محمد«ص» النبي القائد // بسام ابو النصر

=

يحتفل العالم الاسلامي والعربي بذكرى المولد النبوي الشريف الذي يختلف الكثيرون على شرعيته فبينما يرى البعض بتحريمه بدواعي البدعة، يراه اخرون أنه إحياء للتراث واستحضار للقدوة، خاصة وأن الذين يحرمونه يجدون في أيام وطنية واجتماعية لا تأتي على قدسية وطهارة مواضع أقدام النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا فأن المولد النبوي الشريف استذكار للسيرة العطرة ومدعاة للتحدث عن الرسول ص في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الرسول محمد ص والإسلام.
لقد كان الجو السائد قبيل البعثة قاتمًا فقد فشل هرقل أن يوحد الطوائف المسيحية وكان هناك صراعا بين الكنيسة والنخبة السياسية ما جعل الأمر متراجعًا في كل نواحي الحياة، وما دعا بعض الرهبان بانتظار النبي الذي بشر به المسيح في جزيرة العرب، والحال ربما متشابهة في بلاد فارس حيث انتقل الفرس من عبادة الشمس الى عبادة النار، وكان لديهم صراعا قيميا جعل كسرى يدعو الى ما صار يدعى حاليا بمؤتمر قمة حضره عن العرب زعيم قريش عمرو بن هشام « ابو جهل» والنعمان بن المنذر « ملك العرب» ولم يكن موقف العرب في هذا اللقاء متماسكا كباقي الوفود، وذلك بسبب الفرقة والجهل.
وبُعث الرسول صلى الله عليه وسلم نبيًا للعالمين حيث كان عليه أن يدعو العرب في البداية للدين الجديد ثم أرسل رسائل لملوك العالم في أوروبا واسيا وافريقيا فنهم من دخل الإسلام كالنجاشي ورفض البعض وقتل الرسل ككسرى وهرقل، فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يبعث بالقادة والمجاهدين لفتح البلاد التي تواجد فيها هؤلاء الطواغيت، وتابع الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين والعثمانيين لمتابعة الرسالة المحمدية التي جعلت من الدولة الاسلامية اعظم دولة في العالم وجعل من الاسلام أعظم ديانة.
ولن يطال بي الحديث عن العقيدة ومضمون الرسالة إلا ان الرسول صلى الله وعليه وسلم دعا فيما دعاه لمكارم الاخلاق ولأخوة الناس في ظل ديانة التوحيد وشرائع مرتبطة بالأمر الرباني.
وبعد سقوط الخلافة العثمانية وانتقال السيطرة لغير المسلمين بدأ العالم يعاني ويلات الحروب والاعتداء وسيطرة الجنس الواحد والاستعمار وغرق العالم في الدنيوية والعلمانية والانفصال الكامل عن روحانية العبادة وصار بوسع الحكماء أن يراجعوا المنظومة السلوكية والقيمية التي بدأت تعصف بالعالم والتي صار العنصر البشري يعاني ويلاتها.
وفي لحظة صدق بدأ الحكماء والعلماء والفلاسفة والسياسيين من غير المسلمين إلى إنصاف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي صنع من أضعف أمة أقوى دولة، بأعظم دين، فها هو مايكل هارت السياسي والمفكر يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أعظم شخصية في التاريخ في كتابه العظماء المائة، ويشير الكاتب إلى تأثير سيدنا محمد ص في البشرية منذ البعثة وحتى الان، بينما يستبعد أنبياء المسيحية واليهودية مع أنه يهودي وضمن الداعين لتميز الحضارة المسيحية واليهودية، وها هو تولستوي وهو من أشهر الفلاسفة الغرب يقول: أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة، بينما يقول الدكتور شبرك النمساوي: إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته ، وكذا توماس كارليل الذي أشار الى القران الكريم وما ذكر فيه عن التنافس العلمي والأخلاقي، وغوته الفيلسوف الالماني الذي يتحدث عن القران انه كلما سمعه يشعر ان روحه تهتز داخله، ويتنبأ تولستوي بأن الإسلام سيكون هو شريعة العالم لعدالته وتوافقه مع النفس الانسانية، ويعود الشاعر الفرنسي لامارتين بالتحدث عن شخصية سيدنا محمد كأعظم شخصية وأكثر الرجال والقادة عدالة وتأثيرًا.

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة