“مخصصات اللامركزية” بالأغوار الوسطى.. خدمة منقوصة وغياب للتنمية

الأغوار الوسطى – رغم المطالبات المتكررة بضرورة إيلاء البعد التنموي في مناطق الأغوار اهتمام أكبر عند إقرار موازنة مجلس المحافظة، إلا أن تراجع حجم المخصصات يحول دون مجرد مناقشة الأمر، في وقت لا تكاد تكفي مخصصات ألوية الأغوار الوسطى النهوض بالواقع الخدمي.

هذا الواقع يوضحه استعراض حجم المخصصات وآلية توزيعها في موازنة العام الحالي 2023، والتي حصل فيها لواء ديرعلا على قرابة 1.7 مليون دينار، تم توزيعها على القطاعات الخدمية ذات الأولوية كالقطاع الصحي والتربية والتعليم والمياه والأشغال العامة وسلطة وادي الأردن والتي استحوذت على ما يقارب 90 % من المخصصات، في حين وزع بقيتها على قطاعات الزراعة والآثار العامة والتدريب المهني.

أما مخصصات لواء الشونة الجنوبية فلم تكن أفضل حالا، إذ بلغت حوالي 1.3 مليون دينار جرى تقسيمها على قطاعات الصحة والتربية والأشغال العامة وسلطة وادي الأردن والبلديات ووزارة الأوقاف.
ويرى مواطنون أن غالبية المشاريع التي جرى تنفيذها كانت جميعها منقوصة، لأن المبالغ التي خصصت لكل قطاع لم تمكن المعنيين من تنفيذ مشاريع متكاملة واقتصارها على شراء مستلزمات وصيانة وإضافة غرف صفية وتعبيد عدد من الطرق الزراعية وصيانة أجزاء من الطرق الرئيسة.
يبين الناشط أحمد العدوان أن تقليص مخصصات “اللامركزية” بنسبة كبيرة للأعوام الثلاثة الماضية حرم المواطنين من الحصول على الخدمات اللازمة خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية سواء المراكز الصحية أو المستشفيات، إضافة إلى الطرق الرئيسة والزراعية التي تحتاج إلى موازنات كبيرة، لافتا إلى أن مجالس المحافظة المتعاقبة لم تستطع تنفيذ أي مشروع تنموي للنهوض بالواقع الاقتصادي والمعيشي للسكان.
ويقول “كنا نتوقع أن يتم إنجاز الكثير من المشاريع الملحة سواء على الصعيد الخدمي أو التنموي، إلا أن الموازنات المتواضعة حالت دون ذلك”، لافتا إلى أن لواء الشونة الجنوبية رغم اعتباره أحد ركائز الاقتصاد الوطني لأهميته الزراعية والسياحية، يعاني فيه المواطنون من أوضاع اقتصادية صعبة.
ويشاركه الرأي المواطن عواد الشطي قائلا، “كنا نتوقع من “اللامركزية” المزيد من المشاريع التي تسهم بالنهوض بالواقع الخدمي والتنموي وتحد من نسب الفقر والبطالة المرتفعة”، مضيفا أن ما قدمه مجلس المحافظة خلال الأعوام الماضية لم يرق إلى مستوى طموحات الأهالي وتطلعاتهم”.
وتابع: يوجد في لواء ديرعلا العديد من القضايا التي تشغل بال المواطنين كتوسعة مستشفى الأميرة إيمان والنهوض بالواقع الصحي باللواء وبناء مدارس جديدة للحد من مشكلة الاكتظاظ ونظام الفترتين، إضافة إلى تهالك البنية التحتية للطرق وخاصة الطرق الزراعية التي باتت تشكل معاناة كبيرة للسكان، مؤكدا أن المخصصات المالية لألوية الأغوار الوسطى غير كافية لتنفيذ 10 % من احتياجات السكان الملحة.
ويجمع مواطنون على أن المخصصات السنوية التي يتم توزيعها على عدة قطاعات لا يمكن بأي حال أن تسهم بالنهوض بالواقع الخدمي والتنموي للمنطقة، مشيرين إلى أن مناطق الأغوار الوسطى بما تمتاز به من أفضلية زراعية وسياحية تستوجب إيلاؤها الاهتمام الأكبر مع ضرورة التوجه نحو المشاريع الاستثمارية المولدة لفرص العمل لدفع عجلة التنمية في المنطقة.
من جانبهم، يقر أعضاء مجلس محافظة البلقاء عن لوائي ديرعلا والشونة الجنوبية بأن المخصصات السنوية غير كافية للنهوض بالواقع الخدمي والتنموي ولا تلبي طموحات المواطنين، موضحين أن العديد من المشاريع لم يتم إدراجها على الموازنة كونها تحتاج إلى مبالغ كبيرة.
ويؤكد نائب رئيس مجلس المحافظة عبدالله العدوان أن لواء الشونة الجنوبية بحاجة للمزيد من المشاريع للنهوض بالواقع الخدمي الذي يمس حياة المواطن واحتياجاته اليومية، مستدركا “حجم المخصصات وآلية توزيعها على القطاعات تحول دون تنفيذ مثل هذه المشاريع”.
ويضيف، يوجد في اللواء عدد كبير من الشوارع الزراعية التي تحتاج إلى تأهيل وتعبيد ما يتطلب توفير مخصصات كبيرة تفوق المخصصات السنوية للواء، ويضطرنا ذلك إلى تعبيد 4 أو 5 شوارع فقط”، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينطبق على الشوارع التابعة لوزارة الأشغال والتي تحتاج إلى مبالغ ضخمة لصيانتها وتوسعتها بما يتواءم مع الحاجة الماسة لذلك.
ويقول عضو مجلس المحافظة عن لواء ديرعلا أحمد السكر إن “لواء ديرعلا يعد من المناطق ذات الكثافة السكانية، الأمر الذي يتطلب المزيد من المشاريع الخدمية”، لافتا إلى أن المخصصات الحالية تحد من القدرة على تنفيذ العديد من المشاريع الهامة كالنهوض بواقع قطاعات الرعاية الصحية والتربية والتعليم والطرق الزراعية والمياه والتي بمجملها تشكل أهمية قصوى لأبناء اللواء.
ويضيف أن تشتيت المخصصات بين عدة قطاعات لن يعود بالنفع على القطاعات بالشكل المأمول، مشيرا إلى أنه لا يمكن في ظل المخصصات الحالية تنفيذ أي مشروع متكامل سواء بناء مدرسي أو توسعة مستشفى أو حتى تعبيد الشوارع والطرق الرئيسة والفرعية.
ويجمع العدوان والسكر على أن المخصصات الحالية غير كافية للنهوض بالواقع الخدمي فكيف سيتم النهوض بالواقع التنموي، آملين أن يتم العام المقبل زيادة مخصصات ألوية الأغوار وتغيير آلية توزيع المخصصات لكي يستطيع المعنيون إنجاز مشاريع ملموسة تلبي حاجات المواطنين.

 حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة