مشروع وسط جرش.. تلف في البلاط قبل تسليمه للبلدية

ما تزال مشكلة القصور في انجاز مشروع تبليط الوسط التجاري لمدينة جرش، مستمرة، وتؤرق التجار والمواطنين، فالمشروع الذي كان يفترض الانتهاء منه وتسلمه في نيسان (ابريل) العام الماضي، كلف بلدية جرش الكبرى 126 ألف دينار، على ان يجري انجازه خلال مدة العطاء، وهي 3 أشهر.
وتكشف حالة المشروع للعيان، سوء تنفيذه بسبب درجة ميلانه العالية، ما ادى لتلف بلاطه، جراء حدوث انزلاقات وانحرافات فيه، في وقت وجهت فيه البلدية للمقاول انذارا، تطالبه فيه بصيانة البلاط قبل تسليمه إليها، وتصويب اوضاعه، وفق اتفاقيتها معه.
وكان تجار المدينة، اعترضوا على موعد الصيانة الذي يتزامن مع ذروة حركة التسوق والاحتفالات برأس السنة، بخاصة وأن الصيانة تتطلب إغلاقا للطرق الرئيسة في الوسط التجاري بشكل كامل، وبما لا يقل عن 20 يوما.
واعتبر التجار، أن مدة الاغلاقات ستكون طويلة عليهم، وهذا سيعوق حركة الوسط التجاري والتسوق في المدينة، لافتين الى ما تسببت به إغلاقات الوسط في بداية تنفيذ المشروع، بحيث ألحق بهم خسائر فادحة، لعزوف المركبات والمتسوقين عن دخوله بسبب أعمال التبليط.
وأكد تجار ومواطنون، أنهم وبعد الانتهاء من المشروع، لم يلمسوا أي إيجابيات له، إذ انتهت مراحله كافة، لكن دون اكتمالها، الى جانب انه صمم ونفذ، ولكنه دون المستوى المطلوب، وتعتوره الكثير من التشوهات والانزلاقات والانحرافات، بالإضافة الى أن أجزاء مهمة وحيوية من طرقات السوق دون تبليط.
التاجر عامر الرجا، قال إن التبليط تأخر عن موعده، وكان يتوقع انتهاء العمل فيه قبل شهر رمضان العام الماضي، وقد أكدت البلدية أن موعد تسليمه يتوافق مع شروط اتفاقيتها مع المقاول، بينما احتج تجار السوق على المشروع، وأغلقت محالهم لأكثر من مرة، ولغاية الآن لم يجر تسليمه، فهو ما يزال بدون تصويب، ويعاني من عدة تشوهات ونواقص وقصور في التنفيذ.
وأضاف رجا، ان التجار لم يلمسوا أي تطور أو تغير في حركة السير بوسط المدينة، ولم يشعروا بأي استفادة من المشروع، الذي كبدهم حفريات وإغلاقات لمحالهم، وانخفاض لحركة التجارة عدة أسابيع، موضحا أن نجاحه وفعاليته، مربوط بالسياحة الخارجية، وامكانية دخول السياح للوسط التجاري، لكن ذلك يجب ان يرافقه إنجاز مشاريع موازية أخرى في المدينة.
ولفت الى أن البلدية لم تقم بالتشاور مع التجار قبل تنفيذ هذا المشروع، موضحا أنها اعتادت على إقرار مشاريعها دون استشارة للتجار، بغض النظر عن سلبيات تلك المشاريع، وتبعاتها على الوسط التجاري.
وبين التاجر محمد أبو العدس، أن الوسط التجاري، يعاني أساسا من أزمات واختناقات مرورية، ما يشير الى أن مثل مشروع التبليط، غير مجد، مشيرا الى تأثيراته السلبية على الوسط، وما يتسبب به من ضيق للطرقات والأرصفة، وعدم معالجته للازدحامات، ولم يوقف الاصطفافات العشوائية، أو يمنع انتشار البسطات التي تحتل الأرصفة ومداخل ومخارج المحال.
وقال إن مقاول المشروع لم يلتزم ببنود الاتفاقية معه، بل وتأخر عن الموعد لعدة أشهر، وكان يُفترض انتهاؤه منتصف العام الماضي، لكن وبرغم انتهاء مراحله بقي ناقصا لذا لم يجر تسليمة حتى الآن.
أما التاجر يحيى زريقات، فبين أن مشاريع البلدية في الوسط التجاري، أصبحت تضر بمصلحة التجار، أكثر من افادتهم، بدءا من مشروع السياحة الثالث وحتى مشروع التبليط، من حيث مدة العطاء الطويلة وإغلاق طرق حيوية في السوق، وحرمان التجار من مواسم رئيسة، كانوا يعتمدون عليها بتغطية تكاليف عملهم التجاري.
وبين أن تنفيذ المشروع، كان دون المستوى المطلوب، فالبلاط يعاني من تشوهات وميلان وانحرافات، وقد نفذ بسرعة دون مراعاة لخصوصية وسط المدينة وطبيعته، لافتا الى ان المركبات بدأت باستخدام شوراع وطرقات الوسط التجاري أثناء عملية التبليط، وهذا أيضا ألحق أضرارا بالغة به.
وناشد زريقات البلدية، بضرورة إلزام المتعهد بمعالجة تشوهات المشروع، وصيانة البلاط الذي تضرر وإكمال النواقص وإنهاء المشروع، بخاصة وأن مناطق النقص في المشروع، تقع أمام المحال التجارية، وما تزال متضررة جراء انتشار الحصى والأتربة بسبب تهتك البنية التحتية للبلاط.
رئيس قسم الإعلام في البلدية هشام البنا، قال انه سيجري استلام المشروع في حال التزم المقاول بصيانته، وتصويب أوضاعه، وقد نبه لإجراء اللازم، وسيجري إغلاق الطريق الرئيسي في الوسط التجاري لـ20 يوما بعد أسبوع، وستصوب أوضاعه وفق الاتفاقية مع المقاول، وفي حال تصويب المشروع، سيجري استلامه برغم تأخر تسليمه لأشهر طويلة.
وأضاف أن البلدية، مددت مساحة تلبيط الوسط التجاري، وأضافت الربع القانوني على العطاء، الى جانب وجود مساحات تحتاج للتبليط لإتمام المشروع، وحتى اللحظة لم يقر تبليط مساحات وطرقات إضافية مهمة للمشروع، ليتمكن المقاول من متابعتها.
وبين أنه في حال رفض أمر تبليط مساحات الوسط، ستتخذ البلدية الإجراء المناسب، وسيجري استلام المشروع، بعد التأكد من مطابقتة للمواصفات والمقاييس والتصاميم المتفق عليها.
وقال “إن المشروع يهدف إلى تطوير الوسط التجاري، وتهيئته لاستبقال زوار المدينة وسياحها، بعد تشغيل مسار وادي الذهب، الذي يحتاج تشغيله إلى مراحل عدة، ومن بينها مشروع التبليط”.
وبين أن المشروع يهدف كذلك إلى تطوير الوسط التجاري سياحيا واقتصاديا، لا سيما وأن إدخال السياح إليه، هو حلم للتجار منذ عشرات الأعوام يتمنون تحقيقه.
وأضاف أن البلدية موجودة لخدمة التجار والأهالي، ولن تنفذ أي مشروع لا يصب في مصلحتهم، مشيرا الى أن مشروع التبيلط هدفه تطوير الوسط التجاري وتنظيمه، والتخلص من مشكلة العشوائية وأزمات السير فيه.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة