مع تجهيزه وتأهيل كوادره.. هل يفتتح مركز صيانة الآثار المغلق منذ عامين بجرش؟

جرش – فيما تستعد مديرية آثار جرش لعقد برامج تدريب وتأهيل كوادرها تمهيدا لتشغيل المركز “المعهد” الإقليمي للتدريب على صيانة وترميم الآثار، لا يزال المركز مغلقا ومن غير الواضح موعد تشغيله رغم جاهزيته منذ عامين.
وتهدف البرامج والتي تشمل مجموعة ثانية بعد أن تم تدريب مجموعة أولى من موظفي مديرية آثار جرش، إلى تمكين الموظفين ليكونوا قادرين على القيام بمهام المركز حال تشغيله رسميا.
ووفق مدير آثار جرش محمد الشلبي، فإن المبنى بمختلف مرافقه جاهز منذ عامين لاستقبال خبراء التدريب وكافة المتدربين من مختلف دول العالم بعد استقرار الأوضاع الوبائية في المملكة والمناطق المجاورة، وقد تم الانتهاء كذلك من استيراد الأجهزة والمعدات والمختبرات اللازمة لبدء العمل.
وأكد أن مديرية الآثار قامت بتدريب دفعة من الموظفين للعمل داخل المركز في القريب العاجل وسيتم تدريب وتأهيل دفعة أخرى هذه الفترة، لاسيما وأن تشغيل المركز يتطلب تدريب وتأهيل الموظفين الذين سيشاركون البعثة الإيطالية في العمل داخله الذي تم إعداده على مستوى عالمي من الدقة والتجهيزات التي لا تتوفر في أي موقع في الأردن.
وأضاف الشلبي أن موعد تشغيل المركز غير واضح لغاية الآن، وربما تكون دائرة الآثار العامة في مرحلة التعاقد مع الإيطاليين لرفد المركز بالخبرات وتوقيع عقود مع خبراء آثار ومدربين لبدء العمل به، متوقعا أن يتم تشغيل المركز هذا العام بعد إنهاء مراحل التدريب الأساسية.
وأوضح أنه سيتم تدريب كادر مختص من مديرية الآثار على استخدام الأجهزة والمعدات بكفاءة ومهنية عالية وسيتم بعدها مباشرة عقد الدورات والورش التدريبية اللازمة وتشغيل المركز الممول من الحكومة الإيطالية وتوفير العشرات من فرص العمل المتخصصة في مجال صيانة الآثار، فضلا عن تخريج أفواج من الخبراء والفنيين القادرين على صيانة وترميم الآثار على مستوى العالم وسيكون مركزا متخصصا بصيانة وترميم الآثار وتدريب الشباب والفنيين على هذه المهنة التي تلقى رواجا على مستوى العالم.
وبين الشلبي أن المشروع سيسهم في تشغيل الأيدي العاملة في جرش وقد وقع الاختيار على مدينة جرش لتكون مركزا للتدريب لأهميتها الأثرية والتاريخية على مستوى الشرق الأوسط.
ويرى الشلبي أن هذا المشروع مع الحكومة الإيطالية يعد من أكبر المشاريع على مستوى المنطقة، وسيستقطب طلابا من مختلف الدول للتدريب كونه مركزا إقليميا وسيضم أجهزة ومعدات وتكنولوجيا حديثة في الترميم، وسيكون تدريبهم على أعلى المستويات وعلى أيدي خبراء ومتخصصين في مجال الآثار.
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أنهت كافة الترتيبات والتجهيزات الفنية واللوجستية والمهنية في المركز، الذي تم اختيار موقعه من قبل الحكومة الايطالية ليكون مركزا لصيانة وترميم الآثار إقليميا وعلى مستوى العالم، وقد تم الانتهاء من استيراد كافة الأجهزة والمعدات اللازمة للمشروع وهو جاهز للعمل منذ أكثر من عامين.
وقد اختارت الحكومة الإيطالية أحد البيوت التراثية القديمة في المدينة ليكون مقرا للمركز، بعدما كان المبنى مشغولا من قبل إدارة سير جرش، وقدرت كلفة التمويل بحوالي 3 ملايين يورو.
وعملت بلدية جرش حينها على توفير مبنى بديل ومناسب لدائرة السير وهو مبنى البلدية القديم ليتسنى للحكومة الإيطالية تنفيذ المشروع في البيت الذي وقع الاختيار عليه.
وأكد خبراء مطلعون على المشروع أن كافة التجهيزات قد انتهت بتمويل إيطالي منذ عامين وما زال المبنى مغلقا ولم يتم تشغيله لغاية الآن، على الرغم من جاهزيته الكاملة لاستقبال المدربين والطلاب والخبراء والفنيين من مختلف دول العالم للتدريب والتدرب على صيانة وترميم الآثار، فضلا عن تزويد المركز بأجهزة ومعدات باهظة الثمن وهي الأولى من نوعها في المملكة ولا تتوفر في العديد من الدول كونها متخصصة بالترميم والصيانة.
وأوضحوا أنه لو تم تشغيله منذ عامين لتم تدريب المئات من الطلبة وتوفير ما لا يقل عن 50 فرصة عمل في محافظة جرش وتخريج أفواج من الطلبة الفنيين القادرين على التنقيب والترميم وصيانة الآثار، والعمل داخل الموقع الأثري في جرش.
وينتظر المئات من خريجي السياحة والآثار وفنيي الآثار وخبرائها في محافظة جرش بفارغ الصبر، مشروع المركز الإقليمي، والذي لم يحدد موعد تشغيله لغاية الآن، على الرغم من بدء انحسار الجائحة والدخول في مرحلة التعافي وتحسن الوضع الوبائي على مستوى العالم.
بدوره، قال رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم، إن مشروع مركز تدريب عالمي لصيانة وترميم الآثار في جرش من أهم المشاريع التي تنتظرها المدينة منذ عشرات السنين، وسيضع مدينة جرش على خريطة التراث العالمي، لاسيما وأنه سيدرس صيانة وترميم الآثار على مستوى العالم ويصدر خبراء صيانة الآثار إلى مختلف دول العالم.
وأضاف أن الحكومة الإيطالية قدمت منحتين لبلدية جرش، الأولى منحة تطوير مبنى حديقة زين ومنحة تطوير مرافق عامة وظفتها البلدية لتطوير مدرستي جرش الثانوية للبنين ومدرسة الخنساء الثانوية للبنات فضلا عن مركز الصيانة والذي يعد من أكبر المشاريع.
ويرى العتوم أن تشغيل المركز قد تأخر كثيراً، خاصة وأن الظروف في تحسن مستمر وقد دخلنا في مرحلة التعافي ومن الأولى أن يتم تشغيل المركز في أسرع وقت، لاسيما وأن أبناء المحافظة بحاجة إلى فرص تشغيلية في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
ومن الجدير ذكره، أن إنشاء المعهد الإقليمي التدريبي لأعمال الصيانة والترميم والحفاظ على الآثار، جاء بمنحة تقدر بـ 3 ملايين يورو مقدمة من الوكالة الدولية الإيطالية للتعاون التنموي، مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، وذلك لتعزيز القدرات المحلية، من أجل رفع كفاءة العاملين في إعادة التأهيل والترميم للمواقع والقطع الأثرية في الأردن والمنطقة.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة