موقع معركة مؤتة.. وعود منذ سنوات لإعادة التأهيل

ما يزال موقع معركة مؤتة التاريخي، الذي يسمى بـ”المشهد” أيضا، ينتظر منذ سنوات طويلة، تحقق وعود رسمية بإعادة تأهيله، لينهي بذلك واقعا، يفصح عن التلكؤ في انجاز هذا المشروع، للنهوض بالمنطقة، وجعله رافدا حيويا للمجتمع المحلي بفرص العمل، الى جانب سوء تقدير أهميته التاريخية التي تربطه بأضرحة ومقامات الصحابة، شهداء معركة مؤتة.
يقع “المشهد” شرقي بلدة مؤتة، قريبا من جامعة مؤتة في نطاق السهل الشرقي للبلدة في اللواء بمحافظة الكرك، متوسطا سهلا ممتدا، وقد شهد معركة مؤتة، وتعود تسميته بـ”المشهد” بحسب روايات شعبية، إلى زمن بعيد، فهي منطقة شهدت موقعة معركة مؤتة.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني، زار اللواء قبل نحو شهرين، وتفقد أضرحتها ومقاماتها، إذ يضم أضرحة الصحابة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة- رضوان الله عليهم-، واطلع جلالته على أوضاعها، وصلّى جلالته في مسجد جعفر بن أبي طالب. ومنذ سنوات طويلة، يطالب أهال وفاعليات شعبية في الكرك الجهات الرسمية، باعادة تأهيل “المشهد”، وخصوصا بعد فترات طويلة من الإهمال أدت إلى تراكم الردم والنفايات فيه وفي محيطه، وتخريب بعض مرافقه المتواضعة.
ويعتبر “المشهد”، أحد أهم المواقع السياحية الدينية في المحافظة، لكنه وبرغم أهميته في السياحة الدينية، والعدد الكبير لزواره، فإنه لا تتوافر فيه أي خدمات، وما يزال ينتظر تطويره وتأهيله، ويعاني زواره من تردي أحوال الطريق الترابي المؤدي اليه. كما لا يضم مرافق خدمية، باستثناء مسجد صغير قرب موقع يتضمن بقايا مسجد قديم، ولوحة ارشادية مدون عليها أسماء شهداء معركة مؤتة، لطالما تعرضت للتخريب على أيدي مجهولين.
وتتبلور مطالب أهالي المحافظة بالاهتمام بالموقع، بهدف الاستفادة منه في السياحة الدينية، وهذا يدعو لأن توجه الجهات الرسمية العناية والاهتمام له، لإنشاء بنية تحتية له، وتزويده بمرافق تخدم الزوار والسياح، بخاصة الصحية، وبناء استراحات ومظلات، والمحافظة على نظافته على نحو مستمر.
الباحث مصطفى المواجدة، قال إن واقع “المشهد” مؤلم، ما يستدعي من المعنيين وضع خطة عاجلة لتغيير هذا الواقع، من باب الحفاظ على تاريخنا ورموزنا الوطنية والدينية، ولا يجوز إبقاؤه مهملا على هذا النحو، داعيا الجهات الرسمية لاعتباره جزءا رئيسا من مشروع إعمار أضرحة ومقامات الصحابة في اللواء. وطالب بإجراء عمليات تأهيل له، ليصبح موقعا تاريخيا سياحيا، جاذبا للزوار والسياح، ويمكن أهالي المنطقة والمجتمع المحلي من الاستفادة مما يوفره من فرص استثمارية وثقافية، وهذا لا يتم بدون تعزيزه بمرافق وبنية تحتية، وإنشاء حدائق ومواقع سياحية في نطاقه، تستلهم معركة مؤتة في تصميماتها، وتزويده بنظام نظافة يحافظ عليه باستمرار من أي اعتداءات على جمالياته.
وبين أن الزوار من الداخل والسياح من الخارج، يعتبرون “المشهد” موقعا دينيا مهما، وزيارته تدخل في برامج سياحتهم، وتعتبر زياراتهم للأضرحة في اللواء جزء أساس في تلك البرامج، لكنهم حين يجدونه مهملا، ولا يصلح للزيارة يبتعدون بأنفسهم عنه.
وأشار إلى أن “المشهد” يحتاج لإعادة إعمار وتأهيل، لأسوة ببقية مواقع اللواء التاريخية والسياحية، وعدم تركه للإهمال، داعيا إلى الاستفادة مما يوفره من إمكانات وموارد في حال تأهيله وتسويقه كمنتج سياحي للعالم العربي واللإسلامي والدول الأجنبية.
وطالب المواطن محمد الصرايرة، من سكان بلدة مؤتة، الجهات الرسمية، بخاصة وزارة الأوقاف الإسلامية، أن تنتبه لأهمية “المشهد” في تاريخنا الإسلامي، مؤملا ألا يبقى على هذه الحالة المزرية، إذ أصبح مجرد خرابة لا يسهل الدخول إليه، بسبب رداءة طريقه، كما تغيب عنه أي وسائل للتعريف به وبأهميته. ولفت إلى أن توفير الاهتمام والتأهيل للموقع، يحميه من الزوال والاندثار، ويعرف المواطنين بخاصة الشبان بجزء من تاريخهم العريق، وهذا ينطبق على بقية المواقع الأثرية في المنطقة.
مدير أعمار مقامات الأنبياء والصحابة وإدارتها في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فواز ابورمان، قال إن الموقع سيشهد عملية تطوير واعادة تأهيل قريبا، بحيث جرى الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع في هذا النطاق، ويشمل إعداد مخططات هندسية معمارية وانشائية له، في حين بدأت المرحلة الثانية من دائرة الآثار العامة، بتنفيذ حفريات للتعرف على طبيعة الموقع وإمكانية وجود آثار في الموقع حرصا على عدم إتلافها.
وأشار الى أن المرحلة الثالثة، تتمثل بالتواصل مع وزارة السياحة لإيجاد تمويل خاص لتنفيذ مشروع التطوير وإعادة التأهيل ووضع مخصص من موازنة الوزارة لتمويله.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة