معان: ضعف الدعم يفقد جهات تطوعية قدرتها على مساعدة الفقراء

معان – فيما شهد شهر رمضان المبارك ازديادا مطردا في أعداد طالبي المساعدات من جهات التوعية الخيرية، تعاني الأخيرة من تراجع شديد في حجم المساعدات، وصل إلى 70 %، ما قد يفقد بعضها القدرة على تلبية الحد الأدنى من مطالب المحتاجين في مدينة معان.
وغيرت تداعيات “كورونا” وتوالي ارتفاع الأسعار، بوصلة العمل الخيري خلال شهر رمضان منذ نحو العامين الماضيين، حتى باتت الجمعيات تعاني أزمة مركبة، فطالبو الخدمات من المحتاجين والمتضررين من الجائحة، خاصة أرباب المهن الصغيرة وعمال المياومة زادت أعدادهم، وقابل ذلك تناقص في حجم وكمية المساعدات الخيرية المقدمة للجمعيات، مما أثر على متلقي الخدمات بشكل كبير.
ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية والمادية لمئات الأسر في محافظة معان، منذ بدء تداعيات أزمة كورونا بشكل كبير، تقع على الجمعيات والمؤسسات الخيرية أعباء كبيرة في توفير الحد الأدنى من احتياجات هذه الأسر التي غزت مقارها بحثا عن مساعدة تقيها من عذاب الفقر والعوز، خاصة في شهر رمضان.
ويقول عاملون في المجال الخيري المؤسسي، إن العامين الحالي والماضي شهدا ازديادا ملحوظا في أعداد طالبي المساعدات في معان خاصة مع بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام، ممن أثبتت الدراسات أنهم يستحقونها، وما زاد من معاناة الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة ومتلقي المساعدات مشكلة الارتفاعات المتتالية لأسعار المواد الغذائية الأساسية، والذي حال دون شراء الكميات اللازمة لتجهيز الطرود الغذائية، رغم استمرار حضور معاني التكافل والحرص على دفع الزكاة والصدقات بين الغالبية من أبناء المجتمع.
وأشاروا، إلى تراجع في تبرعات المحسنين للعاملين في المجال الخيري المؤسسي ولجان الزكاة من خارج المحافظة بنحو 70 %، ما حرم المئات من العائلات المحتاجة من المساعدات التي طالما انتظروها.
ويرى القائمون على لجنة “سبيل معان” أن هناك ازديادا في أعداد الفقراء والمحتاجين الذين يقصدون مقر بيت السبيل للحصول على وجبات الإفطار اليومية لأسرهم، بعكس السنوات السابقة، متوقعين أن يستمر هذا الحال في رمضان والأشهر المقبلة مع استمرار تدني القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، ما يكشف عن عمق الأزمة الاقتصادية على المحتاجين وذوي الدخل المتوسط والمحدود في ظل عجز الكثيرين عن توفير الحد الأدنى من أطباق الإفطار الرمضاني اليومي، وذلك بسبب الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية من حبوب ولحوم وخضار، ما تسبب في موجة عارمة من المعاناة.
ويشير رئيس لجنة زكاة وصدقات فروه بن عمرو الجذامي في معان قاسم الخطيب، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها التجار والشركات الكبرى انعكست سلبا على مساهمات المحسنين والمتبرعين خلال الشهر الفضيل، والتي تراجعت بنسبة 70 % مقارنة بالأعوام الماضية، في حين أن ازدياد أعداد الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام، يلقي أعباء إضافية على الجمعيات ولجان الزكاة التي بالكاد لا تستطيع مساعدة الحالات الموجودة لديها سابقا، لافتا إلى أنه ومع بدء الشهر الفضيل فان المساعدات تكاد تكون شبه معدومة لعدم إيفاء هذه الشركات باستحقاقاتها المجتمعية وغياب الدعم لهذه اللجان والجمعيات الخيرية والاكتفاء بتوزيع نحو 2 % من المستحقات المجتمعية، في ظل وجود ما يقارب 5 لجان للزكاة والصدقات في المحافظة والتي تعتمد بشكل كلي على تبرعات المحسنين وشركات القطاع العام والخاص.
ويقول رئيس جمعية النهضة الخيرية حسان العظم، إن ارتفاع حجم الفقر أسهم في ازدياد أعداد المعوزين في ظل تراجع قدرة المؤسسات المعنية وتقلص أعداد المتبرعين والداعمين من المحسنين على تقديم المساعدات مقارنة بالسنوات السابقة، الأمر الذي أثر على الأوضاع المعيشية لأسر الفقراء والمحتاجين، خلال الشهر الفضيل، مبينا أن الأوضاع تتفاقم يوما بعد يوم لدى طالبي المساعدة في ظل ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على شراء ما يحتاجونه ما يضطرهم الى اللجوء للجان الزكاة والجمعيات والمؤسسات التطوعية الخيرية التي باتت تشتكي كحالهم، الأمر يسبب حرجا للعاملين في هذه المؤسسات الخيرية التطوعية لعدم قدرتها على سد احتياجات ومتطلبات الأسر المعوزة وتحرمهم من المساعدات التي طالما انتظروها.
وقال سليمان البزايعة، إن المؤسسات المعنية بالعمل الخيري تعاني كالمواطن الفقير لعدم مقدرتها على الإيفاء بالحد الأدنى من مطالب هؤلاء الفقراء الذين يترددون يوميا على مقراتها طيلة شهر رمضان لحاجتها الشديدة للمساعدة في ظل تراجع الداعمين لها ، مقارنة بالأعوام الماضية، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يتعرض لها المحتاجين وارتفاع أعداد طالبي المساعدات، نتيجة ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في المحافظة، الأمر الذي يدفعهم للتوجه للجمعيات طلبا للمساعدة، في ظل ضعف التكافل الشعبي وخصوصا من قبل شريحة الأغنياء والميسورين.
وعزا أبو أحمد أحد المستفيدين من لجان العمل الخيري، تردده على عدد من المؤسسات المعنية بالعمل الخيري بشكل يومي لطلب المساعدة إلى عدم وجود بديل آخر أمامه، خاصة وأنه في كل يوم يتلقى العديد من الوعود بتوفير الطرود والمساعدات الغذائية للفقراء، مبديا امتعاضه لفشله في الحصول على أي مساعدة منذ حلول شهر رمضان، كونه لم يعد قادرا على توفير أي من احتياجات أسرته، ما يعكس حالة التراجع في الإنفاق على القطاع الخيري بجوانبه المختلفة الغذائية والمالية من قبل القطاعات الاقتصادية المختلفة التجارية والصناعية والإنتاجية، في توفير المساعدات للعاملين في المجال الخيري.

حسين كريشان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة