مطحنة وجاروشة كفرنجة شاهد عصر على 90 عاما من الذكريات والطيب والنقاء

عجلون الإخبارية- تعتبر مطحنة وجاروشة كفرنجة الحديثة من أقدم المطاحن على مستوى محافظة عجلون والمملكة ، حيث  تحكي هذه المطحنة التي تعاقب على إدارتها والعمل فيها العشرات من أبناء اللواء قصص من التعب والعمل والجد وروايات عن الأباء والأجداد  الذين كانوا يقصدون المطحنة ويتسامرون  فيها لساعات طوال .

 

كفرنجة كما هي  موطن أصيل  للحضارات التي تعاقبت عليها ، فهي أيضا موطن للبيوت التراثية التي ما تزال شامخة كشموخ جبال عجلون ، وهي أيضا موطن للعديد من المهن القديمة التي كانت السباقة لإحتضانها كهذه المطحنة التي ما تزال تعطي كما كانت في بدايات تأسيسها منذ بدايات القرن الماضي  ، والكثير يؤكد أن عمرها تجاوز ال 90 عام على أقل تقدير .

 

عيسى بعارة مالك المطحنة والذي يديرها اليوم  منذ العام 1988 م يقول لعجلون الإخبارية إنه توارث حب هذا العمل من الأباء والأجداد ، لافتا الى أنه كان يرافق والده المرحوم الحاج احمد المسعود البعارة  عندما كان صغيرا وتعلم منه حب المهنة التي أصبحت فيما بعد جزءا لا يتجزأ من حياته .

 

ويشير البعارة الى أن والده عمل وأدار المطحنة لأكثر من 45 عاما ، أي منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى العام 1987 م حتى وفاته رحمه الله ، حيث يشير البعارة الى أن والده كان يزرع فيهم  كل يوم عند عودته من العمل في المطحنة حب هذه المهنة الشريفة وضرورة التعلق فيها والحفاظ على المطحنة وتطويرها بكل الطرق والسبل للحفاظ على تراث الأباء والأجداد .

 

كما يؤكد البعارة  أن والده رحمه الله إستلم إدارة المطحنة من أحد أبناء  كفرنجة ( الشوام ) ، حيث يشير أيضا الى أن ذلك الشخص عمل في المطحنة منذ بدايات القرن الماضي وحتى أربعينيات نفس القرن ، وبعدها إستلم والده الذي كان يعمل كعامل في المطحنة إدارتها والإشراف عليها .

 

ويشير البعارة أيضا الى أنه ومنذ إستلام إدارة المطحنة ورغبة منه بإدامة عمل المطحنة على أكمل  وجه  وحفاظا على وصية والده  قام بتحديث  المطحنة أكثر من مرة ،حيث قام بتحويل عمل المطحنة  من الماتور  الذي يعمل   على (ديزل رستن  بريطاني )  الى ماتور كهرباء ، إضافة الى بعض التحديثات الأخرى التي  تضمن إدامة العمل على أكمل وجه .

 

أخيرا عند الدخول الى مطحنة وجاروشة  كفرنجة التي يزيد عمرها عن ال 90 عام ،لا بد أن تتذكر الأباء والأجداد وقصص لا تعد ولا تحصى من لقاءاتهم التي كانت تجري أمام المطحنة ، فقد كانت المطحنة كما يروي البعارة عن ذكريات والده رحمه  الله  أنها كانت عبارة عن ملتقى للعديد من أبناء اللواء  ولكل من يقصد كفرنجة للتزود بما يلزمه ، فقد كانت كفرنجة منذ زمن بعيد  تتمتع بأسواق تجارية نشطة ، كما كانت أيضا تتمتع بنشاط سياسي وزيارات متتالية للكثير من الشخصيات الوطنية الأردنية   بحكم وجود قيادات وطنية في كفرنجة كان لها دورا بارزا في الحياة السياسية الأردنية منذ بدايات القرن الماضي وحتى تأسيس إمارة شرق الأردن  وحتى وقتنا الحاضر.

 

الحديث  يطول ويطول عن مطحنة وجاروشة كفرنجة ، فهذه المطحنة ليست مطحنة للقمح والأعلاف وجميع أنواع الحبوب  وحسب ، لكن عندما تقف  أمامها  وتتجول   بداخلها  لا بد  أن  تتذكر  أن هذه المدينة العريقة ما تزال  تحتضن  بين أروقتها  وحارتها الجميلة  حكايات  وقصص من الزمن الجميل ، زمن الطيبة والطهر والنقاء ، كيف لا وعلى بعد أمتار ما تزال المدينة تحتضن أقدم المساجد على مستوى المملكة والعشرات من البيوت التراثية الجميلة الشاهدة على طيب وكرم وأصالة من سكنوها لسنوات طويلة خلت  ، وهاي مطحنة كفرنجة ما تزال تقف شامخة  منذ  أكثر من 90 عام   ، تعمل وتنجز  وكأنها  ما تزال في البدايات ، وهذا كله بفضل الرجال الطيبين الكرماء الذي عملوا فيها وما تزال أنفاسهم الطيبة الطاهرة النقية تفوح في  كل ركن من  أركانها الى يومنا هذا .

———-

وكالة عجلون الاخبارية

تقرير / منذر الزغول

تصوير / عامر الزغول 

 

التعليقات

  1. نداء بعاره يقول

    الله يعطيك الصحه والعافيه وطول العمر يا رب

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة