مختصون بالنشر يناقشون دور القراءة برفع وعي المجتمع والرقي بالإنسان

– رأى مختصون في النشر أن هناك تراجعا بالتشجيع على القراءة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، داعين إلى التشجيع على القراءة من أجل الرقي بالإنسان ووعيه وذوقه، مع المطالبة بتخصيص حصص نشاط ثقافي تركز على مطالعة الكتب في المدراس.
جاء ذلك في الندوة التي أقيمت أول من أمس ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب بعنوان “اسهامات القطاع العام في تشجيع القراءة”، شارك فيها كل من مندوب وزارة التربية والتعليم الدكتور رياض الضمور، ومستشار وزيرة الثقافة الدكتور احمد راشد، ورئيس اتحاد الناشرين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس، وأدارها مقرر اللجنة الثقافية للمعرض الناشر أحمد اليازوري.
تحدث د. أحمد راشد عن دور وزارة الثقافة في التشجيع على القراءة، من خلال دعم الكتب أو شراء المؤلفات من الكتاب، إلى جانب إصدارات مكتبة الأسرة، القراءة للجميع، التي تهدف إلى تأسيس مكتبة في كل بيت أردني بأقل الأسعار، وتشتمل هذه المكتبة المتنوعة على كتب متميزة ذات قيمة من كتب فكرية وأدبية وتاريخية، إلى جانب الكتب المترجمة، أيضا الوزارة تقوم بإصدار الدوريات من مجالات الأطفال والكبار.
وأكد راشد أهمية التشجيع على القراءة من قبل المؤسسات الوطنية كافة، من أجل الرقي بوعي الإنسان، مبينا أن وزارة الثقافة تهدف من خلال هذه المنشورات إلى رفع مستوى الوعي وإغناء المعارف من خلال القراءة التي أصبحت بفعل التطورات التكنولوجية متنوعة في أشكالها، مضيفا أن الوزارة على الرغم من هذه التطورات فإنها تركز على الكتاب المطبوع.
وأوضح راشد بدأت الوزارة عملية النشر منذ العام 1966، وأنشأت بعد ذلك مديرية خاصة للدراسات والنشر، وتطورت العملية لاحقا إلى إطلاق البرنامج الوطني للقراء التي يتفرع منها مكتبة الأسرة- مهرجان القراءة للجميع، الذي بدأ في العام 2007 وصل الآن إلى 16 دارا أنتج خلاها 900 عنوان، 3.5 مليون نسخة، وبرنامج النشر العام، وكتاب الشهر للأطفال والكبار، وإصدارات المدن الثقافية، وسلسلة الفلسفة، وسلسلة الكتاب والأول، وبرنامج دعم المؤلف الأردني.
من جهته قال د. رياض الضمور: “إن وزارة التربية هي الحاضنة الأولى للقراءة والتعليم وتربية النشئ على استيعاب عملية القراءة، فالوزارة تشجع على القراءة من خلال وجود مكتبة في كل مديرية، وتوفير الوسائل المناسبة من كتب ومراجع ومصادر تجدد باستمرار، لافتا إلى مشاركة مليون طالب في برنامج تحدي القراءة العربي”.
وأضاف الضمور أن هناك إقبالا على المشاركة في هذا البرنامج، بعد حصول الأردن على المركز الأول على مستوى العالم العربي من خلال فوز الطالب عبد الله ابو خلف العام الماضي، موضحا أن زيادة المعرفة، وزيادة أعداد المشاركين في المسابقات الثقافية ساهم في التوسع في عملية القراءة، وديمومتها لدى الطالب في المدرسة، مبينا أن الوزارة تسهل مهمة الناشرين في عرض كتبهم في المدرسة، كما أنها تخصص حصص نشاط ثقافي تركز على مطالعة الكتب في المدراس.
فيما رأى رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر أبو فارس، أن هناك تراجعا في عملية التشجيع على القراءة وخاصة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، مضيفا أن هناك تقصيرا من المؤسسات الوطنية، ومؤسسات القطاع العام، وكذلك تقصير من الأسرة في تشجيع الأبناء على القراءة، معتبرا أنه في الماضي كانت المدارس تقوم بشراء الكتب بشكل متواصل لغايات تجديد مكتباتها، وكانت هناك حصصا مخصصة للقراءة فيها، ولكننا اليوم نشهد تقصيرا بوجود مسابقات ثقافية مدرسية، وعدم وجود مبادرات تشجع على وجود مجتمع قارئ بشكل جيد.
ودعا ابو فارس إلى تفعيل دور المكتبات المدرسية بشكل أكبر ليكون لها الدور الأساس في التشجيع على القراءة، مبينا أن قطاع النشر يحتضر بسبب عملية تسويق الكتاب، وتقصير المؤسسات الوطنية الكبرى في التعامل مع القطاع الثقافي كجزء أساسي من الصناعات الثقافية التي لها الأثر الأكبر في الناتج المحلي.
وعن المكتبة المدرسة ودورها في تشجيع القراءة، رأى أبو فارس أن هناك تراجعا في المكتبات المدرسة، التي كانت في السابق تشجع الطالب على القراءة، وتضع القصص بين يديه من أجل الاطلاع عليها، وهذا التراجع أصبح واضحا لدى أهالي الطلاب، الذين يؤكدون عدم توفير مكتبة في المدارس.
وأضاف أبو فارس؛ تحولت القراءة من فعل ذاتي يخص الفرد بالدرجة الأولى إلى فعل مجتمعي ومؤسسي قائما بذاته، ساهم بظهور وتطور قطاعات مستقلة بذاتها أصبحت تعرف بالصناعات الثقافية التي ينتمي إليها قطاع صناعة النشر، وما يتبعه من نشاطات مثل إقامة معارض كتب متخصصة مثل معرض عمان للكتاب، ومبادرات، ومسابقات قراءة، وغيرها من النشاطات.
وخلص أبو فارس إلى أن القراءة – كفعل- لها الدور الأكبر في إثارة الوعي لدى أبناء المجتمع، وفي تنمية مهارات البحث والتفكير، وتبني القيم الإيجابية، وهذا ما يجعلها تتقدم على القطاعات الأخرى لأنها تتعلق بالجانب الفكري، والإبداعي للفرد وفي عملية البناء.

عزيزة علي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة