“مكتبات الشارقة” تجمع 50 أديبا استعدادا للاحتفاء بالمئوية الأولى

في إطار استعداداتها للاحتفاء بمؤيتها الأولى في العام 2025، وتحت شعار “خلوة المئة”، نظمت مكتبات الشارقة جلسة عصف ذهني بعنوان “المئوية الثانية لمكتبات الشارقة العامة”، ترأسها رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، بحضور إيمان بوشليبي، مديرة مكتبات الشارقة العامة، ومشاركة الأكاديميين والمفكرين والمثقفين ومديري الدوائر الحكومية في إمارة الشارقة.
كما نظمت ندوة حوارية بعنوان “التخطيط الثقافي”، استضافت خلالها نخبة من الأكاديميين والمفكرين المعنيين بالشأن الثقافي وتطوير مصادر المعرفة، تحدث فيها كل من الدكتور عماد عبدالعزيز جاب الله، أستاذ علوم المعلومات المساعد ورئيس تقنية المعلومات في جامعة الشارقة، والمفكر والناقد السعودي، الدكتور سعد البازعي، وأدارها غيث حسن الحوسني، وتناولت أهمية التخطيط في وضع الأطر التطويرية للمكتبات العامة كمصادر للمعرفة، والاستراتيجيات التي تسهم في تشكيل مجتمع مثقف وواع.
وفي كلمته الافتتاحية للندوة، أكد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن اهتمام الشارقة بالمكتبات شكل أحد صور اهتمامها بمكانتها وحضورها بين عواصم المعرفة العالمية، لافتاً إلى أن الشارقة اليوم ترتبط بعلاقات تعاون وعمل مشترك مع مكتبات ومؤسسات معرفية عالمية مثل مكتبة الكونغرس الأميركية، وأنها اليوم تهتم بالنهوض بدور المكتبات، ليس في الشارقة ودولة الإمارات وحسب، وإنما في مختلف بلدان العالم.
وخلال ندوة “التخطيط الثقافي”، أكد الدكتور سعد البازعي أن الحديث عن التخطيط الثقافي هو حديث عن الثقافة بمستواها المنظم، الذي يتجاوز مصطلح الثقافة بأبعادها الشعبية، وأن أهمية التخطيط الثقافي تبرز من خلال المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي، لافتاً إلى أهمية المرونة في عملية التخطيط، بحيث يسمح بمواكبة المتغيرات، واستشراف التطورات المتسارعة التي تمر بها المجتمعات، وفي الوقت نفسه يرسم الخطوط العامة، بحيث ينتج أهدافاً قابلة للتحقيق.
وعقب الندوة، افتتحت “مكتبات الشارقة العامة” جلسة العصف الذهني بعنوان “المئوية الثانية لمكتبات الشارقة العامة”، والتي جمعت أكثر من 50 أكاديمياً ومفكراً وخبيراً بالشأن الثقافي والمعرفي وتطوير المكتبات، حيث تركزت النقاشات حول 6 محاور: المكتبات وأدب الأطفال، المكتبات والتعليم التقليدي والذاتي، المكتبات والإبداع، المكتبات وربطها بالقطاعات الحيوية للمجتمع، المكتبات والمستقبل، وأخيراً المكتبات والإعلام وتقنيات التواصل.
وخرج المشاركون بعدد من التوصيات المهمة التي تسهم في ترسيخ دور “مكتبات الشارقة” جهة ثقافية معنية بخدمة مجتمع المعرفة، وتكريس دور الكتاب في حياة الناس، حيث اقترح المعنيون بمحور “المكتبات والتعليم” تقديم خدمات المكتبات في البيئة الرقمية، وعقد شراكات مع دوائر المعرفة الخارجية المعنية بالشؤون التعليمية.
وأكد المشاركون أهمية التواصل الفعال مع المستفيد من خلال وسائل التواصل، وتوفير التدريب والتعليم المستمر للكوادر البشرية، إضافة إلى تأسيس مركز بحثي في المكتبة العامة يعنى بالدراسات المرتبطة بالتحديات والقضايا الناشئة في مجال المكتبات، كما لفتوا إلى أهمية تحويل المكتبة إلى مراكز منتجة للمعرفة، والتي يطلق عليها “مختبرات الابتكار”.
وفي محور “المكتبات وأدب الطفل”، اقترح المشاركون في الجلسة الترويج للمكتبة والقراءة لدى الأطفال منذ المراحل الأولى، وذلك بالتنسيق مع الأسرة، وإعداد مبادرات ومشاريع تحول المكتبات إلى بيئة جاذبة للأطفال، عن طريق تبني المكتبات لمواهبهم وهواياتهم وممارستها في المكتبات، وتفعيل دور المكتبات المدرسية لأداء دورها على أكمل وجه.
اقترح المشاركون في محور “المكتبات والإبداع” دمج المكتبة التقليدية مع نماذج المكتبات المتطورة، لخلق نموذج جديد ومتطور من المكتبات، وإتاحة المقتنيات التي تحتويها المكتبات الخاصة من أعمال كبار المفكرين والأكاديميين والأدباء أمام الجمهور للاطلاع عليها.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة