مشعل يدعو إلى قرار جماعي بتحرير القدس باعتبارها مدخل تحرير فلسطين بأكملها

أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، خالد مشعل، أن الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية أمام “لحظة تحمل مسؤولية تاريخية” تجاه محاولات تصفية القضية الفلسطينية في غزة والضفة والقدس.

وجاء ذلك في كلمة له، صباح اليوم السبت، خلال أعمال “مؤتمر العهد للقدس”، الذي يجمع نخبة من علماء الأمة ومفكريها.

خطر وجودي وإعادة هندسة المنطقة

وحذر مشعل من خطر حقيقي يهدد القدس والمقدسات، ويمتد ليشمل استقلال المنطقة بأسرها، مشيرًا إلى ما يجري في دول الجوار مثل سوريا ولبنان واليمن وإيران.

وقال: “إن غزة تواجه تحدي إعادة هندستها جغرافيًا، ومحاولات لنزع سلاحها وفرض مشاريع وصاية وتقسيم، وصولًا إلى محاولة إنكار وجود الشعب الفلسطيني فيها”، منبهًا في الوقت ذاته إلى المخاطر المحدقة بالضفة الغربية من تهجير وضم، واستكمال تهويد المسجد الأقصى في القدس.

لا وصاية ولا انتداب

وشدد مشعل على رفض كل أشكال الوصاية والانتداب على غزة والضفة، قائلاً: “الفلسطيني هو من يحكم نفسه، ولا وصاية ولا إعادة احتلال.. شعبنا يريد حماية لا وصاية، ويريد الاستقلال لا المصادرة لقراره”.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لم ينكسر على مدار عامين من الحرب، ولم ينجح الاحتلال في فرض إرادته عليه.

وفي كلمته، قدّم خالد مشعل ما وصفه بـ “خارطة طريق” للمرحلة المقبلة، تضمنت عشرة محاور مترابطة تشكّل رؤية متكاملة للعمل الوطني والإسلامي. فقد شدّد أولاً على ضرورة اتخاذ قرار جماعي بتحرير القدس باعتبارها المدخل الطبيعي لتحرير فلسطين بأكملها، مؤكداً أن القدس كانت وما تزال المسرح الأعظم لنهضة الأمة.

ومن هذا المنطلق، دعا إلى تسخير كل الجهود لإغاثة غزة عبر وقف الحرب وكسر الحصار ورفض التهجير، مشيراً إلى أن “غزة أشهرت سيفها وأطلقت الطوفان من أجل القدس”.

وانتقل مشعل إلى التأكيد على حماية مشروع المقاومة وسلاحها، واصفاً إياه بأنه “شرف الأمة وعزتها”، مشدداً على أن السلام لا يصنعه إلا الأقوياء. وفي السياق ذاته، جدّد رفضه القاطع لكل أشكال الوصاية والانتداب على غزة والضفة، مؤكداً أن الفلسطيني هو من يحكم نفسه ويقرر مصيره، وأن الشعب يريد حماية لا وصاية واستقلالاً لا مصادرة لقراره.

كما دعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج، ونبذ احتكار القرار، محذراً من المشاريع الدولية التي تستهدف شطب المقاومة في غزة والسلطة في رام الله معاً. وطرح مشعل في هذا الإطار ضرورة تبني استراتيجية عربية وإسلامية شاملة للدفاع عن المنطقة في مواجهة ما وصفه بـ “البلطجة الإسرائيلية”.

وفي ختام رؤيته، شدّد على أهمية عزل الاحتلال دولياً ومقاطعته اقتصادياً، والتعامل معه كـ “كيان منبوذ” مسؤول عن حرب الإبادة، داعياً إلى تحويل المؤتمر إلى منطلق لبناء تحالف عالمي ضاغط يشبه الحالة الدولية التي أنهت نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. كما دعا إلى توسيع دائرة الملاحقة القانونية لمجرمي الاحتلال، ودعم المقاومة بكافة أشكالها، والمساهمة في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب في غزة.

وختم مشعل بالتأكيد أن معركة “طوفان الأقصى” انطلقت من أجل القدس، وأن الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية أمام مسؤولية تاريخية تتطلب موقفًا موحدًا لمواجهة حرب الإبادة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة