مجمع سفريات معان القديم.. إرث المدينة المهجور

معان – من موقع كان يشكل حلقة وصل والتقاء جمعت أطراف محافظة معان المترامية لأكثر من 50 عاما، إلى مكان مهجور يعاني الإهمال، بعد إحالته عن الخدمة منذ 5 سنوات، على أمل تغيير صفة استخدامه من مجمع للسفريات إلى مشروع يليق برمزيته كأحد معالم المدينة.

5 سنوات مضت منذ آخر يوم شهد فيه مجمع سفريات معان القديم نبضا للحياة، قبل أن يتم الاستغناء عن خدماته، ونقل كافة أشكال الحركة فيه لصالح مجمع سفريات آخر جديد، وتركه مهجورا دون أي استغلال، رغم العديد من دعوات تشغيله في مشاريع أخرى للمحافظة عليه باعتباره إرثا وشاهدا على تاريخ المدينة.

ويثير تحول موقع المجمع القديم الذي أنشئ في سبعينيات القرن الماضي، إلى مكان مهجور، تتجمع وتتكاثر فيه الكلاب الضالة والقوارض والحشرات، استياء سكان بالمدينة، قالوا إن “المكان أصبح يشكل مكرهة صحية وخطرا على السلامة العامة”.
وبات المجمع المهجور يشكل بؤرة ساخنة بالمدينة، ومصدر خطر على السلامة العامة، وخاصة على الأطفال الذين يعمدون على التواجد بساحته، ويتسلقون المباني المتواجدة بحرمه، ما يعرض حياتهم  للخطر، سيما وان هذه المباني قديمة ومتصدعة بسبب غياب عمليات الصيانة والترميم.
ويتساءل أهالي معان، بشأن عدم انتباه بلدية معان وأخذ مقترحاتهم في الاعتبار، مع أن مدينتهم تفتقر للاستثمارات، بينما أمامها فرصة استثمارية يمكن أن تتحقق في مجمع السفريات القديم، لافتين إلى إمكانية تحويل المبنى إلى أسواق شعبية نموذجية، سيجذب المواطنين إليه، ويجعله مكانا يمكن ارتياده ويعيد إليه ألقه التاريخي، ويخفف الضغط على الوسط التجاري وخدماته التي تحتاج أساسا لإعادة تأهيل، ويحقق انتظاما ولو جزئيا في حركة المرور وسط المدينة.
وعبر أحمد الرواد، عن استيائه من الحالة التي وصل إليها هذا المبنى وتركه مهجورا وفارغا بكافة مرافقه ومساحاته على ما هو عليه منذ سنوات، ما دفع بتحويله إلى مكرهة صحية وبؤرة بيئية ساخنة وخطرا حقيقيا على السلامة العامة، وأثر على المشهد الجمالي والحضاري للمدينة، بعد أن كان المبنى يشكل رمزية تراثية للمدينة، ويعد أحد المباني القليلة المتبقية على مستوى المدينة المشيدة بذلك الطراز.
وانتقد أشرف كريشان من سكان المدينة، بقاء المجمع القديم مهجورا وعدم الاهتمام به، ما أفقده الانتباه وتركه مكانا مفتوحا منذ سنوات، بسبب عدم وجود خطة تشغيلية لاستغلاله وإعادة الحياة إليه، منذ أن جرى إيجاد مجمع سفريات جديد في المدينة، خاصة وأن هذا المبنى يمتلك خصائص عديدة، من حيث موقعه المتوسط، وقيمته التاريخية وجاهزية بنيته التحتية، ما يمكن من استغلاله أولا كسوق يجمع أصحاب البسطات والباعة المتجولين والتي ما زالت تضغط على الوسط التجاري وإنهاء مشكلة البيع العشوائي، وثانيا كمعلم سياحي لقربه من المتحف الشعبي الأثري في قلعة معان والسوق التراثي.
ويتميز موقع المجمع القديم الذي يعتبر ذات قيمة تراثية للمدينة وكأحد المواقع المهمة في المنطقة، بإطلالة جذابة على قلعة معان “السرايا العثماني” والتي تحولت إلى متحف أثري سياحي وقريب من سوق معان التراثي ومن أهم المعالم التي ميزت وسط معان القديمة، حيث كان هذا المجمع حلقة وصل بين جميع مناطق المحافظة المترامية الأطراف والمحافظات الأخرى، بالإضافة إلى ما كان يشهده من حركة سير وضجيج وحياة لا تنتهي منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء.
ويأمل عبدالله أبو تايه، أن تتوجه بلدية معان إلى استغلال المبنى في نطاق وضعه الحالي، مع ترميمه وإعادة تأهيله، والذي من شأنه أن سيتقطب المواطنين إليه، وتمكين منطقة المجمع القديم من أن تتحول إلى أسواق شعبية تقليدية، تظهر ملامح الثقافة الشعبية والحرفية والاقتصادية للمدينة، خاصة وأن مدينة معان تفتقر إلى أسواق شعبية، تتسم ببعد استثماري واقتصادي، يسهم بتخفيف البطالة والضغط على أسواق وشوارع المدينة، مبينا أن الفرصة باتت متوافرة الآن، ولا تحتاج إلا لاستغلال هذا المبنى.
من جهته، أكد رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور ياسين صلاح، أن لدى البلدية توجها وخطة عمل إستراتيجية في القريب لاستغلال واستثمار مجمع السفريات القديم لإعادة الحياة والحركة إليه كما كان في السابق من خلال إيجاد وخلق أسواق نموذجية جديدة وبناء “أكشاك” وتحويل سفريات “معان العقبة” داخل مرافقه، بعد الطلب من هيئة تنظيم قطاع النقل العام ذلك، باعتبارها من أبرز الطروحات والتوصيات، وبعد أن يتم تهيئة وتأهيل ترميم المجمع القديم وتطويره، وفق تصاميم هندسية يأخذ بعين الاعتبار استغلال مساحته الحالية الاستغلال الأمثل.
وأشار صلاح إلى أن البلدية بصدد البحث عن مشاريع أخرى سيتم إنشاؤها في ذلك المجمع المهجور وتحويله إلى مشاريع تدر دخلا وتساهم في حل مشكلة البطالة والفقر في المدينة وتفاقمها بين صفوف الشباب، من خلال مشروع دعم البلديات وشركاء متعددة الجهات، لافتا إلى أن البلدية لديها أيضا مشروع خطة مواقف عامة طابقية للمركبات متكاملة الخدمات لتفادي الاختناقات المرورية في الشوارع العامة إضافة إلى توفير شواخص مرورية وإرشادية للشوارع، بهدف التخفيف من حدة الأزمة الخانقة التي تشهدها المنطقة، باعتبارها مقصدا ومركزا للتسوق لكل الألوية والمناطق والقرى المجاورة لها.

حسين كريشان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة