مصنع الصوف بالكرك: حماية للبيئة.. و”طاقة فرج” لمربي الماشية

أعادت تصريحات وزير الزراعة، المهندس خالد الحنيفات، حول اختيار منطقتي القطرانة والأبيض في محافظة الكرك لإنشاء مصنع لمعالجة وتصنيع الصوف، الأمل لمربي الماشية بالاستفادة من أصواف ماشيتهم بعد أن كانوا يضطرون ومنذ سنوات طويلة، إلى جزها بكلفة عالية، ورميها بمناطق خالية والتسبب بتداعيات بيئية سلبية، لا سيما بعد تراجع الاستعمال المنزلي للأصواف لغايات صنع الملابس والفرش، وكذلك ضعف تسويقها.

الحنيفات وخلال زيارته للبادية الجنوبية قبل أيام، أكد أن إنشاء المصنع سيتم بالتعاون بين الوزارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لافتا إلى أن سبب اختيار القطرانة والأبيض كمركز له يعود لوقوع المنطقتين وسط البوادي الأردنية الثلاث.

ومن المأمول، أن يسهم إنشاء المصنع بالاستفادة من كميات الصوف من الأغنام المحلية ومعالجتها، لأغراض التصدير والتصنيع، ويعود بالفائدة على مربي الأغنام، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى الحفاظ على البيئة من تأثير إتلاف الصوف في المناطق الصحراوية والأودية، وفق الحنيفات.
وفي محافظة الكرك وحدها، يمتلك مربو الماشية نحو 450 ألف رأس ماشية من الأغنام والماعز، ناهيك عن المواشي في مناطق البادية الجنوبية التي تصل أعدادها إلى حوالي 300 ألف رأس، في حين تقدر كمية الصوف التي تنتجها المحافظة سنويا ما يقارب ألف طن، و500 ألف كيلو بالبادية الجنوبية، وفق تقديرات غير رسمية.
مربو الماشية طالبوا مرارا وتكرارا ولسنوات طويلة بإنشاء مصنع للصوف بالمحافظة أو مناطق البادية الجنوبية لاستغلال كميات الصوف الكبيرة المتوفرة سنويا خلال موسم جز الصوف من المواشي في فترة الربيع الممتدة من شهر نيسان (أبريل) وحتى حزيران (يونيو).
وظل صوف الماشية سابقا، مصدر دخل مهم من مصادر الدخل التي توفرها المواشي لمربيها، باعتبارها إحدى المنتجات السنوية للمواشي، ولذلك استمرت المطالب بإنشاء المصنع حاضرة في كل لقاء مع المسؤولين بالمحافظة ووزارة الزراعة وغيرها من الزيارات الرسمية، حرصا على مصلحة المربين وحماية البيئة المحلية.
من جهته، قال رئيس جمعية مربي الماشية بالكرك زعل الكواليت، إن “مشكلة صوف المواشي ظهرت منذ سنوات، بسبب تراجع الطلب عليه محليا بعد أن كان يستخدم بشكل كبير لدى الأسر بالمحافظة، خصوصا في مناسبات الزواج، حيث كان تحضير وتجهيز صوف الزواج من الأشياء الضرورية والمهمة والتي كانت تستهلك كميات كبيرة من صوف المواشي وتوفر ربحا جيدا لمربي الماشية حيث يباع بسعر جيد”.
وبين الكواليت لـ”الغد”، أن “الصوف الذي يتم جزه من المواشي، أصبح  يشكل أحد مظاهر تلوث البيئة بسبب اضطرار مربي الماشية إلى التخلص منه برميه على جوانب الطرق وبالسهول والمراعي، وهو الأمر الذي يلحق ضررا بالمواشي لاحقا أيضا”.
وأكد، أن “إنشاء مصنع للصوف، كان دائما مطلبا لمربي المواشي بالكرك وحتى بمختلف مناطق المملكة، بحيث يقوم المربون بتوريد الأصواف للمصنع وتوفير دخل مهم منها”، مشيرا إلى أن “هناك مطلبا سابقا بإنشاء مصنع من خلال الاستثمار فيه من صندوق التعويضات البيئية، خصوصا أن الصوف يعد مصدر دخل إضافي للمزارعين، إلى جانب الحليب ومشتقات الألبان والخراف البلدية”.
وقال الكواليت، إن “نحو نصف مليون رأس من الماشية بالكرك، وأعداد كبيرة بالبادية الجنوبية والكرك لوحدها تنتج حوالي ألف طن من الصوف كل موسم، وهي كميات كبيرة، إضافة إلى الكميات التي يمكن أن يتم توريدها من مناطق المملكة المختلفة والتي تساهم في تشغيل المصنع لفترة طويلة من العام”.
المواطن سيف مصلح، وهو أحد مربي الماشية، يقول إن “التخلص من صوف المواشي بات يشكل عبئا سنويا على المربين في ظل غياب الأسواق ومشتري الصوف حتى بأقل الأسعار”، لافتا إلى أن “المربين كانوا مرارا وتكررا يطالبون بإنشاء مصنع  للصوف بالمناطق الجنوبية، بسبب تواجد أعداد كبيرة من الماشية التي توفر المادة الأولية للمصنع بما يساهم أيضا في وقف هدر الأصواف برميها وتلويث البيئة، إضافة إلى أن كميات جيدة من الصوف تدر دخلا إضافيا للمربين”.
وأكد مصلح، أن “الصوف مادة مهمة وتعد في بلدان أخرى مصدر دخل أساسي للمربين، وتوفر فرص عمل إضافية”، مشيرا إلى أن “إنشاء مصنع يعمل على تغيير شكل الاستخدام للصوف الذي كان يستخدم فقط في الفرش المنزلي للمواطنين إلى تصنيع الصوف وتصديره، وبالتالي دخول تربية المواشي في شكل جديد من أشكال الاقتصاد الزراعي والصناعي”.
ولفت إلى أن “الأمل لدى مربي الماشية، هو أن يتم شراء كميات الصوف الكبيرة من المربين بأسعار عادلة، وعدم استغلال حاجتهم إلى التخلص من الصوف”.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة