كل يوم للتأكد من أن عقلك لديه الماء الذي يحتاجه لأداء وظائفه. [3]

التخلص من الإجهاد والتعب

يساعد التخلص من الإجهاد والتعب في تخفيف مشكلة الضباب الدماغي، كما أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تؤثر أيضًا على وظائف المخ، لذا تأكد من تخصيص وقت راحة مع  الأصدقاء والعائلة للحفاظ على عمل عقلك بصورة مثالية. [3]

ممارسة تدريبات الدماغ

تدريبات الدماغ تساعد في تسريع كيفية معالجة دماغك للمعلومات وتخفيف أعراض ضباب الدماغ وتحسين صحة الدماغ، تتضمن هذه التمارين اختبارات مرئية تتطلب منك العثور على طيور أو فراشات متطابقة تظهر للحظة فقط على الشاشة ثم تختفي، أو ألعاب قائمة على الاستماع إلى النغمات التي تطلق بالتتابع ثم محاولة تذكر عدد ونوع النغمات التي سمعتها، وهكذا. [3]

جرب أشياء جديدة

اجعل عقلك منشغلًا بأنشطة محفزة ذهنيًا وابذل جهدًا لتجربة أشياء جديدة، على سبيل المثال اتخذ طريقًا مختلفًا إلى العمل أو استمع إلى موسيقى مختلفة، أو تغيير أحد الأنشطة الروتينية التي تقوم بها يومياً، يمكن أن يساعد هذا في زيادة إنتاج مادة كيميائية في الدماغ تسمى النوربينفرين والتي تحفز الدماغ. [1]

تجنب تعدد المهام

يمكن أن يؤدي تعدد المهام إلى استنزاف طاقتك وتقليل إنتاجيتك، خاصة إذا كنت تحاول القيام بنشاطين يتطلبان تفكيرًا واعيًا، بدلًا من ذلك  حاول التركيز على شيء واحد في كل مرة.

إذا انشغلت بأشياء متعددة أو فقدت التركيز، فحاول أن تبطئ وتركز كل انتباهك على مهمة واحدة، ثم اعمل على إكمال تلك المهمة، مهما كانت صغيرة. [1]

التفكير العميق والتأمل

مرّن عقلك من خلال قضاء بعض الوقت في التفكير العميق كل يوم، على سبيل المثال، إذا كنت قد قرأت مقالًا، فاقضي 10 دقائق في التفكير في محتويات المقالة، كما يمكن أن يساعد التأمل في تقليل التوتر وإرخاء عقلك وجسمك. [1]

لا يتفاقم ضباب الدماغ عادةً بمرور الوقت، وقد لا يستمر إلى الأبد، لكن يجب معرفة السبب واستشارة الطبيب لعلاج أي خلل في الجسم، بجانب اتباع نمط حياة صحي مليء بالحركة والنشاط، وتمارين ذهنية للعقل مثل القراءة وتذكر ما كنت تقرأه.

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة