نبيله مقداد ( ام سليمان ) قصة نجاح عجلونية ترفع لها القبعات

=

لم يحالفها الحظ باكمال دراستها بسبب أن قريتها عرجان لم تتوفر فيها سوى مدرسة اساسية حيث اضطر أهلها لتزويجها من احد أقاربها الذي يدرس المساحة دون رغبتها في سبعينيات القرن الماضي حيث ان العادات والتقاليد كانت الفيصل انذاك حيث رضخت للأمر الواقع وما زالت الدراسة بالنسبة لها حلما رغم تقدمها في السن .
تقول السيده نبيله مقدادي ام سليمان بمناسبة يوم المرأة العالمي   لقد عانيت كثيرا بسبب الزواج المبكر في عمر 14 عاما الذي قتل أحلامي استجابة للامر الواقع حيث لم يحالفني الحظ بالانجاب الا بعد 11 عاما من زواجي وهنا تسجل ام سليمان اول مأثرة لها بأن قامت بتوزيج زوجها من زوجة ثانية لانجاب الاولاد ، وأن الله من عليها بالانجاب هي أيضا .
واضافت انها بعد أن تزوجت التحقت بدورة في عجلون لتعلم الخياطة عند إحدى السيدات ومعها 4 فتيات من نفس البلدة وقد حصلت على شهادة لتعود وتقوم بالعمل في بلدتها عرجان والقرى المجاورة كأول خياطة لافتة الى انها دربت وعلمت أكثر من 500 فتاة على فن الخياطة والتفصيل عملن في مصانع الخياطة في مدينة الحسن في الوقت الذي عرض عليها كما تقول من قبل أحد أصحاب المصانع لاكون مديرة للمصنع لكنني رفضت لوجود التزامات عائلية وعمل.
وبينت انها كانت إلى جانب ممارسة الخياطة كانت مزارعة تعمل إلى جانب زوجها في الأرض وزراعتها بالاشجار المثمرة كالرمان والتين والعنب وتربية الابقار والاغنام والدجاج لافتة الى انها حققت اكتفاءا ذاتيا منذ الثمانينات كما قامت بشراء العقارات والأراضي .
واشارت إلى انها ذهبت إلى العمرة عام 1988 حيث قامت بشراء كاميرا لتعود وتقوم بتصوير حفلات الاعراس عند النساء وكان ابنها يصور عند الشباب في الوقت الذي كانت أيضا يقوم بتجهيز وتلبيس العرايس ( عملت كصالون متنقل ) حتى منتصف التسعينيات وكانت تتقاضى مبلغ عشرة دنانير بدل الفستان و مكياج العروس .
وزادت ام سليمان في اواخر الثمانينات كنت في عمان وشاهدت عربة متنقلة تبيع فاكهة أراها لأول مرة فقال البائع انها كرز فاشتريت 10 حبات بنصف دينار ، ونظرا لطبيعة الفاكهة قررت إدخال زراعتها في مزرعتنا فذهبت إلى الاغوار واشتريت غراس الكرز وقمت بزراعتها والعناية بها حتى أصبحت تشكل مصدر دخل جيد حيث تنضج مبكرا وتكون أسعارها مرتفعة ، لافتة الى ان قامت باخذ العديد من الدورات حول كيفية تطوير مشروعك ما ساعدني في عملية التسويق الجيد لافتة الى انها كانت تبيع منتجات أشجار الكرز في الصويفية بعمان باثمان باهضة .
اما الجانب الآخر من حياة ام سليمان فهو العمل البلدي حيث تقول انه تم تعيينها عام 2003 عضوا في لدية عرجان قبل الدمج من قبل وزارة البلديات وهنا واجهت انتقادات من اقربائي بقولهم بدك تقعدي وتجتمعي مع الرجال فكان ردى أن القيادة الهاشمية والدستور منحني الحق المشاركة وتطور الأمر ورشحت نفسي 3 مرات ونجحت بسبب محبتى الناس وما لمسوا من دور فاعل للمرأة في العمل العام مشيرة إلى أن الخدمة العامة يجب أن لها من منظور العدالة في توزيع الخدمات وهذا ما كنت اقوم بها اثناء عملي كعضو في المجلس البلدي مؤكدة ان القيادة الهاشمية منحت المرأة والشباب دورا وحضورا كبيرا خاصة في قانوني الأحزاب والانتخابات وهذه فرصة لإثبات أنفسهم .
واليوم اقوم برئاسة جمعية في عرجان تعنى بالايتام ادعو الله ان أقدم لهم ما أستطيع من دعم وخدمة .
وختمت ام سليمان في يوم المرأة العالمي نقول للشقيقات في فلسطين الحبيبة عشتن للمجد والكرامة والصبر والتضحيات عنوان وكل عام خير وبركة لكل سيدة تعمل من أجل وطنها بجد واخلاص للنهوض والتقدم والازدهار .

 

الدستور/ علي القضاه

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة