محمية فيفا تبدأ استعادة عافيتها بعد عام من تجريفها

تستعيد محمية فيفا الطبيعية، الواقعة في الطرف الجنوبي للبحر الميت في منطقة غور فيفا بلواء الاغوار الجنوبية بمحافظة الكرك، عافيتها وحيويتها، بعد عام من تجريف طال مساحة واسعة منها، لاحلال مشاريع صناعية في نطاق المنطقة.
مسؤولون في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، المؤسسة المسؤولة رسميا عن المحمية، أكدوا ان كوادر الجمعية، بدأت منذ لحظة تجريفها بإعادة تأهيل المناطق التي جرفت، اذ بدأت فيها عملية انبات جديدة لعدة نباتات، بخاصة الاشجار المعمرة التي جرفت، بالإضافة لاستعادة البيئة المحيطة لنشاطها الحيوي البيئي.
وكانت المحمية التي تعتبر من اهم المحميات الطبيعية في المناطق الرطبة المنخفضة، قد تعرضت العام الماضي، ووفقا لتقارير رسمية لتجريف نحو 1600 دونم من مساحة المحمية، نتج عنه اقتلاع نحو 40 ألف شجرة، ما أدى لإزالة موائل للعديد من انواع حيواناتها وطيورها.
وبحسب التقرير الذي أعدته فرق من وزارة الزراعة والجمعية الملكية، فإن المساحة الواسعة التي جرفت في المحمية جاءت على نحو طولي، وفي اهم مناطقها البيئية واكثرها كثافة للغابات والموائل.
مدير عام الجمعية المهندس يحيى خالد، قال ان المحمية بدأت فعليا باستعادة عافيتها الفترة الماضية، وجرت عمليات انبات جديدة لأشجار ونباتات كانت قد أزيلت خلال التجريف، موضحا ان دور الجمعية، العمل في المحميات التي حددها القانون.
ولفت الى ان محمية فيفا من المحميات التي تتابعها الجمعية، وأن ما حدث فيها من اعتداءات تراجع حاليا الى حد كبير، مشيرا الى ان هناك عملية تأهيل شاملة لبيئة المحمية، عن طريق خطة عمل لتأهيلها.
مدير المحمية المهندس ابراهيم المحاسنة، أكد ان ادارتها عملت ومنذ لحظة وقوع عمليات التجريف، على حماية المحمية من الاعتداءات، لافتا الى انها منذ العام بدأت تستعيد عافيتها وحيويتها، ونفذت ادارتها نشاطات لإدامة حيويتها والحفاظ على تنوعها.
وبين ان تجريفها حدث في العام الماضي، اذ تم خلاله الاعتداء على 1600 دونم من مساحة المحمية، واقتلاع نحو 40 ألف شجرة فيها، مؤكدا انه مع الجهود المتواصلة من الجمعية لإعادة تأهيلها، بدأت بالتعافي.
وأشار المحاسنة، الى افتتاح قرية فيفا البيئية، بالتعاون مع فعاليات مجتمعية في المنطقة، تعتبر شريكا اساسيا في حماية المحمية والحفاظ على ادامتها.
وأشار الى ان المحمية نشأت في العام 2011، عبر مشروع الادارة المتكاملة للنظم البيئية في وادي الأردن، والذي نفذته الجمعية، تحت مسمى محمية فيفا، نسبة لغور فيفا، بهدف المحافظة على نمطين نباتيين، هما: الملحي والاستوائي.
واضاف ان المحمية تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، وتتبع ادارياً لمحافظة الكرك بمساحة 26 كم²، وتقع ضمن الاراضي المملوكة لسلطة وادي الأردن، لتصبح من المحميات الطبيعية المعلنة رسمياً بموجب قرار وزارة البيئة، الخاص بإعلان وإنشاء المحميات الطبيعية في المملكة تحت إدارة الجمعية.
وأوضح ان المحمية تنفرد بخصائص ومزايا عن غيرها من المحميات الأخرى في المملكة والعالم، أهمها انها تعد أخفض محمية رطبة في العالم، ويصل انخفاضها الى 420 مترا تحت مستوى سطح البحر، بينما يشكل غطاؤها النباتي المميز، لوحة جميلة تتمثل بوجود بساط أخضر.
وأضاف ان المحمية، تضم سبعة أنواع مهددة بالانقراض على الأقل، وذات حماية عالية مثل نبات الآراك، حيث تعتبر منطقة فيفا من المناطق القليلة في الأردن التي تحوي هذا النبات.
ومن أنواع النباتات المهددة: النخيل، الطلح الشعاعي، القصيب، وشجرة المرو، كما وتضم انواعا حيوانية مهددة، مثل: الوشق، الضبع والذئب، وقد ساعد وقوعها على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم، وتوافر عوامل اخرى في المنطقة لأن تغدو موئلاً للراحة والغذاء للعديد من أنواع الطيور المهاجرة والمتوطنة، بخاصة المهددة بالانقراض، كعصفور البحر الميت وطائر السبد النوبي.
وشدد المحاسنة على ان هذا المرفق الحيوي، ساعد على توفير فرص عمل لأفراد من المجتمع المحلي، ينتمون لثلاث مناطق مجاورة للمحمية في قرى: فيفا، والمعمورة وغور الصافي.
وبين انه في العام 2017، أعلنت المحمية كأخفض منطقة رطبة مهمة على مستوى العالم مستوفية المعايرر المتعلقة بهذا التنصنيف كافة، باعتبارها نظاماً فريداً من أنظمة المناطق الرطبة، وتدعم المجتمعات البيئية المهددة، أو الأنواع المهددة بالانقراض، او المعرضة للخطر، او الضعيفة، بالإضافة الى انها تدعم حياة أنواع نباتية وحيوانية مهمة لاستدامة التنوع الحيوي.
وقال رئيس لجنة البيئة والزراعة في مجلس محافظة الكرك السابق فتحي الهويمل ان تجريف المحمية، كان خطأ كبيرا، لافتا الى انها حاليا، وبفضل جهود الجمعية وادارة المحمية، بدأت باستعادة حيويتها الطبيعية، ونفذت نشاطات فيها لاستعادة ديمومتها، كونها محمية طبيعية، وتعتبر موئلا لأنواع مختلفة من النباتات والحيوانات.\

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة