نزوح واسع من مدينة غزة مع إغلاق الاحتلال الإسرائيلي شارع الرشيد

تشهد مدينة غزة، التي تسعى إسرائيل لاحتلالها، منذ صباح الأربعاء، حركة نزوح واسعة لمئات العائلات الفلسطينية باتجاه وسط وجنوب القطاع، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عزمه إغلاق شارع الرشيد، مع السماح فقط باستخدامه للنزوح نحو الجنوب.
ويتساءل النازحون الفلسطينيون عن الوجهة التي يمكن أن يقصدوها هذه المرة في ظل كثافة القصف الإسرائيلي الذي يطال معظم مناطق القطاع، والذي أدى سابقا إلى نزوحهم لمرات عديدة.
ويمثل شارع الرشيد الطريق الساحلي الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ويعتمد عليه الفلسطينيون في تنقلاتهم، خاصة بعد إغلاق الجيش الإسرائيلي شارع صلاح الدين شرقي القطاع.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي أقرت حكومة إسرائيل خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وبعد ذلك بـ 3 أيام، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على مدينة غزة، شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات مواطنين وخيام نازحين، وقصف مستشفيات، وتنفيذ عمليات توغل.
**موجة نزوح
وأفاد مراسل الأناضول بأن موجة النزوح تتم عبر عربات تجرها دواب، وشاحنات، وسيارات، وسيرا على الأقدام، وسط معاناة وخوف شديدين جراء كثافة النيران الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، اعتزامه إغلاق “شارع الرشيد” أمام الفلسطينيين، مع السماح فقط بالنزوح عبره من مدينة غزة إلى وسط وجنوب القطاع.
وقال شهود عيان للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي لم يتقدم بآلياته لإغلاق الشارع الذي يبعد عنه أمتارا قليلة، لكنه يستهدف الشارع بالنيران والقصف.
ومع هذا الإغلاق، يكون الجيش قد أحكم حصاره على مدينة غزة، مانعا دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود اللازم للبلديات والمستشفيات، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وليس هذا الإغلاق الأول لشارع الرشيد، إذ أغلقه الجيش الإسرائيلي عام 2023 مع شارع صلاح الدين، وفرض آنذاك منع الدخول من الجنوب إلى الشمال، مع إخضاع المغادرين من الشمال إلى الجنوب للتفتيش بعد تهجيرهم قسرا.
لكن في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، انسحب الجيش الإسرائيلي من الشارع ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، ما سمح بعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
غير أن الاتفاق لم يصمد، إذ استأنفت إسرائيل الإبادة في 18 مارس/ آذار الذي بعده، فعادت وأغلقت صلاح الدين، وأبقت شارع الرشيد الذي أغلق اليوم بالنيران.
**نزوح للمجهول
بدوره، يقول الفلسطيني محمد بكر، الذي نزح من مخيم الشاطئ شمال غربي غزة للأناضول، إنه اضطر لمغادرة منزله بعد إعلان الجيش الإسرائيلي نيته إغلاق الشارع.
ويضيف بكر: “الدبابات والجرافات الإسرائيلية لا تبعد سوى 50 مترا عن شارع الرشيد، وأتوقع أن يتم إغلاقه خلال ساعات”.
وعن نزوحه، يقول إنه خرج على عربة يجرها حمار في ظل القصف الإسرائيلي الذي استهدف المخيم، وأنه لم يتمكن من أخذ سوى بعض الملابس وكيلو من الأرز، تاركا الدقيق في منزله.
وفيما يتعلق بالوجهة التي سيقصدها، يؤكد أن رحلة النزوح هذه المرة غير محددة الوجهة، إذ لا يعرف أين يذهب في ظل كثافة القصف الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه لا يمتلك خيمة تؤويه.
ويفاقم هذا النزوح الكارثي معاناة عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف صعبة بالمناطق الجنوبية للقطاع، والتي تدعي إسرائيل إنها “آمنة وإنسانية”، لكنها استهدفتها مرارا موقعة قتلى وجرحى في صفوف النازحين الفلسطينيين.
والأربعاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، إن إغلاق الجيش الإسرائيلي شارع الرشيد الساحلي، أحد الشرايين الحيوية لتنقل المدنيين بين محافظات القطاع، يمثل “جريمة جديدة وإجراء تعسفيا” ضمن سياسة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ عامين.
وكالات