متحف التراث الأردني في “اليرموك”.. فضاء حضاري وثقافي

قالت عميدة كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك الدكتورة لمياء خوري، إن متحف التراث الأردني الذي تم افتتاحه العام 1988 بالتعاون مع الحكومة الألمانية، يعد من المرافق الحيوية والمهمة في جامعة اليرموك، لمساهمته في عرض قصة الإنسان منذ أقدم العصور، ولعنايته بدراسة الإنسان وتراثه وعلاقاته المختلفة مع بيئته الاجتماعية والجغرافية.
وأضافت خوري لـ”الغد”، “أن المتحف وأقسامه صممت بطريقة تراعي التنوع والترابط الكبير بين التخصصات الأكاديمية الموجودة في كلية الآثار والأنثروبولوجيا، حيث يعرض المتحف قصة الإنسان وعلاقاته وتاريخه عبر مراحل التطور الرئيسية بأسلوب منهجي يعكس ويخدم تخصصات الكلية المختلفة، ويسهل على الزائر فهم هذه القصة من خلال نصوص مختصرة ومعروضات منتقاة ووسائل إيضاحية تناسب الزوار من فئات المجتمع كافة والمختصين على حد سواء”.
وأشارت خوري إلى أن المتحف يتكون من الطابق الأول، والبيت الريفي، والطابق الثاني، وقاعة المعروضات المؤقتة، والساحة الخارجية، وقاعة المسكوكات.
ويحتوي الطابق الأول على قاعة العرض الرئيسية في المتحف، التي تشتمل على أربع صالات؛ حيث خصصت الصالة الأولى للمعروضات المتعلقة بعصور ما قبل التاريخ في الأردن والمتمثلة بمرحلة الصيادين وجامعي النباتات ومرحلة ظهور وتطور الزراعة والمجتمعات القروية الزراعية.
وتابعت، أن الصالة الثانية من المتحف تعرض العصور التاريخية الأولى في الأردن؛ حيث تظهر دويلات المدن والأقاليم والمجتمعات الرعوية والبدوية المبكرة، أما الصالة الثالثة فتعرض الأردن خلال الفترة الكلاسيكية، ويبرز فيها دور السكان المحليين أثناء الفترات النبطية والرومانية والبيزنطية، في حين تقدم الصالة الرابعة الأردن خلال الفترة الإسلامية وتعرض لبعض الصناعات والحرف اليدوية التقليدية.
ولفتت خوري إلى أن الفناء الداخلي للمتحف يحتوي على نموذج لبيت ريفي من شمال الأردن تظهر فيه العناصر الأساسية للعمارة المحلية، كالغرف ذات العقود المتقاطعة والأقواس والواجهات ذات الأقواس.
ويحتوي المتحف أيضاً في طابقه الأول على قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة أو المتنقلة التي تجلب من المتاحف الأخرى أو المعارض المختصة بمواضيع معينة، في حين تحتوي الساحة الخارجية للمتحف على بعض العناصر والقطع الأثرية، كالتوابيت والقطع والأعمدة الحجرية واللوحات الفسيفسائية.
وأشارت خوري إلى أن الطابق الثاني في المتحف يختص بعرض مواضيع خاصة تتعلق بالتطور التكنولوجي في الأردن، كالتطور في صناعة الأدوات الحجرية وفنون النحت في الصخر والتعدين وصناعة القش وتقنية النسيج وصناعة الفخار وصناعة الزجاج. كما تم مؤخراً افتتاح قاعة عرض جديدة في هذا الطابق تختص بالحضارة النبطية.
وأضافت أن متحف التراث الأردني يضم أيضاً قاعة منفصلة مخصصة بالكامل للمسكوكات أنشئت العام 2002، بهدف حفظ وتوثيق موجودات المتحف من المسكوكات والقطع النقدية المهمة، واستعراض نشأة المسكوكات وتطورها عبر العصور، ورفد الدراسات والبحوث المختصة في علم المسكوكات، كما وتشتمل هذه القاعة على عرض متخصص للمسكوكات وفق التسلسل التاريخي، ابتداء من بداية ظهور النقود في الفترة الليدية عبر الفترات الهلنستية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وحتى الفترة الهاشمية الحديثة. ويتضمن المعرض إعادة تمثيل لدار ضرب إسلامية وفرن سبك وأهم الأدوات المستخدمة في سك النقود.
يذكر أن المتحف يفتح أبوابه للعامة يوميا ما عدا الجمعة والسبت، من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا.

أحمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة