مع غياب المشاريع بعجلون.. هل تدخل البلديات على خط الاستثمار التنموي؟

في ظل حاجة المحافظة للمشاريع التنموية الكبرى والمشغلة للأيدي العاملة، وغياب رأس المال الكبير، تبرز في محافظة عجلون دعوات بضرورة دخول مؤسسات أهلية كالبلديات على خط الاستثمار، بهدف دعم وتحريك عجلة التنمية، وبالتالي توفير فرص العمل، وتحسين مداخيلها وخدماتها.
وتتركز هذه الدعوات التي يتبناها ناشطون وسكان، على التوجه للاستثمار في قطاعات تتناسب وخصوصية المحافظة، لاسيما السياحية والزراعية، وذلك بإقامة فنادق ومخيمات سياحية، ومصانع غذائية تساهم في حل مشاكل التسويق الزراعي.
ويؤكد هؤلاء، أن المشاريع التنموية التي تنفذ بإمكانيات متواضعة، ورأس مال محدود، ومجهودات فردية، لا يمكن أن تحدث تنمية كبرى، بحيث تعود على المجتمع المحلي بالفائدة من توفير فرص العمل وإحداث قيمة مضافة.
ولعل ما جاء في تصريحات نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان مؤخرا يكون حافزا لتلك البلديات، والذي أكد أن الوزارة تسعى لتوجيه أنظار مجالس البلديات إلى أهمية بناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لإقامة مشروعات تنموية محلية، يتم إدارتها من قبل القطاع الخاص، بحيث تسهم هذه الشراكة في توفير بيئة عمل محلية مريحة وآمنة في مختلف مناطق البلديات، وتعمل على فتح فرص عمل للمواطنين خاصة قطاعي الشباب والمرأة، إلى جانب توفير دخل مستدام ومستمر للبلديات.
ويؤكد الناشط المهندس فراس الخطاطبة أن دخول البلديات على خط التنمية، لاسيما في القطاع السياحي، سيكون له آثار ايجابية كبيرة تنعكس على المجتمعات المحلية، وتوفر فرص عمل بأعداد كبيرة، إضافة إلى أنها ستكون ذات فائدة لتلك البلديات بتحسين مواردها الذاتية.
وأشار إلى أن هذه المشاريع الكبرى ربما يتم انجازها بالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك من حيث توفير المواقع بالاستملاك أو استئجارها، وثم تأهيلها وإنجاز المشروعات، لافتا إلى وجود عشرات المواقع الجميلة والتي تصلح لإقامة منتجعات سياحية كبرى.
ويقول علي القضاة، إن مثل هذا التوجه من البلديات وأي مؤسسات أهلية أخرى، سيقود إلى مزيد من الاستثمارات الكبرى، لاسيما في قطاعي السياحة والزراعة، لافتا إلى حاجة المحافظة إلى تلك المشاريع الكبرى المشغلة للأيدي العاملة، من فنادق درجة أولى ومنتجعات ومخيمات سياحية، ومصانع غذائية من شأنها مساعدة المزارعين في عملية التسويق.
وأكد أن قرب تشغيل التلفريك، ووجود العديد من الأودية والينابيع والبيئات المناسبة للإستثمار السياحي ينبغي أن تكون محركا للبلديات ورأس المال الخاص، لعمل شراكات مفيدة، تعود بالنفع على عموم المجتمع المحلي.
وفي القطاع الزراعي والصناعي، يقول عضو مجلس المحافظة السابق محمد عنانبة، إن أيا من المشاريع الصناعية والزراعية العشرة التي تم عرضها في الخريطة الاستثمارية للمحافظة أواخر العام 2017، لم ينفذ أي واحد منها حتى اللحظة، ما يستدعي توجيه المستثمرين إليها، أو تنفيذها بالشراكة ما بين البلديات والقطاع الخاص.
وبين أن الخريطة الاستثمارية للمحافظة، والتي تم مناقشتها بحضور مجلس المحافظة ومختلف الجهات حينها، اقترحت عددا من المشاريع الصناعية من بين 20 فرصة استثمارية مقترحة لمختلف القطاعات، من بينها مصنع إنتاج وتقطير زيوت النباتات العطرية والطبية، ومشروع لتصنيع الفاكهة المجففة والزبيب، ومصنع للعصائر الطبيعية، ومصنع منتجات غذائية للمخللات والمربيات، ومشروع تصنيع الرخام، ومصنع أسمدة عضوية، وإنشاء مدينة برمجيات وإلكترونيات.
ويقول رئيس بلدية الشفا زهر الدين العرود، إنه من المؤسف أن لا يكون للبلدية أي مشروع استثماري، لافتا الى أنه يتم العمل حاليا على تنمية واحياء منطقة وادي زقيق سياحيا بدءا من الطريق المؤدي إليها وتطوير المنطقة ليمتد إلى شلال الرشراش الذي يعتبر أطول شلال في المملكة لافتا الى أنه سيتم ادخال المنطقة في التنظيم وترسيم الشوارع اللازمة، مبينا المنطقة ذات ينابيع عذبة ومياهها دائمة الجريان وهي من يغذي المحافظة بالمياه.
وتؤكد مصادر في بلدية عجلون الكبرى أن هناك توجها لدى البلدية لاستثمار قطعة أرض تقع قرب التلفريك لإقامة مشروع سياحي وتنموي كبير.
وقال مدير سياحة المحافظة محمد الديك إن المحافظة تعتبر من أهم نقاط الجذب السياحي على مستوى المملكة نظرا للميزات النسبية التي تتمتع بها، بحيث اصبحت قبلة للسياحة الداخلية والخارجية وتستقبل كل عام زهاء مليوني زائر من مختلف الجنسيات.
وأكد أن نظرة المجتمع الأردني تغيرت للسياحة فقد تعددت بيوت الضيافة في المحافظة وأصبحت هناك نقلة نوعية في هذا القطاع بالمحافظة من وجود المطاعم المصنفة والاستراحات والمنتجعات حيث أصبحت مدخلا رئيسا للعائلات، ما يستدعي تنفيذ العديد من المشاريع السياحية الكبرى، سواء من مؤسسات أهلية وكبار المستثمرين.
وأشار إلى أنه تم إعطاء موافقات لإنشاء 40 مشروعا سياحيا من قبل مستثمرين محليين وعرب تزامنا مع قرب تشغيل التلفريك الذي يعد نقلة نوعية ونقطة جذب ما يساهم في تنمية المحافظة.

عامر خطاطبة/ الغد

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة