مهرجان “بالعربي”: رحلة استكشافية تعزز الهوية واللغة ومساحات الاكتشاف

بأجواء مفعمة بالمرح والسعادة بين الأطفال واليافعين، انطلقت منذ يوم الخميس الماضي فعاليات مهرجان “بالعربي” في متحف الأطفال، والذي يهدف إلى إثراء المحتوى العربي للأطفال من عمر 4 إلى 12 سنة، بحضور الأهالي والمهتمين بالقراءة ومختلف وسائلها.

بحضور وزيرة الثقافة هيفاء النجار، تم إعلان إطلاق المهرجان الذي يستمر حتى يوم الاثنين 22 الحالي في متحف الأطفال. خلال زيارتها، تجولت النجار في أرجاء المهرجان، وقدمت قراءة تفاعلية لقصة أمام مجموعة من الأطفال، حيث شجعتهم بأسلوب محبب على القراءة واقتناء الكتب والقصص المتنوعة، وتفاعل الأطفال بحماس ومرح خلال اللقاء.

المهرجان الذي جاء بنسخته الأولى برعاية من البنك العربي الراعي الحصري؛ يؤمن بأهمية إثراء المحتوى العربي الموجه للأطفال، وبالتعاون مع دار كليلة ودمنة للنشر.
وبينت مديرة متحف الأطفال سوسن الدلق، أن تعزيز اللغة العربية ودعم المحتوى العربي أحد أهم أهداف المتحف التعليمية، والتي أسهم فيها المتحف من خلال برامجه ومعروضاته المتنوعة.
وتميز المهرجان بحضور عدد كبير من العائلات وأطفالهم، الذين أبدوا رغبة كبيرة في انتقاء ما يناسب أطفالهم من فعاليات وأنشطة منوعة، وشراء الكتب التي قدمتها مجموعة من دور النشر من الأردن وفلسطين، عدا عن وجود مجموعة من الفعاليات التي تقدم بها قراءات قصصية من داخل وخارج المملكة، لتكون سبباً في جذب اهتمام الأطفال للقراءة بطرق ممتعة بعيداً عن التقليد وكسر الصورة النمطية لديهم.
نور عدنان، أم لعدد من الأطفال الذين حضروا للمهرجان، وهي مشتركة في عضوية المهرجان لأطفالها، ومن خلال متابعة أخبار المتحف، جذبها العنوان، الأمر الذي دفعها للحضور، وأشادت بما يقدمه من محتوى، وتتمنى أن يتم تكرار هكذا فعاليات بشكل دوري من أجل إنقاذ الأطفال من الانجرار خلف متاهات السوشال ميديا التي باتت تجذبهم بشكل كبير، وتبعدهم عن متعة القراءة، وبخاصة باللغة العربية.
ووفق عدنان، فإن الأطفال بحاجة ماسة إلى مثل هذه الفعاليات الثقافية القرائية والتي تساعد الأهل في إيجاد طرق جديدة للتشجيع على القراءة، خاصة وأن هناك نسبة كبيرة من المدارس التي تشجع على التخاطب باللغة الإنجليزية، وهذا من شأنه أن يؤثر على المحتوى اللفظي للأطفال باللغة العربية.
أما الطفلتان ميرا محمد وماسة داوود، اللتان حضرتا برفقة الجمعية التي تنتسبان لها؛ جمعية حدود الخير الخيرية، فقد عبرتا عن سعادتهما بالحضور للمهرجان، ضمن رحلة وأجواء مختلفة تماماً فيها متعة لمتابعة قراءة القصة.
في حين بينت مديرة الجمعية ميسون عفولة، أن المتحف حريص دائماً على تقديم الدعم للأطفال من مختلف الأعمار، سواء في الجمعية أو خارجها، من خلال إدماجهم بالأنشطة المختلفة، بيد أن حضورهم اليوم في مهرجان “بالعربي” يعد تجربة فريدة للأطفال، ومن شأنها أن تحفزهم على القراءة واقتناء الكتب من خلال الفرصة التي منحها المتحف لهم.
وفي هذه النسخة الأولى، تم دعوة دور للنشر من فلسطين، وكان ضيف الشرف فيها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله، حيث تحدثت ديالا حلايقة من المؤسسة لـ”الغد”، أن مؤسسة تامر تعمل بشكل أساسي على تشجيع القراءة في المجتمع بشكل عام وفلسطين بشكل خاص، وتم دعوتهم للمشاركة من خلال إصداراتهم المختلفة، وسوف يكون هناك مشاركة في تقديم فقرات فنية تراثية شعبية وحكايا للقصص على مدار الأيام على هامش المهرجان.
وقالت حلايقة، إن هناك بعض الخصوصية لقصص الأطفال واليافعين التي يتم إصدارها في فلسطين، كون الأطفال هناك يمرون بالعديد من الظروف المختلفة في ظل “الاحتلال” وانعكاس ذلك على حياتهم وتفكيرهم، كان لزاماً أن يتم طرح القضايا المتعلقة بـ”ظروف الاعتقال”، على سبيل المثال، حيث تناولت حكاية “سر الويت” المعروضة في المهرجان معاناة الأطفال الذين يعانون من غياب الآباء في الأسر وحرمانهم من رؤيتهم. كذلك كتاب “سرحة” الذي يتناول أحلام وخيالات أطفال أو شباب غزة، ويمكن الحصول على تلك الكتب من خلال جناح “دار الحياة للنشر والتوزيع في الأردن”.
ومن الأجنحة المميزة في المهرجان ما تقدمه مؤسسة الملكة رانيا، من خلال تطبيق “كريم وجنى” الذي يعنى بتقديم محتوى تعليمي ترفيهي مجاني باللغة العربية، لتعليم الأطفال مهارات مختلفة، بحيث يحصلون من زوار المهرجان على قصص ووسائل تعليمية مجانية لهم لتحفيزهم على تجربة التطبيق والاستفادة من محتوياته، إضافة إلى تحفيز أولياء الأمور للاستفادة من البرنامج التدريبي الموجه لهم في كيفية التعامل والتربية للأطفال من عمر 2 وحتى 5 سنوات.
فيما تواجد في المهرجان كذلك ركن تعريفي في المسابقة الجديدة من نوعها في الأردن “أبطال الأردن”، وبينت المشرفة على الجناح في المعرض راية زكريا، أن المسابقة تعنى بتشجيع الأطفال واليافعين والكبار على حد سواء على كتابة قصة عن أحد الأبطال في حياتهم، وأن الأبطال يمكن أن يكونوا من محيطهم ومجتمعهم الصغير أو الكبير، وذلك بمهارات لغوية مناسبة، ومن ثم طرحها في مسابقة متخصصة وتقديم جوائر قيمة للفائزين.
وقدمت الدلق الشكر لوزارة الثقافة على رعايتها للمهرجان، وإلى دار كليلة ودمنة للنشر على دورهما الفاعل في التنظيم، وإلى جميع المؤسسات والأفراد المشاركين، وتتمنى أن يحقق نجاحا كبيرا هذا العام، وأن تكون هذه فقط البداية لتوسيع دائرته ومحتواه في الأعوام المقبلة.
العديد من الأنشطة الأدبية والفنية والعلمية تم تقديمها للأطفال عبر مجموعة من المبدعين والفنانين العرب، والمؤسسات التي تعنى كذلك بعرض منتجات تعليمية وتربوية للأطفال.
ويشار إلى أن مهرجان “بالعربي” يعد جزءا من دعم مبادرات البنك العربي ضمن برنامجه الخاص بالمسؤولية الاجتماعية (معاً)، الذي يسهم في دعم قطاعات عدة منها التعليم، حيث يدعم البنك العربي برنامج “التواصل مع المجتمع” من متحف الأطفال، والذي يضم العديد من الفعاليات والأنشطة الثرية، التي تركز على أهم المناسبات والقضايا التي تهم الطفل والعائلة، إلى جانب دعمه مهرجان الأردن للعلوم والفنون الذي يقيمه المتحف كل عام خلال فترة الإجازة الصيفية.

 تغريد السعايدة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة