محاضرات تثقيفية في مركز صحي عين جنا حول مطعوم المكورات الرئوية

عين جنا – تقرير منيب عبد الله القضاه
نظّم مركز صحي عين جنا الأولي سلسلة محاضرات تثقيفية حول مطعوم المكورات الرئوية، بحضور فعاليات صحية ومجتمعية وعدد كبير من أبناء البلدة، وذلك ضمن جهود وزارة الصحة لتعزيز الوعي الصحي وتشجيع المواطنين على الالتزام بالبرنامج الوطني للتطعيم. ركزت المحاضرات على أهمية الوقاية من الأمراض المعدية والمزمنة، خاصة الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتسمم الدموي، كما سلطت الضوء على دور المطاعيم في حماية الأطفال حديثي الولادة والأمهات وكبار السن، بالإضافة إلى تعزيز المناعة المجتمعية وحماية الأفراد غير المطعمين.
استهل اللقاء رئيس المركز الدكتور أنس القضاه بكلمة ترحيبية أكد فيها حرص المركز على التواصل المباشر مع المواطنين وتوعيتهم بأهمية الوقاية من الأمراض الأكثر شيوعًا، مشيرًا إلى أن المطاعيم تمثل خط الدفاع الأول لحماية الصحة العامة وتقليل نسب الوفاة الناتجة عن الالتهاب الرئوي والتهابات السحايا، مشددًا على أن التوعية الصحية تشكّل جزءًا من الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة المجتمعية وتحقيق التكامل بين المؤسسات الطبية والمجتمع المحلي.
قدمت الممرضة القانونية ولاء أبو جلبان شرحًا مفصلاً عن آلية عمل مطعوم المكورات الرئوية وفوائده للأطفال والكبار، مستعرضة البرنامج الوطني للمطاعيم وأهمية الالتزام بالجرعات لضمان حماية فعّالة. وأوضحت أن المطعوم يحفز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة تقاوم البكتيريا المسببة للأمراض التنفسية والحادة، كما يقلل من خطر المضاعفات الطويلة الأمد مثل التهاب الأذن الوسطى والتهاب السحايا الذي قد يؤدي إلى تلف دائم في الأعصاب أو الوفاة في بعض الحالات.
تطرقت القابلة القانونية منال الحموري إلى دور المطاعيم في حماية الأمهات والأطفال حديثي الولادة، مشيرة إلى أن التحصين المبكر يقي الأطفال من الالتهابات البكتيرية الخطيرة ويقلل الحاجة إلى العلاج المطوّل في المستشفيات، مؤكدة أن الحملات التوعوية حول المطاعيم تعزز من وعي الأمهات بمواعيد التطعيم وفوائدها طويلة المدى، بما يساهم في حماية الأسرة والمجتمع ككل.
ركّز الدكتور معاذ القضاه، طبيب الأسنان، على العلاقة بين صحة الفم والجهاز التنفسي والصحة العامة، موضحًا أن الالتهابات البكتيرية في الجهاز التنفسي يمكن أن تؤثر على صحة الفم والعكس صحيح، مشددًا على أن الوقاية بالمطاعيم جزء أساسي من الوقاية الشاملة للجسم، حيث أن الالتهابات الرئوية قد تسبب مضاعفات قلبية أو دماغية في الحالات الشديدة، ما يبرز أهمية التحصين في الوقاية من أمراض متعددة.
ولعب عامر الجلابنة، عضو لجنة صحة مجتمع عين جنا، دورًا محوريًا في إبراز البعد المجتمعي للحملات الصحية، حيث أوضح أن نجاح البرامج الصحية يعتمد على التعاون الفعّال بين المجتمع المحلي والكادر الطبي. وأكد أن المبادرات التي يقودها أعضاء اللجنة، مثل تنظيم لقاءات في المدارس، عقد جلسات تثقيفية للمواطنين، وتقديم الدعم المباشر للعائلات، تساهم في رفع وعي المجتمع حول أهمية التحصين. كما شدد على ضرورة تدريب المتطوعين لنقل الرسائل الصحية بأسلوب بسيط وواضح لضمان وصول المعلومات إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، مؤكدًا أن مشاركة الأهالي في الحملات الصحية تزيد من التزام الأطفال بالجدول الوطني للمطاعيم وتحقق مناعة مجتمعية أوسع.
وكان للخبير الصحي ورئيس قسم الشؤون الفنية السابق بمديرية صحة محافظة عجلون، منيب عبد الله القضاه، حضور بارز خلال اللقاء، حيث سلط الضوء على أهمية التطوع والمبادرات المجتمعية في دعم القطاع الصحي وتعزيز الثقافة الوقائية لدى المواطنين. وأوضح أن الحملات التوعوية لا تقتصر على نشر المعلومات، بل تهدف إلى تقليل الضغط على المستشفيات وخفض تكاليف العلاج، مع حماية الفئات الأكثر عرضة للإصابة. وأضاف أن خبرته الطويلة في إدارة البرامج الفنية في مديرية الصحة منحته رؤية واضحة حول بناء شراكات فعّالة بين المؤسسات الصحية والمجتمع المحلي، مؤكّدًا أن النجاح يعتمد على دمج الجهود الرسمية مع العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية. ودعا إلى توسيع نطاق المحاضرات لتشمل المدارس والمساجد والمجالس المحلية، مع التركيز على إيصال المعلومات الصحية بشكل بسيط وسهل لجميع المواطنين، لضمان تحقيق أقصى استفادة من برامج التحصين الوطنية.
امتدت جهود التوعية لتشمل السيدات في مسجد الصالحين، حيث قدمت الواعظة وعضوة لجنة صحة مجتمع عين جنا، تمارا القضاه، محاضرة تثقيفية حول أهمية مطعوم المكورات الرئوية ودور التحصين في حماية الأم والطفل، وتم خلال المحاضرة توزيع منشورات وبروشورات تحتوي على معلومات حول مواعيد الجرعات والفئات المستهدفة والفوائد الصحية للمطعوم، لضمان وصول المعلومات بشكل واضح وسهل لجميع المشاركات، ما عزز من التوعية النسائية والمشاركة المجتمعية في البرنامج الصحي.
وأجمع المشاركون على أن مطعوم المكورات الرئوية وسيلة فعالة للوقاية من الأمراض التنفسية الحادة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، وأن نشر الوعي الصحي مسؤولية مشتركة بين وزارة الصحة والمجتمع المحلي. وأكدوا أن استدامة الحملات التوعوية ودمجها مع المبادرات المجتمعية والتطوعية يساهم في حماية المجتمع بأسره، ويقلل العبء الصحي والاقتصادي على الدولة والأسرة على حد سواء، موضحين أن التعاون بين الكوادر الطبية والمجتمع المحلي يمثل عنصرًا أساسيًا في نجاح أي برنامج صحي.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة