“مشاريع الآثار”.. فرص واعدة لمتعطلين بجرش

رغم محدوديتها وعدم ديموتها، يتسابق شبان في جرش للحصول على أي فرصة تشغيلية ضمن مشاريع مديرية الآثار بالمحافظة، في حالة تعكس حجم التعطل الذي يعاني منه الشباب نتيجة غياب لفرص العمل.

وبدأت مديرية أثار جرش مؤخرا، بتعيين عمال من أبناء المحافظة على نظام المياومة بدفعة أولى بلغ عدد العاملين فيها 190 عاملا بين عمال تعشيب وتنظيف وفنيين للصيانة والترميم ولمدة 3 شهور، على أن يتم بعدها تعيين دفع جديدة على مدار العام ليصل العدد الإجمالي من العمال المستفيدين من المشروع الى 450 عاملا.

ووفق مدير أثار جرش محمد الشبلي، فإن المديرية باتت من أهم الجهات التي توفر فرص عمل لشباب متعطلين عن العمل على مدار العام، لافتا الى أن عدد المتقدمين للحصول على فرص يقدر بالمئات سنويا نظرا لارتفاع نسب البطالة والفقر وعدم توفر أي فرص تشغيلية بديلة.
وأوضح أن مديرية الآثار خصصت جزءا كبيرا من موازنتها المتواضعة لتوفير فرص عمل للشباب.
في المقابل، يقول خريج تخصص آثار مهند الزعبي، إنه تقدم عدة مرات للحصول على فرصة عمل مؤقتة في مديرية آثار جرش، تمكنه من تأمين جزء من متطلباته الشخصية، لافتا الى حصوله أخيرا على فرصة عمل لمدة 3 أشهر ضمن مشاريع ترميم الآثار.
وبين أن هذه الفرصة التي انتظرها كثيرا، باتت بالنسبة للعديد من الشبان المتعطلين بمثابة حلم رغم أنها مؤقتة.
وبين أنه ونظرا لغياب الفرص بجرش، فإن العمل ضمن هذه المشاريع يوفر له خبرة قد تمكنه لاحقا من الحصول على فرصة عمل دائمة أو التشبيك مع مؤسسات وهيئات تنفذ مشاريع في المواقع الأثرية.
وبين أن حاله كحال آلاف الخريجين المتعطلين عن العمل، الذين ينتظرون أي فرصة في ظل عدم قدرتهم على إنشاء مشاريع خاصة بهم تخرجهم من دائرة التعطل.
وقال العامل إبراهيم العياصرة إنه حصل العام الماضي على فرصة عمل في مديرية آثار جرش وشكلت له طوق نجاة من الظروف المعيشية التي يعانيها هو وأسرته، موضحا أن العمل مع مديرية الآثار مكنه من جمع مبلغ ساعده في فتح مشروعه الخاص الذي يدر دخلا ثابتا في الوقت الحالي.
على نحو آخر، ينتظر الشاب مدحت الصوالحة منذ سنوات الحصول على فرصة عمل ضمن مشاريع الآثار تمكنه من مساعدة أسرته في تأمين متطلباتها، لا سيما وأن العمل في الوظائف المؤقتة يوفر دخلا مناسبا، وساعات العمل مناسبة، إذ تمكنه من العمل بمكان آخر بعد انتهاء عمله في الآثار.
وبين أنه يرغب بالعمل على نظام المياومة بالآثار ضمن أعمال النظافة وإزالة الأعشاب من موقع آثار جرش، خاصة وأن ساعات العمل مناسبة والرواتب مجدية مقارنة بالعمل في القطاع الخاص والمحال التجارية.
من ناحية أخرى، تبذل مديرية الآثار جهودا مضنية في تجهيز الموقع الأثري من أجل إقامة الإحتفالات الوطنية والتي ستبدأ الأسبوع المقبل، وفق مديرها الشلبي. وقال الشلبي إن التجهيزات بالموقع جارية على قدم وساق لضمان إنهاء العمل قبل موعد الفعاليات، وتتولى مديرية الأثار مسؤولية التجهيز وتنظيف الموقع الذي تبلغ مساحته 550 دونما، مع ضمان الحفاظ على ديمومة الحركة السياحية النشطة التي يشهدها الموقع هذه الأيام.
وأوضح أن موازنة مديرية الأثار من مجلس المحافظة تبغ 200 ألف دينار و100 ألف دينار تحصل عليها من دائر الآثار العامة، مشيرا أن هذه المبالغ لا تغطي الأعمال والتجهيزات والخطط والبرامج التي تنفذها الدائرة في الموقع على مدار العام ويجب أن تكون الموازنات مناسبة للخطط والبرامج التي يتم تنفيذها سنويا.
وأضاف أن دائرة الآثار العامة أنهت جميع الدراسات والتعديلات والخطط المطلوبة منها لبناء مبنى مستقل لدائرة الآثار العامة ومبنى لمديرية السياحة ومستودع للآثار وقاعة متعددة الأغراض، والمشروع قيد طرح العطاء حاليا، لا سيما وأن مبنى المديرية الحالي آيل للسقوط وقديم وغير مناسب وقد صدر قرار بإزالة المبنى لسوء أوضاعه وخطورته.
وقال الشلبي إن المديرية ستقوم قريبا بطرح عطاء صيانة وترميم وتوسعة لمبنى متحف آثار جرش الحالي كون مشروع بناء متحف جديد قد قوبل بالرفض وتم إعداد دراسات كاملة وحديثة وشاملة لغاية صيانة وترميم وتوسعة المبنى الحالي حتى يكون أنموذجا للمتاحف العالمية.
وأوضح أن قرار الصيانة والترميم من وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة وفي حال تمت صيانة وترميم المبنى سيكون وضعه جيدا ويتم معالجة السلبيات والتشوهات داخل المتحف الحالي.
ومن الجدير بالعلم أن مديرية آثار جرش تحتفظ حاليا بما يزيد عن 4 آلاف قطعة أثرية مهمة داخل مستودعاتها لعدم توفر مواقع عرض في متحفها الحالي الذي يزيد عمره عن 50 سنة ويفتقر لأدنى متطلبات السلامة العامة للقطع الأثرية أو أي شكل هندسي مناسب للقطع التي يتم عرضها فيه.
ولجأت مديرية الآثار في محافظة جرش إلى حفظ القطع الأثرية في مستودعاتها لعدم توفر مساحة في متحفها الحالي لعرض القطع الأثرية والاكتشافات الحديثة.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة