منتخب السلة في البطولة العربية.. نتائج مخيبة وروح مفقودة

وصلت بعثة المنتخب الوطني الأول لكرة السلة في وقت متأخر أمس، إلى العاصمة عمان، بعد انتهاء مشوار الفريق في بطولة المنتخبات العربية الرابعة والعشرين التي تحتضنها مدينة دبي “الإمارات”، بعد تعرضه لأربع خسائر متتالية.
وكان “صقور الأردن” تعرض للخسارة في الدور التمهيدي أمام منتخبات الإمارات (81-85)، وتونس (56-64) وليبيا (69-81)، قبل أن يسقط أمام لبنان (52-64) في الدور ربع النهائي.
ولم يقدم لاعبو المنتخب الوطني لكرة السلة، شيئا يذكر في مبارياتهم، بعدما افتقدوا إلى “روح الصقور”، وظهروا أجسادا من دون روح على أرض الملعب، وكثيرون من وصفوا أداءهم مجازا كمن يتناول الطعام “بالشوكة والسكين”.
ومن الواضح أن “صقور الأردن”، وفي ضوء ما قدمه من أداء متواضع، لم يبعث برسائل مطمئنة تفيد بأنه قادر على العودة إلى مكانه الطبيعي في النافذة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، عندما يستقبل منتخبي لبنان وأندونيسيا عند الساعة السابعة من مساء يومي 24 و27 شباط (فبراير) الحالي في صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب.
كما يجب أن يرتقي أداء لاعبي المنتخب الوطني، خصوصا المحترفين منهم في الخارج، إلى ما هو أفضل مما تم تقديمه خلال المرحلة الماضية، لأن ما يقدمه اللاعبون مع أنديتهم يفوق كثيرا ما يقدمونه مع المنتخب الوطني، وهذه مسألة يجب أن يبحث الجهاز الفني في أسبابها، وفيما إذا كان الأمر يتعلق بخوف اللاعبين من الإصابة أو تغيير مراكز بعضهم، ما يمنعه من تقديم أفضل ما لديه، أو غياب الانسجام بين معظم اللاعبين، في ظل عدم الاستقرار على التشكيلة الأساسية منذ فترة طويلة.
عليان: ننتظر دعم الجماهير
وفي السياق ذاته، أكد رئيس اتحاد كرة السلة، محمد عليان، أن المجنس الأميركي دار تاكر المتوج مؤخرا بلقب كأس العالم للأندية مع فلامنغو البرازيلي، ولاعب الارتكاز أحمد الدويري المحترف في صفوف فناربخشة التركي و”المخضرم” زيد عباس، سيتواجدون مع “صقور الأردن” في النافذة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.
وقال عليان، في معرض رده على استفسارات “الغد”: “أكد زيد عباس والدويري وتاكر تواجدهم في النافذة الثانية، ومن المتوقع أن يلتحقوا بتدريبات المنتخب الوطني في 20 من الشهر الحالي”.
وحول تقييمه أداء المنتخب الوطني في البطولة العربية، أشار عليان: “لا شك أن أداء لاعبي المنتخب الوطني لم يكن مقنعا في أول ثلاث مباريات بالبطولة، لكن “الصقور” استعادوا جزءا من روحهم أمام لبنان، وهذا ما يمنحنا الحافز للتفاؤل”.
وفيما يتعلق بملف الإدارة الفنية في اتحاد كرة السلة، يقول عليان: “يتواجد المدرب الوطني مروان معتوق ودينا هلسة وعدد من أعضاء اللجنة المشرفة على إدارة شؤون الاتحاد، والتي أسهمت في السابق بتأهل المنتخب الوطني لكأس العالم بالعام 2019”.
وتمنى عليان على الجماهير الأردنية عموما وجماهير كرة السلة خصوصا، أن تلتف خلف المنتخب الوطني لدعمه في مباراتي لبنان وأندونيسيا، بقوله: “نتمنى أن يقف الجميع خلف المنتخب لدعمه من أرضية الصالة، وإن شاء الله سيكون اللاعبون على قدر المسؤولية”.
تجربة مشابهة
وتبدو الحالة التي يعيشها المنتخب الوطني اليوم، مألوفة لعشاق كرة السلة، ذلك أن المنتخب الوطني شارك في بطولة دبي الدولية بالعام 2019 وخسر في 4 مباريات متتالية خاضها أمام جمعية سلا المغربي وبيروت اللبناني والنفط العراقي والرياضي بيروت اللبناني، لكنه حقق الأهم بعد ذلك وفاز على المنتخبين الصيني والنيوزيلندي في النافذة الأخيرة المؤهلة لمونديال بكين آنذاك، لكن هذه المفارقة لا يجب أن تشكل مقياسا أو أساسا في عملية التحضير للمرحلة المقبلة، وإن كان الفوز على المنتخب اللبناني يعد “صيدا ثمينا”، شريطة تضافر الجهود.
ماضي: متفائل بالمرحلة المقبلة
ويرى اللاعب السابق للمنتخب الوطني نهاد ماضي، أن مشاركة “صقور الأردن” في البطولة العربية تعد مرحلة استعدادية لا تشكل مقياسا حقيقيا للحكم على وضع المنتخب، بقوله: “التجربة قصيرة واستعدادية، لا يمكن المشاركة في أي بطولة خلال مرحلة تحضير لم تتعدّ اليومين، لكننا افتقدنا دون شك، الروح القتالية خلال مباريات البطولة”.
وأشار: “الغيابات تؤثر على أي فريق، لكن علينا أن نتكيف مع أي ظرف، وأرى أن الأهم من هذه المشاركة تحقق باستكشاف نقاط الضعف للعمل على معالجتها، وستكون الأمور في المتناول مع عودة زيد عباس وأحمد الدويري ودار تاكر وموسى العوضي، أنا متفائل بالمرحلة المقبلة”.
ما المطلوب؟
يبدو القلق واضحا على منظومة كرة السلة الأردنية، فالمنتخب الوطني الذي يستعد لاستئناف مشواره في التصفيات الآسيوية، لا يقدم الأداء الطيب ولا يحقق النتائج المرجوة في المباريات الأخيرة، حيث سبق الخسائر المتتالية في البطولة العربية، تبادل “الصقور” الفوز مع السعودية (68-61) و(64-72) في النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2023، ليحتل المنتخب المركز الثالث في مجموعته الثالثة برصيد 3 نقاط، متخلفا بفارق أفضلية النقاط عن المنتخب السعودي صاحب المركز الثاني بالرصيد النقطي ذاته، فيما يتصدر منتخب لبنان المجموعة بالعلامة الكاملة برصيد 4 نقاط من فوزين على أندونيسيا، التي حلت في المركز الأخير برصيد نقطتين.
الاختبار الحقيقي أمام المنتخب اللبناني، يمثل فرصة طيبة أمام اللاعبين للظهور بمظهر مشرف لكرة السلة الأردنية، ومصالحة الجماهير، وهذا يتطلب من الجهاز الفني بقيادة المدير الفني وسام الصوص ومساعديه محمد حمدان والإسباني اغناسيو، قراءة دقيقة لواقع الحال واختيار اللاعبين حسب قدراتهم في الملعب وليس حسب أسمائهم، لأن إمكاناتهم يجب أن تكون المعيار الأول والأخير عند اختيار التشكيلة التي ستخوض المباراة المقبلة.
نظام التصفيات الآسيوية
وطبقا للتعليمات، تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى من كل مجموعة من المجموعات الثلاث إلى المرحلة الثانية من التصفيات، لتندمج مع إحدى مجموعات شرق آسيا، مشكلة مجموعة من 6 منتخبات، على أن يحمل كل منتخب نقاطه من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، لتلعب المنتخبات الستة بالمجموعتين في المرحلة الثانية ضد بعضها بعضا بنظام الذهاب والإياب.
ولن تلعب منتخبات المجموعة الواحدة ضمن المرحلة الأولى مع بعضها بعضا مرة أخرى في الدور الثاني، الذي تقام نوافذه الثلاث في 22-30 آب (أغسطس) و7-15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين، والأخيرة خلال الفترة 20-28 شباط (فبراير) من العام 2023، والتي يتأهل عنها أفضل ثلاثة منتخبات من كل مجموعة إلى كأس العالم.
وتتنافس 6 منتخبات من آسيا وأوقيانوسيا على البطاقات المؤهلة لمونديال السلة، باعتبار اليابان والفلبين من الدول المستضيفة التي تأهلت بشكل مباشر إلى كأس العالم، في الوقت الذي تنخفض فيه البطاقات إلى 5 حال حصول إندونيسيا على أحد المراكز الثمانية الأولى في كأس آسيا، التي تقام خلال الفترة من 12 إلى 24 تموز (يوليو) المقبل في جاكرتا.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة