معرض مسقط للكتاب.. دهشة تتجدد ومعارف تتألق

–يُعد معرض مسقط الدولي للكتاب، رحلة للباحثين عن المعرفة، ومنبرًا ثقافيًا بارزًا..بين أروقته دهشة تتجدد ومعارف تتألق ، فكُل ركُن من أركان المعرض ينبضُ بالحياة.
ويُشكل المعرض، الذي رعى حفل افتتاح فعالياته في دورته الـ28 وزير الأوقاف والشؤون الدينية، محمد بن سعيد المعمرى، يوم الأربعاء الماضي، الوجهة الثقافية المثالية لعشاق الكتاب، والتظاهرة السنوية الأبرز لكُل المُهتمين بالثقافة والأدب والفن.
وقالت مدير عام الإعلام الخارجي في سلطنة عُمان، شيخة أحمد المحروقية، إن المعرض كل عام في تحد جديد، مضيفة أنه في تقدم وتطور جديد عام بعد عام.
وأكدت المحروقية، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن معرض مسقط الدولي للكتاب ماض وبكل جدية نحو التنافسية العالمية،وحتى يحتل مكانة مرموقة على خريطة معارض الكتب العالمية.
وأوضحت أنه يلاحظ أن دور النشر المشاركة في المعرض هي في تزايد مستمر ، حيث بلغ عددها للدورة الحالية 847 دار نشر ، يمثلون 34 دولة ما بين شقيقة وصديقة ،مشيرة الى أن “مسقط للكتاب” هو أول معرض شامل يستهدف جميع الفئات العمرية.
وأشارت إلى أن الشعب العماني، بكل فئاته ذكورًا وإناثًا، طلبة مدارس وجامعات، شغوف بالقراءة، ويتطلع دومًا إلى كل ما هو جديد، أكان ثقافيًا أم سياسيًا أم اجتماعيًا أم ترفيهيًا، مؤكدة أنه يضع على رأس أولوياته الاطلاع على ما يصدر من العالم فكريًا وثقافيًا.
ووجهت المحروقية رسالة إلى الأطفال، داعية إياهم إلى ضرورة الاستمرار في القراءة والاطلاع على كل ما هو جديد.
كما دعت، أولياء الأمور إلى ضرورة تعزيز التفكير النقدي لدى أبنائهم، لا أن يستقبل كل ما في الكتاب كما هو.
وشددت المحروقية على أهمية تدريب الأطفال وتعليمهم على التحليل العلمي، والانتقاد البناء، وأن يتحدوا الكاتب في أفكاره.
ويُشارك في المعرض، الذي أٌقيم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، 34 دولة، من خلال 847 دار نشر، منها 676 بصورة مُباشرة، و171 بصورة غير مُباشرة، تتوزع على 1236 جناحًا.
وتصدرت مصر الدول المُشاركة، بـ128 دار نشر، تلتها سلطنة عُمان 104، ثم لبنان 76، فيما شارك من الأردن 45 دار نشر.
وبلغ إجمالي عدد العناوين والإصدارات المُدرجة في موقع المعرض 622002 عنوان، منها 268975 كتابًا عربيًا، و204525 كتابًا أجنبيًا.
في حين بلغ عدد المجموعات العُمانية المُدرجة 19026 مجموعة، بينما بلغ عدد الإصدارات الحديثة المُدرجة (2023-2024)، ما يُقارب 35989 إصدارًا.
وتضمن “مسقط للكتاب” مجموعة واسعة من البرامج والأنشطة والفعاليات الثقافية، وأُخرى مُخصصة للأطفال، في حين حلت مُحافظة الظاهرة ضيف شرف على هذه الدورة، إذ اشتمل المعرض على جناح خاص للتعريف بالتاريخ الفكرى والحضارى لهذه المُحافظة.
وبينما كانت ثيمة “مسقط للكتاب” للعام الحالي الذكاء الاصطناعي، حيث شهد الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية تحت هذه الثيمة، منها ندوة “الذكاء الاصطناعي.. تحديات وفرص”، و”الرواية والذكاء الاصطناعي”، و”التحولات الثقافية.. تأثير الذكاء الاصطناعي على الثقافة والإبداع”.
ويحتضن المعرض، 152 فعالية مُختلفة، فضلًا عن ركُن للطفل، شهد فعاليات عديدة، كالورش والمُسابقات والمسرحيات والجلسات النقاشية والحوارية وأنشطة الابتكار، والأنشطة الذهنية، وفعاليات الرسم والتلوين وإعادة التدوير وجلسات القراءة، وصناعة الأغلفة والفواصل، وكتابة القصص والاستماع إليها، والكتابة الإبداعية والابتكارات العلمية، إلى جانب برامج الإلقاء الشعري والإنشاد، وعروض مسرح الظل.
وقال المعمري خلال حفل افتتاح المعرض، “هُنا يجتمع العالم في سلطنة عُمان، وتلتقي الثقافات والأعراف والأجناس والمُعتقدات واللغات من كُل الدول في عُرس ثقافي عالمي، يدل على عراقة سلطنة عُمان، وعلى أن عُمان مُلتقى الحضارات ومُلتقى كُل الثقافات في العالم”.
وأضاف المعمري “هذا ليس مجرد معرض للكتاب، وإنما عُرس ثقافي ومهرجان علمي معرفي، تلتقي فيه العقول والثقافات واللغات. هُنا تعرف الثقافات، ويتعرف العالم على بعضه البعض”.
من جانبه، عرض وكيل وزارة الرياضة والثقافة والشباب، سعيد بن سلطان البوسعيدي، في مؤتمر صحفي، لتفاصيل المعرض المُختلفة، وفعالياته الثقافية والفنية المُصاحبة.
وقال البوسعيدي إن للذكاء الاصطناعي حضوره هذ العام، حيث سيتم من خلاله تزويد الزوار بخرائط ثُلاثية الأبعاد للمعرض، فضلًا عن وجود عدد من الروبورتات التي ستُقدم بعض الخدمات.
بدوره، أوضح وكيل الإعلام، محمد بن سعيد البلوشي، أن المعرض الذي يستمر حتى الـ 2 من آذار المُقبل، سيحتفل بمجلة نزوى بمُناسبة مرور ثلاثين عامًا من الإنجاز الثقافي في سلطنة عُمان.
من جانبه، قال مُدير المعرض، أحمد بن سعود الرواحي، إن عددًا من الفعاليات المُصاحبة أبرزها: فعالية للشيخ الدكتور كهلان الخروصي بعنوان “القضية الفلسطينية في عيون المسلمين”، وأُخرى بعنوان “القضية الفلسطينية والتشبث بالأرض لعدد من الباحثين والكُتاب والأدباء”، تؤكد الموقف الراسخ الذي تتبناه سلطنة عُمان حول القضية الفلسطينية.

—(بترا)// محمود خطاطبة

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة