مجمع اللغة العربية يختتم مؤتمره السنوي ويخرج بعدة توصيات

اختتم مجمع اللغة العربية الأردني أول من امس، مؤتمره السنوي ” أقسام اللغة العربية في الجامعات العربية: الواقع والآفاق المستقبلية”، المنعقد هذا العام ضمن احتفالاته بمئوية الدولة، بحضور رئيس المجمع الدكتور خالد الكركي، والأمين العام الدكتور محمد السعودي، والأعضاء العاملين، وجمهور من اللغويين والمهتمين، مراعين لشروط ومعايير الصحة والسلامة العامة التزاماً بقوانين الدفاع، وبثّت الفعالية عبر منصات المجمع الإلكترونية المتعددة.
وبحسب بيان صحفي صادر عن المجمع، تضمنت الجلسة الختامية محورين، الأول حول واقع البحث العلمي في أقسام اللغة العربية، وترأس الجلسة عضو المجمع الدكتور محمد حوّر، وحاضر فيها الدكتور امحمد مستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، في بحثه الموسوم بــ”البحث العلمي الواقع والآفاق: قسم اللغة العربية في جامعة الشارقة أنموذجاً”، والدكتور عبدالفتاح الحموز، عضو مجمع اللغة العربية الأردني، في بحثه الموسوم بــ”الرسائل الجامعية نحواً وصرفاً واقِعاً وطموحاً”، والدكتور محمد الدروبي، من جامعة آل البيت، في بحثه الموسوم بــ” الدراسات العليا وإحياء التراث في أقسام اللغة العربية في الأردن: الواقع والمأمول”، والدكتور محمود الديكي، من جامعة آل البيت، في بحثه الموسوم بــ” برامج الدراسات العليا في اللغة العربية: الواقع وما يجب أن يكون عليه الحال”.
أما المحور الثاني حول أساليب تدريس اللغة العربية، وترأس الجلسة الدكتور سمير الدروبي، عضو المجمع، وشارك فيها الدكتور عقيل مرعي، عضو شرف مجمع اللغة العربية الأردني، من إيطاليا، في بحثه الموسوم بــ” تدريس اللغة العربية في إيطاليا من الإجازة إلى الدكتوراه”، والدكتور وافي الحاج ماجد، من الجامعة العالمية في بيروت، في بحثه الموسوم بــ”اعتماد المنظومة الخماسية للجودة في تدريس مقررات اللغة العربية في التعليم العالي”، والدكتور زياد الزعبي، من جامعة اليرموك، في بحثه الموسوم بــ”الخطة النمط والخطة الغائبة: قراءة في الخطط الدراسية في أقسام اللغة العربية وآدابها”، والدكتور محمد العاني، من جامعة كربلاء في العراق، في بحثه الموسوم بــ” اتجاهات الدرس الصرفي في المستوى الجامعي.
وقدم الدكتور مستغانمي ملحوظات متعلقة باطلاعه على البحث العلمي في مراحل الماجستير والدكتوراه من الطلبة، وأسدى بعض المقترحات، بعد تصفحه 50 رسالة علمية، منها 13 بحثاً في الأدب، وثمانين دراسة قرآنية لغوية، وأربعة بحوث في الدراسات اللغوية العامة، وفي الأدب في الخليج أحد عشر بحثاً، وأربعة بحوث في علوم اللسان الحديثة، وعشرة بحوث في الدراسات النحوية. وأكد مستغانمي أن البحث العلمي هو عصب الازدهار، وسلم التطور الحضاري، ومعيار تقدم الأمم، وتوقف عند بعض المعلومات عن الواقع وبعض الحلول المقترحة، أهمها: في البحوث الأدبية تتعدد زاوية النظر اللغوي، والتحليل الأدبي في الأدب عامة، وتسليط الضوء في بعض الدراسات على المستويات الأسلوبية، والتركيبية، والبلاغية، وغير ذلك.
وأوضح الدكتور محمد الدروبي، أن الموروث العربي يشكل رافعة متينة من روافع المعرفة العلمية التي تتكئ عليها أقسام اللغة العربية، وأكد أن التراث مستمكن في تلك الأقسام، حاضر بقوة في رؤاها وأهدافها وتوجهاتها وأنظارها، وبرامجها وخططها ومساقاتها، ولا يتصور أن تنسلخ هذه الأقسام عن المرجعية التراثية.
ونظر الدكتور الديكي في مدى كفاية برامج الدراسات العليا المقدمة في الجامعات الأردنية لتحقيق الأهداف التي نصت عليها اللجان التي تخطط للغة العربية وعلومها في الديباجة التي تقدم بها لهذه البرامج عند طرحها وطلب الاعتماد والتصريح بمباشرة التدريس فيها في هذه الجامعات.
وأشار الدكتور مرعي إلى تنوع أقسام تدريس اللغة العربية في إيطاليا خصوصا وفي أوروبا عموما بين أقسام متخصصة في اللغة العربية وآدابها (وهذا نادر ويزداد ندرة)، وبين أقسام دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية التي يتوجه إليها الراغبون في العمل الدبلوماسي والسياسي، والوسائط الثقافية التي تهدف إلى دمج المهاجرين وتسهيل التواصل معهم. ويمتاز تدريس اللغة العربية خارج الوطن العربي عموما، ونحن نتحدث هنا عن إيطاليا نموذجا، بأن معظم الطلبة المسجلين ليست لديهم معرفة مسبقة لا بالعربية ولا بالإسلام، لهذا تكون المقاربة مختلفة عن مقاربات التعليم في الدول العربية، ولكن بالرغم من هذه الشروط تستطيع بعض الجامعات الوصول بالطلبة إلى مستوى جيد.
وأشار الدكتور وافي الحاج إلى أنه وبالرغم من استقرار المعايير الدولية لضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي في التعليم العالي، التي أقرتها منظمة اليونسكو عام 2009، فقد بقي تدريس اختصاص اللغة العربية وآدابها في التعليم العالي على مستوى المقررات والمساقات مجردًا من أي معايير عالمية معتمدة دوليًّا لضمان الجودة فيه، بما أحدث فجوة كبرى في منظومة جودة التعليم العالي العربية، فاستدعى ذلك تداركها وسدها باعتماد معايير أكاديمية ترقى إلى مستوى المعايير العالمية للجودة. فاقترح البحث اعتماد منظومة الجودة الخماسية المرتكزة على تطبيق مبدأ دورة ديمينغ للجودة، عبر إحداث تطوير نوعي في مفهوم كل من: ملف المادة، ومساق المادة، وملف الامتحان؛ وعمود هذه المفاهيم الثلاثة هو مساق المادة أو الخطة الدراسية، وذلك في عملية متكاملة تمثل تطبيقًا مباشرًا لمعايير الآيزو العالمية التي ترتكز على تحديد معطيات واضحة ودقيقة قابلة للقياس.
وفي نهاية الجلسة تلا الدكتور سمير الدروبي البيان الختامي والتوصيات، جاءت على النحو الآتي: أن تَحُدَّ الجامعات من موجة الرسائل التي تقوم على تحقيق النصوص التراثية، وألّا يعهد بهذه الرسائل إلّا للطلاب المبرزين من طلاب مرحلة الدكتوراه المنتظمين، الذين عهدتهم الكليات فدرسوا فيها وتميزوا بالشغف العلمي، وأن تعمل الجامعات من خلال اتحاد الجامعات العربية أو المؤسسات ذات العمل العربي المشترك على إنشاء قاعدتي معلومات إحداها لببليوجرافيا الرسائل العلمية في الجامعات العربية والثانية تحفظ فيها أصول هذه الرسائل مع إتاحتها للباحثين، وإن التجديد في محتوى الخطة يقتضي التحقق من فائدة المساقات المقترحة وموافقتها لفلسفة البرامج لا أن تكون مبنية على الملاحظة السريعة أو تجربة المعايشة مع خطط أخرى في جامعات أخرى قضى فيها بعض الوقت.
وتضمنت أيضاً ضرورة مراجعة الخطط الدراسية للجامعات العربية من حيث الكم والنوع، وينبغي ألا يقل عدد ساعات التخصص عن الـ80 ساعة، في التخصص المفرد، وزيادة نسبة مساقات اللغة والنحو لتصل إلى ما نسبته 40 % من مجموع الساعات، ودعوة المؤسسات الحكومية والأهلية والباحثين والمسؤولين والمشرعين والقانونيين للاستفادة من “وثيقة بيروت” الصادرة عن المؤتمر الدولي للغة العربية، ومن “قانون اللغة العربية” المعتمد من اتحاد المحامين العرب ومن مؤتمر وزراء الثقافة في التخطيط وسن الأنظمة والتشريعات والسياسات اللغوية.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة