معان: غياب سوق شعبي.. ومجمع سفريات مهجور

تحوّل مبنى مجمع السفريات القديم في مدينة معان إلى مكان مهجور وغير مستغل، بعد ان تم الاستغناء عنه منذ 4 سنوات، إثر تشغيل مجمع آخر جديد، فيما تزداد المطالب من الأهالي بضرورة استثماره كسوق شعبي بطابعه المعماري التراثي الذي يمتاز به، ما سيخفف من مشكلة انتشار البسطات في الوسط التجاري للمدينة.
وتفتقر مدينة معان إلى سوق شعبي منظم ومخصص لأصحاب البسطات والباعة المتجولين لإنهاء مشكلة الانتشار العشوائي للبسطات والتي تتسبب بإعاقة حركة المشاة والمركبات، وتخلق فوضى وأزمة مرورية خانقة.
ويرى أهالي مدينة معان، أن بقاء الوضع الحالي للمجمع القديم، يعبر عن حالة عجز لدى الجهات المعنية في المحافظة عن تفعيله واستغلاله، خاصة وأن المجمع يمتلك خصائص عديدة، من حيث موقعه المتوسط، وقيمته التاريخية وجاهزية بنيته التحتية، ما يمكن من استغلاله أولا كسوق يجمع البسطات التي تضغط على الوسط التجاري، وثانيا كمعلم سياحي، يمكن أن يحققه هذا المبنى التراثي، ذو الإطلالة الجذابة على قلعة معان “السرايا العثماني” التي تحولت إلى متحف تاريخي وتراثي شعبي، إلى جانب قرب المجمع من سوق معان التراثي.
وينتقد علي الفناطسة، ترك المبنى ومرافقه ومساحاته على هذا النحو، موضحا ان مبنى المجمع أنشأ في سبعينيات القرن الماضي كمجمع للسفريات الداخلية والخارجية وهو مهجور منذ سنوات بعد نقل السفريات لمركز الانطلاق للمجمع الجديد، ما يجعله عرضة للعبث والتخريب، ومرتع للحيوانات الضالة تتجمع وتتكاثر فيه القوارض والحشرات، ما يشكل بؤرة بيئية ضارة ومخاطر حقيقية على السلامة العامة في تلك المنطقة وخاصة المجاورين.
وطالب الفناطسة بضرورة إعادة استغلاله من جديد بما يعود على الجميع بالفائدة والنفع، باعتباره ذات قيمة تراثية للمدينة وكأحد المواقع المهمة في المنطقة كونه يتوسط قلعة معان والسوق التراثي.
ويرى محمود آل خطاب، أن عدم قدرة مجالس البلديات السابقة في المدينة عن توفير البديل لأصحاب البسطات العشوائية بهدف إلزامهم على التجمع بمكان واحد ومحدد لممارسة نشاطهم التجاري بعيدا عن الفوضى والعشوائية، يتطلب خطة لاستغلال المبنى القائم من خلال إعادة تأهيله وتجهيزه ليكون ملائما كسوق شعبي.
وقال أحمد كريشان، إن مدينة معان تفتقر إلى سوق شعبي، يتسم ببعد استثماري، مؤكدا أن الفرصة باتت متوفرة الآن، ويمكن أن تتحقق في مجمع السفريات القديم من خلال تحويل المبنى المهجور إلى سوق شعبي نموذجي، ولا تحتاج العملية سوى تنفيذ استغلال هذا المبنى، بهدف جذب المواطنين إليه، ويجعله مكانا يمكن ارتياده، مضيفا أنه سيخفف الضغط على أسواق وشوارع المدينة ووقف عمليات البيع العشوائي المنتشرة ويحقق انتظاما ولو جزئيا في حركة المرور في الوسط التجاري، بعد أن أضحت هذه المشكلة مزمنة.
من جهته، أكد مصدر في بلدية معان الكبرى، أن البلدية تدرس استغلال مباني ومرافق المجمع القديم كمشروع استثماري، ضمن مشاريعها التنموية لزيادة وتحسين دخلها السنوي، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة، حيث تعتزم البلدية إعادة تأهيله لإقامة أسواق شعبية نموذجية فيه، كموقع دائم وملائم في المرحلة اللاحقة، لاستيعاب أصحاب البسطات والعربات المتنقلة الذين ينتشرون في المدينة لإنهاء مشكلة انتشار البسطات العشوائية في الوسط التجاري.
وأشار المصدر إلى أن البلدية تتفهم أن البسطات والعربات المتنقلة جزء من نشاط اقتصادي كبير غير منظم، وهي ظاهرة موجودة منذ سنوات في وسط المدينة التجاري، مضيفا أن إيجاد الأسواق الشعبية حل بديل ومثالي، نضمن خلاله إنفاذ القانون دون الإساءة للباعة وأصحاب البسطات، ونضمن حقوقهم بالمحافظة على مصدر رزقهم، وبما يسهم بتجميع أصحاب البسطات في مكان واحد، وتحت إشراف ورقابة البلدية، ما يؤدي لإنهاء مشكلة انتشار البسطات، التي أصبحت تعيق الحركة المروية، وبما يعيد تنظيمها حضاريا وجماليا.
وقال، إنه من غير المقبول استنادا لواجبات البلدية بتنظيم الأسواق، أن تحتل هذه البسطات الأرصفة والشوارع التي تعتبر حقا للمارة والمركبات، فضلا عن تأثيرها السلبي في التجار الذين يترتب عليهم عبء ومصاريف إضافية لقاء موقعهم الثابت، لكن في الوقت نفسه، يجب معالجة هذه القضية مع أصحاب البسطات من زاوية اقتصادية اجتماعية، تأخذ بالاعتبار الأبعاد الاجتماعية والإنسانية لأصحابها.
وأضاف، إن المجمع القديم متكامل الخدمات ويشتمل على بنية تحتية، من ساحات ومبان مؤهلة، إضافة إلى قربه من الوسط التجاري، بعد أن تم تفريغه ونقله إلى مجمع السفريات النموذجي الجديد.

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة