مستوطنون يحرقون قرى فلسطينية واستنفار وغضب شعبي ضد جرائمهم

على وقع تصاعد أجواء التوتر والاحتقان الشديدين؛ عم الغضب والاستنفار الشعبي الفلسطيني ضد اعتداءات المستوطنين المتطرفين الذين كانوا يتنقلون بهجومهم الوحشي بين مدن وبلدات الضفة الغربية للعبث فيها خرابا وحرقا وتدميرا والتنكيل بسكانها، أسوة بما حدث أمس ببلدة ترمسعيا شمال رام الله، مما أدى لاستشهاد شاب فلسطيني خلال اندلاع المواجهات العنيفة، وسط دعوات فلسطينية بمواجهة عدوان الاحتلال ومستوطنيه.

حكومة الاحتلال اليمينية، التي تعيش حالة التخبط والإرباك منذ عملية مستوطنة “عيلي”، لم تكترث برسائل التحذير الأميركية أو الإدانات العربية والدولية؛ إذ أطلقت يد المستوطنين للاعتداء على بلدة ترمسعيا بإشعال الحرائق فيها والاعتداء على الأطفال والسيدات الفلسطينيات، وتدمير المنشآت التجارية والسكنية، وحرق أكثر من 30 منزلا، مما أدى لاستشهاد الشاب عمر قطين (27 عاما)، برصاص جنود الاحتلال، في ظل استنفار شعبي تقاطر للدفاع عن البلدة الفلسطينية والتصدي لعدوان المتطرفين.

ونفذ المستوطنون هجومهم الوحشي ضد منازل الفلسطينيين وأراضيهم في قرية “ترمسعيا” وبلدات في الضفة الغربية، وأشعلوا النار فيها، كما أقدموا على إحراق أكثر من 60 سيارة لفلسطينيين، وتنفيذ عمليات منظمة واعتداءات مكثفة في عموم الضفة الغربية، بحماية قوات الاحتلال، وسط حالة من الغضب في صفوف الأهالي الذي تصدوا لاعتداء وهجوم المستوطنين.
كما سارعت حكومة الاحتلال للإعلان عن إقامة ألف وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة نفسها التي شهدت العملية الفلسطينية، في محاولة منها لحفظ ماء الوجه القبيح أمام فشل منظومتها الأمنية في الحفاظ على أمن المستوطنين، عقب مقتل 4 منهم، ولإثبات قدرة الرد بالاستيطان وبإعلان التأهب وتعزيز الإجراءات العسكرية في أنحاء الضفة الغربية.
وندد الفلسطينيون باعتداءات المستوطنين على بلدات الضفة الغربية، بوصفها جريمة بشعة لن ترهب الشعب الفلسطيني وستزيده بالصمود والمقاومة ضد جرائم الاحتلال، التي أدت أمس لاستشهاد الطفلة سديل نغنغية (14 عاما)، متأثرة بجروحها الخطيرة التي أصيبت بها خلال عدوان الاحتلال على مخيم جنين، بما يرفع عدد الشهداء لـ 7، بينما ما يزال 21 جريحا بالمستشفيات في حالة خطيرة.
وقالت حركة “حماس”، “إن اعتداء المستوطنين المتطرفين المدججين بالسلاح على القرى والبلدات الفلسطينية، وترويع السكان الآمنين العزل فيها، يشكل تصعيدا خطيرا وجريمة بشعة”.
وأوضحت الحركة أن جرائم المستوطنين تجري بتحريض ودعم من حكومة الاحتلال اليمينية التي تتحمل كامل المسؤولية عن تداعياتها.
وشددت على أن استمرار سياسة الإرهاب والعدوان التي تنتهجها حكومة الاحتلال المتطرفة، بهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتهويد الأرض؛ لن يقابل إلا بمزيد من الصمود والثبات، وتصعيد المقاومة والتصدي للاحتلال ومستوطنيه في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
ونوهت بأن ممارسات العدو الإجرامية تعبر عن فقدان الاحتلال لصوابه أمام ضربات المقاومة الفلسطينية، وآخرها العملية البطولية التي قامت بها “كتائب القسام”، جنوب نابلس أول أمس.
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، إن المستوطنين بحماية جيش الاحتلال يستبيحون بيوت وحقول وسيارات المواطنين الفلسطينيين في العديد من القرى.
وحمل عبر حسابه على (تويتر)، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الإرهاب المنظم، مطالبا جماهير الشعب الفلسطيني بتشكيل لجان شعبية لحماية ممتلكات الفلسطينيين والتصدي للعدوان.
كما طالب الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بإجبار حكومة الاحتلال وجيشها بلجم ووقف إرهاب المستوطنين وجرائمهم التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
بدورها؛ دعت حركة “فتح”، جماهير الشعب الفلسطيني إلى النفير العام، والتصدي لاعتداءات المستوطنين الممنهجة التي تتم بالتواطؤ مع جيش الاحتلال.
وأكدت، أن الاعتداءات تدلل على المآرب التصعيدية لحكومة الاحتلال المكونة من عتاة المستوطنين والمتطرفين، مبينة أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام اعتداءات وإرهاب المستوطنين الذين يمارسون عربدتهم بحماية وتواطؤ من جيش الاحتلال، بما سيؤجج الأوضاع.
وأكدت فتح أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق الترحيل (الترانسفير) للشعب الفلسطيني، عبر خلق مناخات الخوف والذعر، ضمن سياسة التوسع في البناء الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية، موضحة أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكا بأرضه وحقوقه التاريخية المشروعة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
في حين دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى تبني إستراتيجية وطنية جديدة وبديلة، تشكل ردا على السياسات الإسرائيلية، التي تبنت الضم الشامل لأراضي الضفة الفلسطينية، ونسفت قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وأكدت ضرورة الرد على الهمجية الإسرائيلية، وعلى عربدات المستوطنين، بتسليح الشعب الفلسطيني في جميع أراضي الضفة الغربية، وتشكيل فصائل المقاومة في الأحياء والمدن، والبلدات والقرى والمخيمات، بالتعاون مع الأجهزة في السلطة الفلسطينية، للدفاع عن السيادة الوطنية وعن الشعب الفلسطيني.
ودعت إلى وقف التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال، وإلغاء “اتفاق أوسلو”، والانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي، والشروع في بناء الاقتصاد الوطني تحت الاحتلال، وسحب الاعتراف بالكيان المحتل.
وبالمثل؛ أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، تصعيد المستوطنين، وهجماتهم الإرهابية ضد الفلسطينيين المدنيين العزل وممتلكاتهم، في الضفة الغربية.
واعتبرت “الخارجية الفلسطينية”، أن اعتداءات المستوطنين، تعتبر انعكاسا لحملة التحريض التي يقودها وزراء متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، ودعواتهم المتواصلة لحمل السلاح، ومطالبتهم بشن عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية المحتلة.
وحذرت من مغبة انجرار الحكومة الإسرائيلية خلف تلك الدعوات، وإقدامها على تصعيد عدوانها في شمال الضفة الغربية، مطالبة بتدخل دولي وأميركي عاجل وحقيقي لإجبار الحكومة الإسرائيلية على تهدئة الأوضاع، ووقف موجات التصعيد المتلاحقة.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة