منتدى الفكر العربي ينظم حوارية حول “ثقافة الزكاة”

نظم منتدى الفكر العربي حوارا حول “ثقافة الزكاة”، تحدث فيها رئيس منتدى العمل الإنساني العالمي في لندن د.هاني البنا من مصر، وشارك في الحوار الذي أداره الوزير الأسبق للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د.وائل عربيات، ووزير خارجية السودان الأسبق وأستاذ العلوم الإنسانية في جامعة حمد في قطر د.مصطفى عثمان إسماعيل الأمين، والمدير التنفيذي لمنظمة المهمة الموحدة للإغاثة والتنمية (UMR) في الولايات المتحدة د.عبد الكريم أيوب، والرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية في ألمانيا طارق عفيفي، والوزير الأسبق للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د.هايل الداود، والوزير الأسبق للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د.عبد الناصر أبو البصل، وقاضي قضاة المملكة الأردنية الهاشمية سماحة الشيخ عبد الحافظ نهار الربطة، والأمين الأسبق لمنظمة الدعوة الإسلامية في السودان عطا المنان البخيت، وحضر اللقاء عدد من الوزراء السابقين، وقضاة الشرع، والمفتين، والأكاديميين، وممثلو هيئات خيرية، ومنظمات دولية من العالم العربي والعالم الإسلامي والمهجر في أوروبا.
أشار د.هاني البنا إلى أهمية مراجعة بعض الآراء الفقهية في ظل التغيرات المجتمعية التي تواجه الشعوب من تزايد أعداد المهجرين والنازحين، وتداعيات آثار التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية وازدياد أماكن الصراعات المسلحة والحرب على الإرهاب، مبيناً أن أول مؤسسة بنيت في الدولة الإسلامية هي مؤسسة الزكاة، وذلك لبناء وتعزيز علاقة المواطنين بدينهم ومجتمعهم، وحماية ديمومة واستمرارية الدولة، وإعطاء رؤية نحو تأسيس
دولة لديها دخل وموظفين.
كما دعا البنا إلى ضرورة التصدي للجمعيات الخيرية والمؤسسات التي لا تلتزم بمصارف الزكاة الثمانية لجذب المانحين للتبرع بأموال زكاتهم، لأن هذه الجهات لا تقوم على البناء الصحيح والمؤسسي للجمعيات والمؤسسات، ولا تعزز وتقوي الروابط المجتمعية بين الأفراد، وذلك من خلال تقديم النصح والإرشاد لهذه الجهات.
ورأى البنا أن أهمية العمل تكمن في تكامل وانسجام دور المجتمع المدني وقوته مع دور الشرع والفقهاء في القضايا المتعلقة بالزكاة في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية والإنسانية عموماً، من خلال إعادة النظر في أبعاد وأعماق مؤسسة الزكاة، والتأكيد على أن الزكاة تنشر رسالة الإسلام السمحة والإنسانية، وتظهر القدوات الحسنة من أبناء المسلمين، وتحسن صورتهم في محاربة الإسلاموفوبيا وكره الأديان والمعتقدات، داعين إلى أهمية السعي الجاد إلى إيجاد مؤسسة عالمية للزكاة والتكافل الإنساني تساهم في تأمين الحاجات الأساسية للإنسان وترتقي به.
بدوره بين د.وائل عربيات أن قضية الزكاة من أبرز القضايا التي يحتاجها العمل الإنساني والإسلامي، مؤكداً أهمية العمل على تحول مفهوم الزكاة إلى ثقافة من خلال العمل المؤسسي المنظم والمستقل والذي يتسم بالحوكمة الرشيدة، والتشبيك مع المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية كافة لتحقيق مقاصد الزكاة جميعها التي كان دعا إلى إيجادها سمو الأمير الحسن بن طلال منذ عقود.
من جانبه دعا د.هايل الداود إلى أن يكون للمؤسسات المعنية بالزكاة دور في المسائل المتعلقة بالكوارث الطبيعية والتحديات، وذلك لبيان الأهمية التي تقوم بها الزكاة وإنسانيتها، كما أكد؛ د.عبد الكريم أيوب بالإنابة عنه ممثل منظمة المهمة الموحدة للإغاثة والتنمية (UMR) ومسؤول الشراكات د.سامر أبو رمان، أكد على الحاجة الماسة إلى رصد تأثير الزكاة من خلال البحوث والأرقام المبنية على الواقع المعاش، وتأكيد فكرة تخصيص جزء منها للعاملين عليها من مصاريفها.
وأوضح د.عبد الناصر أبو البصل؛ أكد على أهمية تعزيز ثقافة الزكاة في المجتمعات، والعمل على حصر الدراسات والأبحاث المتعلقة بالزكاة وفق منهج علمي دقيق، وتقديم دراسات وافية حول المستحقين للزكاة وجعلها متاحة للجميع عبر المنصات الإلكترونية.
وأشار د.مصطفى عثمان إسماعيل الأمين إلى علاقة الزكاة بالتنمية المستدامة، موضحاً بأن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 تنسجم مع المصارف الثمانية التي حددت للزكاة، الأمر الذي يؤكد دور الزكاة المهم في تنمية المجتمعات إذا ما تم تحصيلها وصرفها وفق خطط وبرامج واضحة ومدروسة.
فيما أكد طارق عفيفي على دور الزكاة في الأهداف الاستراتيجية للعمل الإنساني والخيري، من خلال حصر أموالها من جانب المؤسسات الإنسانية والخيرية في كل عام، وتوقع الأموال التي ستحصل عليها المؤسسات في السنوات المقبلة، مما يجعلها قادرة على بناء استراتيجية مستقبلية وقوية ترفع من كفاءة المؤسسات في التخطيط وفي تحسين جودة المشاريع.
ورأى الشيخ عبد الحافظ نهار؛ أن الزكاة قادرة على إيجاد الكثير من الحلول المتعلقة بتنمية المجتمعات والنهوض بها، والحد من مشاكل الفقر والبطالة من خلال توزيعها بشكل منظم، وأشار الربطة إلى دور صندوق الزكاة الأردني ودور الأمير الحسن بن طلال من خلال دعوته إلى تشكيل مؤسسة عالمية للزكاة.
وقال عطا المنان البخيت: إننا بحاجة إلى العمل على خطة جديدة لتوزيع مصاريف الزكاة، والتنسيق بين المؤسسات والهيئات التي تُعنى بالزكاة والإشراف عليها مثل منظمة التعاون الإسلامي للوصول في نهاية الأمر إلى التطبيق الفعلي والعملي لمشروع “المؤسسة العالمية للزكاة” الذي دعا إليه الأمير الحسن بن طلال، وذلك لجمع الزكاة وإنفاقها في أوجهها الشرعية.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة