ندوة حول أهمية الأرشيف العثماني لمنطقة الشرق الأوسط

أقيمت، أول من أمس، في المركز الثقافي الملكي ندوة “أهمية الأرشيف العثماني لمنطقة الشرق الأوسط”، ضمن فعاليات احتفالات وزارة الثقافة بمناسبة مئوية تأسيس الدولة الأردنية، واشتمل النشاط على معرض صور عن الأردن من أرشيف قصر يلدز التركي، وافتتحه أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري.
اشتمل المعرض الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع سفارة الجمهورية التركية ومركز يونس إمره الثقافي التركي بعمان، على 40 لوحة لخرائط الخط الحديدي الحجازي على امتداد الأردن، وأخرى لولاية الشام، التي صورت مشاهد لمحطات القطار وجسور الخطط الحديدي الحجازي ومواقع تاريخية في الأردن منها قلاع معان والكرك والمدورة وعنيزة وبركة القطرانة وبرج الملك الظاهر بيبرس في مرحلة العهد العثماني.
واشتملت اللوحات على مشاهد من البيئة الاجتماعية الأردنية والمساكن في القرن التاسع عشر الميلادي، ومواقع جغرافية للمدرج الروماني بعمان ومناظر طبيعية لمنطقة البحر الميت ونهر الأردن، وأخرى تعبر عن قافلة الحج الشامي ونقل الحجاج بواسطة الخط الحديدي الحجازي.
وقال البراري الذي أدار الندوة “إن هذه الفعالية التي تتحدث عن أهمية الأرشيف العثماني عن شعوب المنطقة العربية تأتي في غمرة احتفالات تأسيس الدولة الأردنية، وتؤكد العلاقات المميزة بين الأردن وتركيا على مختلف الصعد والمستويات، وما بني على امتداد السنوات من العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن هذا الأرشيف بحاجة إلى مزيد من جهود الترجمة والبحث والدراسة لإعادة كتابة تاريخ المنطقة على أسس صحيحة تسهم بتعزيز العلاقات بين دول شعوب المنطقة العربية وتركيا.
الندوة صاحبها عرض بصري لوثائق وصور تعود لتلك المرحلة وللمباني الحديثة للأرشيف العثماني في إسطنبول، وشارك فيها رئيس جمعية المؤرخين الأردنيين الدكتور محمد خريسات، ومدير مركز يونس إمره الثقافي بعمان الباحث جنكيز إراغلو، والباحثة في الأرشيف العثماني الدكتورة إيمان هياجنة من الجامعة الأردنية.
وتحدث إراغلو عن أهمية الأرشيف العثماني لكتابة تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وأنه يعد مصدرا أساسيا لتاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والقوقاز والبلقان ويضم نحو 150 مليون وثيقة، وأن صور المعرض تعود مرجعيتها الى قصر يلدز الذي يحتوي على 37 ألف وثيقة، إضافة الى الصور والخرائط.
وبين أن الأرشيف العثماني يسلط الضوء على التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في منطقة الشرق الأوسط ومنها الأردن، مشيرا إلى أن الأرشيف العثماني يحتوي على كتب ومصادر ومخطوطات نادرة جدا، وتضم محورين، هما: الدفاتر، والوثائق، مستعرضا أبرز الدفاتر، ومنها الطابو والكنائس.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة هياجنة عن تعدد الوثائق والمعلومات، مستعرضة الدفاتر التي تؤرخ تفاصيل المرحلة التي دخلت فيها الأردن وفلسطين تحت الحكم العثماني منذ القرن السادس عشر ولغاية بداية القرن العشرين، وتناولت الدفاتر التي تتعلق بتاريخ الأردن قبل تأسيس الإمارة وما تحويه من معلومات عن الحياة الاجتماعية والإدارية، مشيرة الى التشكيلات الإدارية التي كانت قائمة وتغيراتها.
وتحدثت عن الدفاتر التي تتعلق بالمنطقة في الجانب العمراني والسكاني، ومنها: منح رخص الكشف عن المعادن وتمديد شبكات الطرق والاتصالات (التيليغرام)، وتنقلات الحاميات العسكرية، والتوزيعات السكانية والمحاكم الشرعية، وتكليف الحكام الإداريين بحماية قوافل الحج الشامي.
وأكد الدكتور خريسات أن منطقة شرق الأردن كانت من أهم المناطق لدى العثمانيين لأن قافلة الحج الشامي تمر من خلالها الى الحجاز، لافتا إلى أن الأرشيف العثماني فصل كل مناحي الحياة.
وقال إن ثمة مشكلتين يواجههما القائمون على الأرشيف العثماني في تركيا حاليا، تتمثل الأولى بالحجم الكبير للوثائق، والثانية في عدم إلمام الكثير من الباحثين الأتراك باللغة العثمانية، وبنطق الأحرف العربية وأصواتها الذي يسبب صعوبة في الترجمة الى العربية، داعيا الى إرسال مبعوثين لتعلم اللغتين التركية القديمة (العثمانية) والحديثة لتسهم بتأهيل باحثين لدراسة ما يتعلق بتاريخ الأردن في تلك الحقبة من الأرشيف العثماني.-(بترا)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة