معالي المرحوم المحامي حسن المومني – من تجربتي الشخصية / المحامي زاهر السوالمه.

 

تعرفت عليه عن قرب في نهاية عام ١٩٩٩ وقتها كنت في بداية تدريبي في مهنة المحاماة حيث زرته ( رحمه الله ) لاكمال تدريبي في مكتبه فعرفته عن نفسي بأنني المحامي المتدرب زاهر السوالمة فكان استقباله عاديا وطلبت منه أن اتدرب لديه الا انه اعتذر لي بسبب وجود أكثر من متدرب في مكتبه وكان وقتها هنالك أزمة في التدريب من حيث قلة عدد الاساتذة الذين يحق لهم التدريب وكثرة الباحثين عن التدريب في مهنة المحاماة فغادرت المكتب وعندما وصلت الباب استدركت الأمر بأن أعدت التعريف عن نفسي أنني زاهر ابن داهود العقيل السوالمه فقال لي انت ابن داهود العقيل فقلت له نعم فقال لي اجلس ودار حديث مطول بيننا وترحم على والدي وقال بإمكانك الدوام في مكتبي اعتبارا من يوم الأحد اكراما لروح والدي وهذه صفة من صفات ألرجال الغانمين وهي الوفاء.

وعندما حضرت إلى محكمة الاستئناف سمعت صوت المراسل ينادي المحامي ابن داهود العقيل فدخلت إلى هيئة المحكمة فلما رأني تبسم ضاحكا وقال والله ما بعرف احفظ أسماء فاضطريت اخلي المراسل ينادي عليك بالاسم الذي في ذاكرتي وهو اسم رحمة والدك داهود العقيل (( وهذا مصدر فخر واعتزاز لي )).

وكان لاحقا ولشدة اعتزازه بوالدي رحمهما الله تعالى يعرف علي وخاصة لشخصيات عجلونية هذا زاهر ابن داهود العقيل.

ثم بدا دوامي في مكتب المرحوم بإذن الله تعالى وكان مثالا للجد مواظبا على ممارسة اعماله بنفسه يشرف على قضاياه بشكل مباشر يبذل جهدا وعناية وإخلاص قل نظيرهما من أجل تحصيل حقوق مََوكليه أو الدفاع عنها ومسيرته حافلة بالعمل المهني حيث كان يلقي الكثير من المحاضرات في نقابة المحامين وغيرها من المحافل الثقافية والسياسية.

عرفت من خلال علاقتي به ومن رفاقه كيف كانت مسيرته بالحياة الوظيفية منذ بداياته موظفا في ضريبة الدخل ومن ثم حاكما إداريا في عدة مواقع من شمال الأردن إلى جنوبه ورئيسا لبلدية اربد ثم وزيرا للشؤون البلدية والقروية منذ عام ١٩٨٠ وحتى عام ١٩٨٤ في حكومة مضر بدران وكان قبل ذلك عضوا في المجلس الوطني الاستشاري كان رحمه الله تعالى إبنا بارا بوطنه فحيثما خدم يؤدي عمله بكل اخلاص وهذا سر نجاحه في عمله وحب الناس له فقد لمست حب الناس له بنفسي من خلال عدة مواقف حصلت أمامي وفي كل المواقع الرسمية أو الشعبية.

وعلى صعيد الحياة الشخصية كنت مرافقا له وأنني ما رافقته إلى مكان من شمال الأردن إلى جنوبه الا كان محل احترام وتقدير فكل مكان رافقته به كنت أجد من يشهد له ببصمة وكم كان رحمه الله فرحا مسرورا بذلك ويقول لي دائما ازرع الخير ولا تنتظر جزاءا من أحد.

كان رحمه الله شجاعا ولم اعهد عليه انه هادن مسؤول مهما كانت حاجته عنده وكل ما في داخله يظهر على جوارحه ولا يصبر على ظيم وهو شخصية لها مهابة وتوقيرا أينما ذهب وأينما حل.

معالي حسن المومني كان لي أستاذا وعما ومعلما وكان يقول للناس زاهر زي واحد من أولادي وكان ذلك يظهر على تعامله الطيب معي ومحبته لي كان ناصحا وموجها ومعلما تعلمت منه حب الوطن وان لا شىء أغلى من الوطن تعلمت منه الانتماء إلى عجلون التي كانت تشغل الكثير من وقته بحثا عن مكاسب لها ، واذكر من إنجازاته التي عاصرتها ولم يكن في موقع المسؤولية مركز التدريب المهني ومنتدى صخرة الثقافي وهما منارتان يشار لهما بالبنان.

معالي حسن المومني ابو ايمن كان مدرسة في الرجولة فصوته بالحق عال وكان مدرسة في الوفاء ومدرسة في كل العلوم ففي السياسة له باع وفي العلوم الشرعية حدث ولا حرج كان مهندس تنظيم ومهندس أبنية وكان بارعا في البحث الإداري والقانوني مثقفا في كل مناحي الحياة.

كانت قضايا الوطن حاضرة في قلبه ووجدانه وكان يشارك في كل مناسبات ولم تغب عجلون عنه فلم يكن حبه لعجلون عاديا وصخرة هي الأم عنده والوطن.

كان رحمه الله كاتبا ناقدا أن كان للنقد مكان وكان موجها في كتاباته ورسائله ويضع يده على مواقع الجرح ومكامن الخلل وكان مادحا عندما يستوجب المدح والثناء.

كان بابه رحمه الله مفتوحا للجميع يسعي في قضاء حوائج الناس كلما استطاع إلى ذلك سبيل.

ممها كتبنا أو قلنا لن نوفي هذه الشخصية حقها علما وادبا وتواضعا وكرما وأخلاقا وقد غادرنا جسدا إلى الحياة الآخرة وسيبقى حاضرا بيننا في سيرته العطرة الطيبة التي تسجل في روائع الكتب وهو الآن بين يدي رب رحيم مؤمنين بأن الموت حق على رقاب العباد وان الله لا يضيع أجر المحسنين.

رحم الله الفقيد الكبير والعم العزيز معالي حسن المومني ابو ايمن بواسع رحمته وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ومع ذلك يبقى سًؤال العالق في ذهني لماذا لا نكرم رجالاتنا َهم على قيد الحياة؟؟؟؟.

المحامي زاهر داهود العقيل السوالمه

2 تعليقات

  1. محمد قاسم المومني يقول

    انت رجل و ابن رجل رحم الله العم ابو ايمن و رحم الله والدك داهود العقيل الذي لا اعرفك شخصيا لكني من خلال خدمتي في بلدكم الطيب بين اهلي أهل عرجان تعرفت على شخصية والدك الذي حمل صفات الرجال الرجال والذي يشار له بالبنان و اني أراك تحمل الكثير من خصال والدك رحمة الله
    و رحم العم ابو ايمن
    و دمت ابو مصطفى رجل تقدر الرجال و تنزلهم منازلهم

  2. م عبدالإله المومني يقول

    رحم الله العم الكبير معالي ابو ايمن رحمة واسعه ونحسبه إن شاء الله من اهل الجنه.. وكل الشكر لبراعة قلمك وطهارة منبتك التي ابت الا انت توفي الرجال حقوقهم في قول كلمة حق استاذ زاهر ابو مصطفى الصديق العزيز

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة