مبدعون أردنيون يفوزون بجائزة الأديب سالم النحاس للقصة القصيرة

مادبا– في أمسية حملت عبق الحكاية ودفء الوفاء، غصّت قاعة نقابة المهندسين– فرع مادبا بالحضور من مختلف الأطياف الثقافية والفكرية والسياسية، في مقدمتهم روائيون وأدباء وأعضاء رابطة الكتاب الأردنيين، إضافة إلى وجوه ثقافية بارزة، جاءوا ليشاركوا في الاحتفاء بفوز مبدعين أردنيين بالجائزة التي تحمل اسم الراحل الكبير.
الحفل، الذي نظمته رابطة الكتاب الأردنيين – فرع مادبا، جاء ليكرس حضور القصة القصيرة كجنس أدبي يواصل تألقه، وليحمل في الوقت ذاته رسالة وفاء لأحد أعمدة السرد الأردني. وتولى عرافة الحفل الدكتور الشاعر والمسرحي علي الشوابكة، رئيس رابطة الكتاب الأردنيين فرع مادبا، الذي قدّم الفقرات بأسلوب أدبي شائق استحضر فيه روح المناسبة وقيمتها.
واستهل الحفل بكلمة ألقاها رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور موفق محادين، تحدث فيها عن شخصية سالم النحاس، واصفًا إياه بالمثقف الملتزم والكاتب الذي لم يساوم على قضاياه الإنسانية والوطنية، مستعرضًا محطات بارزة من مسيرته الأدبية والنضالية.
كما ألقت الفنانة مكادي نحاس، ابنة الأديب الراحل، كلمة مؤثرة عبّرت فيها عن اعتزازها بإطلاق الجائزة التي تحمل اسم والدها، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تُبقي أسماء المبدعين حية في الذاكرة، وتحفز الأجيال الجديدة على خوض غمار الكتابة بإيمان وشغف.
ومن جانبها، تحدثت الأديبة اللبنانية الدكتورة دورين نبيل نصر، رئيسة الرابطة الثقافية للاتحاد العربي في لبنان وعضو لجنة التحكيم، عن عمق التجربة الإبداعية التي عكستها النصوص المشاركة، مشيدة بالمستوى الأدبي المتقدم للكتّاب الأردنيين الشباب، ومؤكدة أن القصة القصيرة ما زالت قادرة على تقديم أشكال مبتكرة من التعبير الإنساني.
وقدّم الدكتور عاطف العيايدة، عضو لجنة التحكيم، ملاحظات حول النصوص المشاركة، مؤكّدًا أن المنافسة كانت شديدة، وأن الفائزين تميزوا بقدرتهم على المزج بين الفكرة المبتكرة والأسلوب المتقن.
وقدمت رئيسة لجنة التحكيم الدكتورة إنعام القيسي، شرحًا لآلية عمل اللجنة، موضحة معايير التقييم التي اعتمدت على الأصالة الفنية، تماسك البناء السردي، وعمق الفكرة، مؤكدة أن النصوص المشاركة حملت بصمة متميزة للشباب المبدعين.
وتخلل الحفل عرض فيلم خاص تناول مسيرة الأديب سالم النحاس، موثقًا حياته منذ نشأته في مادبا عام 1940، مرورًا بمراحل إبداعه في القصة والرواية والمسرح، وصولًا إلى مواقفه الفكرية والثقافية، مع شهادات لزملائه وأصدقائه تؤكد أثره الباقي في المشهد الأدبي الأردني.
وأعلنت لجنة التحكيم نتائج الجائزة، حيث فاز بالمركز الأول: عمر نايفة عن قصته “هراء مقدس”، والمركز الثاني: مهند الرفوع عن قصته “ظامئ الهيئة”، والمركز الثالث: صلاح الدين عبابنة عن قصته “قرقعون الصغير”.
وقام بتسليم الجوائز الدكتور موفق محادين، ومدير ثقافة مادبا محمد الرواحنة، والدكتور علي الشوابكة، بحضور أعضاء لجنة التحكيم، وسط تصفيق الحضور وتهنئة الفائزين.
الفعالية، التي جمعت بين التكريم والذكرى، شهدت حضورًا واسعًا من كتّاب وأدباء من مادبا ومحافظات أخرى، إضافة إلى أسرة الراحل وأصدقائه.
وفي ختام الحفل، التُقطت الصور التذكارية للفائزين والمنظمين، في مشهد جسّد تلاقي الأجيال تحت راية الإبداع ووفاءً لاسم سيظل حاضرًا في الذاكرة الثقافية الأردنية.