مخلفات التنزه في غابات عجلون.. هل من حلول جذرية لوقفها؟

-مع اقتراب فصل الربيع، تتضاعف أعداد القادمين إلى محافظة عجلون لغايات السياحة والتنزه، ما يبرز الحاجة إلى مضاعفة الجهود للإبقاء على الغابات نظيفة من مخلفات المتنزهين، فيما تزداد المطالبات بضرورة حصر مواقع التنزة بعيدا عن عمق الغابات للسيطرة على نظافتها.
هذا القلق، دفع رسميين وسكانا وناشطين للتساؤل عن أفضل السبل لمعالجة هذه الظاهرة التي تتكرر سنويا في موسم التنزه، وتقييم الجدوى من كل المحاولات والتجارب السابقة في التصدي لها، مؤكدين أن وعي الزوار أنفسهم هو الأساس للتخلص منها.
وفي محاولة منهما، جمعت بين الجانب العملي والتوعوي، نفذ الناشطان أحمد العبابنة وعبادة القضاة، حملة نظافة مؤخرا، واستهدفت إحدى الغابات، وتم خلالها جمع كميات كبيرة من مخلفات التنزه.
ووثق الناشطان هذه المبادرة في فيديو مصور، حيث أكدا فيه أنهما يرغبان بتوسيع هذه المبادرة ليشارك بها المزيد من الناشطين، ولتشمل مواقع عديدة، موجهين العديد من النصائح للمتنزهين بضرورة الحفاظ على مواقع التنزه، باعتبارهم هم وحدهم القادرين على إنهاء هذه الظاهرة السلبية.
ويقول الناشط علي القضاة إن مشكلة طرح النفايات ومخلفات التنزه وسط غابات عجلون ستبقى قائمة، رغم كل الجهود الرسمية والشعبية التطوعية، مبينا أن الحل الأمثل يكمن بأهمية زيادة الوعي بالمحافظة على الغابات باعتباره أحد أهم الحلول للحفاظ على نظافة البيئة ومواقع التنزه، إضافة إلى زيادة الرقابة وتغليظ العقوبات على المخالفين.
وأوضح أن تجاوز هذه الظاهرة نهائيا، لاسيما وأن المحافظة يتوقع لها أن تشهد نشاطا سياحيا كبيرا مع حلول الربيع وتشغيل عدة مشاريع سياحية، من بينها مشروع التلفريك، يتطلب أن يتم تحديد مواقع التنزه وحصرها بمواقع محددة، بحيث تكون بعيدة عن أعماق الغابات، وقريبة من خدمات البلديات المتعلقة بجمع النفايات، واللجوء لإغلاق الطرق المؤدية لوسط الغابات، وزيادة دوريات البيئة، وتغليظ وتفعيل العقوبات بحق المخالفين.
ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، إن محافظة عجلون تتميز بتنوعها البيئي، وانتشار الغابات والمتنزهات الطبيعية على أراضيها، فهي تشكل رئة الأردن الخضراء، ما يستدعي من مختلف الجهات المعنية إنهاء مشكلة تتسبب بهدر قيمتها البيئية، وهي مخلفات المتنزهين، التي تتسبب بإيذاء البيئة العجلونية، بخاصة في فصلي الربيع والصيف، الأمر الذي يضاعف من أعباء بلديات المحافظة ومؤسساتها البيئية التطوعية.
وبين أن الغابات في رأس منيف واشتفينا وعرجان، وغالبية مناطق التنزه، تتعرض للتلوث جراء هذه المخلفات، ما يستدعي إيجاد فرق تطوعية لنشر الوعي بين المتنزهين، وتوفير البلديات لمرافق تحمي البيئة، وتمنع الاعتداء عليها بالمخلفات.
ويرى الخبير البيئي المهندس خالد عنانزة، أن المشكلة تتفاقم مع بدء فصل الشتاء وهطل الأمطار، حيث ترفع هذه المخلفات من منسوب التلوث البيئي، الذي يطال الينابيع السطحية والأودية والسدود في المحافظة، جراء انتقالها اليها بفعل السيول، ولتأثيراتها طويلة الأمد على التربة، وما تحدثه من تلوث صحي وبصري.
وأكد أن مناطق التنزه والغابات، تعاني أثناء فترات التنزه، من تراكم كميات كبيرة من مخلفات الزوار، برغم تنفيذ حملات تطوعية عديدة لإزالتها، مطالبا بزيادة الجهود الرسمية والتطوعة، وتشديد الرقابة وتحرير عقوبات مغلظة بحق المتسببين بهذه المخالفات، مقترحا أن يتم تخصيص مساحة مناسبة من أراضي الخزينة، لإقامة متنزهات سياحية عليها، ضمن أماكن محددة وسط الغابات، تتوافر فيها حاويات ومستوعبات، سيسهم بالحد من السياحة العشوائية في تلك المناطق ويحافظ عليها.
يذكر أن حملات عديدة تنفذ في المحافظة على مدار العام بهدف التأكيد على أهمية المحافظة على نظافة الغابات، ونبذ ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات، لما لها من آثار سلبية على المرافق العامة والحدائق والمتنزهات والأماكن السياحية.
ويؤكد مدير البيئة في محافظة عجلون الدكتور مشعل الفواز على ضرورة المحافظة على البيئة والنظافة، والتي تعد جزءا من تقاليدنا وعاداتنا في المملكة، مشددا على ضرورة أن تكون حملات النظافة العامة والمحافظة على البيئة نهجا مستداماً مكرسا في سلوكياتنا اليومية، داعيا رواد المتنزهات والغابات للمحافظة على البيئة في جميع الأماكن التي يزورونها، انطلاقا من الحس الوطني لديهم، ولحماية الطبيعة الجذابة التي يتميز بها الوطن، مؤكدا أن المحافظة على البيئة والنظافة تعد عنصرا أساسيا في تشجيع السياحة الوطنية وجذب السياحة الخارجية، إلى جانب رفع منسوب التوعية للمواطنين، وحتى تترسخ كقيمة من قيم الحياة اليومية في الممارسة العملية.
وبين الفواز إن الوزارة أطلقت مشروع الخطة الوطنية للتوعية البيئية، والتي تعد أحد محاورها الرئيسة تنفيذ حملات نظافة عامة وشاملة، مؤكدا أن هذه الحملات تهدف إلى تعزيز روح المواطنة، وتعديل السلوك ورفع مستوى الوعي البيئي لدى جميع الشرائح، خصوصاً أن الجانب البيئي يعد أحد أهداف التنمية المستدامة التي تعود بالنفع والفائدة على اقتصادنا الوطني.
وزاد الفواز أن ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات تشكل خطرا على صحة الإنسان وتؤثر سلبا على الثروة الطبيعية والحيوانية ووجهاتنا السياحية، مشيرا إلى بدء وزارة البيئة بتطبيق أحد أهم بنود القانون الإطاري لإدارة النفايات، والذي يتضمن تحرير مخالفات للحد من ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات في المتنزهات والحدائق العامة ومن نوافذ السيارات وغيرها.
وقالت رئيس قسم التوعية في مديرية البيئة في عجلون سوسن عنيزات، إنه وفي إطار الجهود الوطنية والدولية التي تبذلها وزارة البيئة بالتعاون الشركاء في مؤسسات الدولة المختلفة فقد تم توزيع 700 حاوية معدنية معلقة على محافظات اقليم الشمال وتوزيع 4050 حاوية بلاستيكية حجم كبير على المحافظات وتوزيع 10 آلاف كيس لجمع النفايات غير قابلة للتحلل على مديريات ومكاتب البيئة لاطلاق حملة وطنية للنظافة وتوزيع 5 آلاف بروشور توعوي على المدارس والمراكز الشبابية في عجلون.
وأكدت أن مخلفات التنزه تعد واحدة من أهم التحديات والبؤر البيئية الساخنة في المحافظة، خصوصا و أن المحافظة تشكل متنفسا لكل ابناء الوطن وزواره، ما يتطلب من الجميع التعاون للقضاء على هذه الظاهرة.
وثمنت عنيزات الجهود التشاركية بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الاطار، مؤكدة ضرورة إطلاق المبادرات التوعوية التي من شأنها تعزيز وتعميق السلوكيات الإيجابية تجاه البيئة والحفاظ على الغابات من كل أشكال التلوث.
قال رئيس مجلس الخدمات المشتركة في محافظة عجلون باسل الحبيس إن المحطة التحويلية الخاصة بالنفايات تستقبل يوميا ما بين 120 إلى 140 طنا من النفايات من التي تجمعها بلديات المحافظة الخمس،مشيرا إلى أن هذا يشكل ضغطا كبيرا على المحطة.
وبين أن وزارة الإدارة المحلية وفرت عددا من التريلات الإضافية للمحطة ليصبح عددها حاليا 5 تريلات بالإضافة لتنك مياه، مشيرا إلى أن النية تتجه لإعادة تأهيل المحطة التي تبلغ مساحتها زهاء 18 دونما مستغل منها حوالي 5 دونمات بصورة تتلاءم مع طبيعة عملها حيث تم مخاطبة الوزارة بخطة إعادة التأهيل المنوي تنفيذها
وبين الحبيس انه يوجد لدى المجلس 30 عامل وطن يقومون بدور كبير في الحافظ على سلامة البيئة من خلال تعاملهم وفق خطة المجلس خارج حدود التنظيم في جمع النفايات من على جوانب الطرق الخارجية، لافتا الى أنه تم توفير بدل تنقلات شهرية للعاملين كتحفيز لهم لأداء عملهم على أكمل وجه.

عامر خطاطبة / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة