مشروع تدوير الملابس.. كسوة فقراء وفرص عمل لمتعطلين بالأغوار

ديرعلا – فيما أرغمت المعيشة والظروف المالية الصعبة على تقنين مصروفاتهم الشهرية والاكتفاء بالحد الأدنى الذي يؤمن لهم كفافهم، يأتي تدشين مصنع تدوير الملابس الذي تنفذه بلدية ديرعلا ليساعد الأسر على شراء الملابس بأسعار زهيدة، وتوفير فرص عمل لعدد من الشباب والفتيات.

ويرى عدد من أرباب الأسر أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تمنعهم من شراء الملابس لأبنائهم كون مدخولهم لا يكفي سوى لتوفير الطعام والشراب، لافتين إلى أنهم يضطرون لإعادة استخدام الملابس المتوفرة لديهم أو الشراء من محلات الملابس المستعملة إن استطاعوا توفير ثمنها.

ويؤكد آخرون، أن غالبية الأسر الميسورة يوجد لديها فائض من الملابس القديمة رغم أن حالة بعضها جيد، إلا أنه يتم الاستغناء عنها بداعي “الموضة جديدة”، أو بسبب تغير المقاسات أو تمزق بعضها أو وجود بقع عليها، مضيفين أن معظم هذه الملابس يتم الاستغناء عنها بطرق غير سليمة، وايجاد مثل هذا المشروع ستكون له آثار ايجابية على المجتمع والبيئة.
وبحسب رئيس البلدية مصطفى الشطي إن فكرة إعادة تدوير الملابس بهدف إستخدامها مرة أخرى جاءت للتقليل من الكلف التي تتكبدها الأسر في واحدة من المناطق الأشد فقرا على مستوى المملكة، موضحا أن الفكرة تقوم على جمع الملابس القديمة والبالية وعمل ما يلزم لتجهيزها للاستخدام مرة أخرى خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء وازدياد الحاجة للملابس.
وبين الشطي لـ”الغد”، أن البلدية ومن خلال مشروع إعادة تدوير النفايات الممول من الاتحاد الاوروبي تنفذ حلقة الملابس من خلال تدشين منظومة كاملة تبدأ من توزيع حاويات على كافة المناطق لجمع الملابس ونقلها إلى مركز التدوير ليصار الى خياطة الممزق منها وغسلها وكيها وتوضيبها ليتم عرضها في عدد من المحال باسعار اقل من اسعار السوق وبفارق كبير، مضيفا ” أما الملابس البالية التي لا يمكن الاستفادة منها فيتم فرمها واعادة استخدامها كحشوات للفرشات والوسائد او تحويلها إلى خيوط لصنع السجاد اليدوي”.
ويضم مشروع إعادة استخدام النفايات في حوض المتوسط الذي يموله الاتحاد الاوروبي سلسلة حلقات أهمها مصنع السماد العضوي وحلقة الكتب وحلقة الالكترونيات وحلقة الاثاث، إذ يتم من خلال كل حلقة تدوير النفايات واعادة استخدامها بشكل أو آخر.
ويقول الشطي، “لاشك أن مثل هذا المشروع سيمكن أسرا فقيرة ومعوزة لامتلاك ملابس جيدة على مدار العام ما سيساعدهم في توفير نفقات شراء ملابس باهظة الثمن”، لافتا إلى أن جزءا من هذه الملابس سيتم عرضه للبيع بكلفتها التشغيلية، في حين سيتم دعم العديد من الاسر الفقيرة أو الأشخاص الذين لا يستطيعون شراء ملابس جديدة.
ويؤكد أنه تم الانتهاء من تجهيز البنية التحتية لمركز التدوير وحاويات الجمع بكلفة تقارب من 27 ألف دينار، ويشمل المركز جميع الأجهزة اللازمة لإعادة تجهيز الملابس من ماكينات خياطة وغسالات وحماصات وماكينات دراي كلين والواح وشاشات عرض, مشيرا إلى أنه سيتم توزيع حاويات الجمع على مختلف مناطق البلدية لتسهيل عملية التبرع.
ويؤكد أن فوائد المشروع دعم الأسر الفقيرة والمحتاجة إلى أنه سيوفر ايضا 10 فرص عمل لأبناء اللواء، فضلا عن دعم الجهود التي تبذلها البلدية للمحافظة على البيئة بالحد من عمليات احراق الملابس القديمة التي تقوم بها بعض الأسر او حتى إلقائها في حاويات النفايات كونها تأخذ وقت طويل لكي تتحلل.
وتوضح إحدى ربات المنازل أن توفير الملابس بأسعار زهيدة سيمكن الأسر الفقيرة والمحتاجة من شراء الكسوة لأبنائها خصوصا مع بدء العام الدراسي واقتراب فصل الشتاء، لافتة إلى أنها وفي ظل الظروف الحالية غير قادرة على توفير الكسوة لأبنائها.
ويؤكد رئيس جمعية ام عياش الخيرية عيد العطيان أن مركز تدوير الملابس ستكون له آثار ايجابية على المجتمع المحلي الذي يعاني من صعوبات مالية واوضاع اقتصادية متردية، لافتا إلى أن بعض الأسر تعجز عن شراء الملابس لعدم وجود النقود أو لأن مداخيلهم لا تتواءم مع أسعار الملابس الموجودة في الأسواق حاليا.
ويشير إلى أن المشروع سيسهم في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التكافل الاجتماعي ودعم الاسر الفقيرة حتى ولو كان بتوفير الملابس القديمة، مضيفا أن المجتمعات المحلية في مناطق الاغوار بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع التي تزرع وتنمي القيم النبيلة بين الأفراد، ناهيك عن توفيره لفرص عمل لعدد من الشباب والفتيات.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة