مخلفات التنزه بعجلون.. مشكلة دائمة وحلول جذرية غائبة

– تستمر مشكلة طرح النفايات ومخلفات التنزه وسط غابات عجلون، وسط غياب الحلول الجذرية، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي التطوعي، فيما يعول العديد على أهمية زيادة الوعي بالمحافظة على الغابات باعتباره أحد أهم الحلول للحفاظ على نظافة البيئة ومواقع التنزه.
استمرار المشكلة يقابلها اقتراحات عديدة، تهدف إلى تجاوز هذه الظاهرة نهائيا، لاسيما وأن المحافظة يتوقع لها أن تشهد نشاطا سياحيا كبيرا خلال الأعوام القليلة القادمة، وذلك مع تشغيل عدة مشاريع سياحية، من بينها مشروع التلفريك.
ولعل من أبرز هذه المقترحات، أن يتم تحديد مواقع التنزه وحصرها بمواقع محددة، بحيث تكون بعيدة عن أعماق الغابات، وقريبة من خدمات البلديات المتعلقة بجمع النفايات، واللجوء لإغلاق الطرق المؤدية لوسط الغابات، وزيادة دوريات البيئة، وتغليظ وتفعيل العقوبات بحق المخالفين.
ويقول عامر الزغول إن محافظة عجلون تتميز بتنوعها البيئي، وانتشار الغابات والمتنزهات الطبيعية على أراضيها، فهي تشكل رئة الأردن الخضراء، ما يستدعي من مختلف الجهات المعنية إنها مشكلة تتسبب بهدر قيمتها البيئية، وهي مخلفات المتنزهين، التي تتسبب بإيذاء البيئة العجلونية، بخاصة في فصلي الربيع والصيف، الأمر الذي يضاعف من أعباء بلديات المحافظة ومؤسساتها البيئية التطوعية.
ويؤكد أن المشكلة تتفاقم مع بدء فصل الشتاء وهطل الأمطار، حيث ترفع هذه المخلفات من منسوب التلوث البيئي، الذي يطال الينابيع السطحية والأودية والسدود في المحافظة، جراء انتقالها اليها بفعل السيول، ولتأثيراتها طويلة الأمد على التربة، وما تحدثه من تلوث صحي وبصري.
ويرى المتابع والناشط البيئي المهندس خالد عنانزة، أن مناطق التنزه والغابات، تعاني أثناء فترات التنزه، من تراكم كميات كبيرة من مخلفات الزوار، برغم تنفيذ حملات تطوعية عديدة لإزالتها، مطالبا بزيادة الجهود الرسمية والتطوعة، وتشديد الرقابة وتحرير عقوبات مغلظة بحق المتسببين بهذه المخالفات.
ويقترح بأن يتم تخصيص مساحة مناسبة من أراضي الخزينة، لإقامة متنزهات سياحية عليها، ضمن أماكن محددة وسط الغابات، تتوافر فيها حاويات ومستوعبات، سيسهم بالحد من السياحة العشوائية في تلك المناطق ويحافظ عليها.
وبناء على الخطة الوطنية للتوعية البيئية والأسبوع العالمي للتغير المناخي، فقد رعى محافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف الأسبوع الماضي حملة للنظافة في منطقة اشتفينا التي نظمتها مديرية بيئة المحافظة بمشاركة الإدارة الملكية لحماية البيئة، بمشاركة مديري الدوائر الرسمية ورؤساء بلديات وموظفين وطلبة المدارس.
وجاءت الحملة للتأكيد على أهمية المحافظة على نظافة الغابات، ونبذ ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات، لما لها من آثار سلبية على المرافق العامة والحدائق والمتنزهات والأماكن السياحية.
وأكد المحافظ أن التوجيهات الملكية السامية تؤكد ضرورة المحافظة على البيئة والنظافة، والتي تعد جزءا من تقاليدنا وعاداتنا في المملكة، مشددا على ضرورة أن تكون حملات النظافة العامة والمحافظة على البيئة نهجا مستداماً مكرساً في سلوكياتنا اليومية.
وأشار إلى أهمية المحافظة على الثروة الحرجية للأجيال المقبلة، مطالباً رواد المتنزهات المحافظة على البيئة في جميع الأماكن التي يزورونها، انطلاقاً من الحس الوطني لديهم، مؤكدا أن علينا أن نراعي اعتبارات النظافة في البيئة المجاورة لمنازلنا وأماكن عملنا، وهي من المظاهر الحضارية التي لطالما نعتز بها في الأردن.
ولفت إلى بعض الظواهر السلبية في الأماكن والمتنزهات العامة التي تتضمن قدرا من الإهمال في المحافظة على البيئة، والتي ألقت بظلالها على الطبيعة الجذابة التي يتميز بها الوطن، مؤكدا أن المحافظة على البيئة والنظافة تعد عنصرا أساسيا في تشجيع السياحة الوطنية وجذب السياحة الخارجية، إلى جانب رفع منسوب التوعية للمواطنين حول الكثير من الممارسات المحدودة، التي تفضي في كثير من الأحيان إلى حوادث طبيعية مثل الحرائق، والتي تأتي على المساحات الخضراء والثروة الحرجية.
وأكد قبلان أن هذه الحملة ذات هدف توعوي وترجمة عملية لجهد تطوعي مقدر نسعى بأن تترسخ كقيمة من قيم الحياة اليومية في الممارسة العملية.
وقال مدير البيئة الدكتور مشعل الفواز إن الوزارة أطلقت مشروع الخطة الوطنية للتوعية البيئية، والتي تعد أحد محاورها الرئيسة تنفيذ حملات نظافة عامة وشاملة لمساحات الوطن كافة مثل ما شهدناه اليوم من إطلاق الحملة الوطنية للنظافة العامة، مؤكدا أن هذه الحملات تهدف إلى تعزيز روح المواطنة، وتعديل السلوك ورفع مستوى الوعي البيئي لدى جميع الشرائح، خصوصاً أن الجانب البيئي يعد أحد أهداف التنمية المستدامة التي تعود بالنفع والفائدة على اقتصادنا الوطني.
ولفت الفواز إلى ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات التي تشكل خطراً على صحة الإنسان وتؤثر سلباً على الثروة الطبيعية والحيوانية ووجهاتنا السياحية، مشيراً إلى بدء وزارة البيئة بتطبيق أحد أهم بنود القانون الإطاري لإدارة النفايات، والذي يتضمن تحرير مخالفات للحد من ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات في المتنزهات والحدائق العامة ومن نوافذ السيارات وغيرها.
كما أطلقت في وقت سابق حملة نظافة في المحافظة، بالتعاون مع بلدية العيون وهيئة شباب كلنا الأردن ووزارتي الزراعة والبيئة وفاعليات مجتمع محلي، شارك فيها 250 متطوعا، بحيث جمعت نحو 700 كيس من مخلفات الزوار والمتنزهين في متنزهات المحافظة، بخاصة في منطقة اشتفينا السياحية.
إلى ذلك، حذر المهندس البيئي محمد فريحات من خطورة هذه المخلفات ومن تحللها طويل الأمد وآثاره المدمرة للتربة ومصادر المياه السطحية كالينابيع والأودية والسدود، مشددا على أن تأثيرها لا يقل خطرا عن ملوثات الحفر الامتصاصية ومخلفات معاصر الزيتون.
وزاد أن التأثير السلبي لتلك المخلفات يتعدى إلى الأشجار الحرجية والمثمرة والزراعات المختلفة، لتعقد عملية تحللها، ولما تشكله من بيئة جاذبة للحشرات والآفات، تشوه المكان وتدمر البيئة.
ولفت إلى أهمية تنظيم التنزه، وتحديد أماكنه، لتتمكن البلديات والجهات المعنية من متابعته والحفاظ على نظافته، مشيرا إلى أن مناطق سياحية عديدة، أصبحت عرضة للتلوث بسبب هذه المخلفات التي يتركها متنزهون في اماكن تنزههم، دون ان يدركوا خطورة ما يرتكبونه على البيئة.
ويؤكد محمد القضاة أن الغابات في رأس منيف واشتفينا وعرجان، وغالبية مناطق التنزه، تتعرض للتلوث جراء هذه المخلفات، ما يستدعي إيجاد فرق تطوعية لنشر الوعي بين المتنزهين، وتوفير البلديات لمرافق تحمي البيئة، وتمنع الاعتداء عليها بالمخلفات.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة