نشاط عسكري صيني بالقرب من تايوان يثير قلق واشنطن واليابان

فيما حذّرت واشنطن بكين أمس من الوقوع في ما وصفته “بحسابات خاطئة” غداة أكبر توغل صيني في أجواء تايوان، أعلنت تايبيه انها اتخذت قرارا لتعزيز استعدادها القتالي.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي -في بيان- إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء ما وصفه بالنشاط العسكري الاستفزازي للصين بالقرب من تايوان.
وأضاف أن النشاط العسكري الصيني يزعزع الاستقرار، ويخاطر بالوقوع في حسابات خاطئة، ويقوض السلام والاستقرار الإقليميين.
وتعهد مجلس الأمن القومي الأميركي بمواصلة مساعدة تايوان في الحفاظ على قدرات كافية للدفاع عن نفسها، بما يتوافق مع التزامات الولايات المتحدة الطويلة الأمد ومع سياسة “الصين الواحدة”، وفق البيان نفسه.
وكانت وزارة الدفاع التايوانية أعلنت أول من أمس أن 71 طائرة صينية ما بين مقاتلة ومسيرة اخترقت منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة؛ في أكبر توغل صيني حتى الآن.
وكانت أكبر الاختراقات السابقة سجلت خلال المناورات الصينية غير المسبوقة حول تايوان في آب (أغسطس) الماضي في ذروة التوتر بين بكين وواشنطن عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايبيه.
من جهته، قال الجيش الصيني إنه سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
وتعد الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت مرارا بإعادة ضمها سلما أو بالقوة، في حين ترفض تايوان ذلك وأعلنت في مناسبات كثيرة أنها ستدافع عن نفسها في حال تعرضت للاجتياح.
في هذه الأثناء، أعلنت رئيسة تايوان تساي إنغ ون أمس أن الخدمة العسكرية الإجبارية في البلاد ستمدّد من 4 أشهر إلى عام واحد، بدءا من الأول من كانون الثاني (يناير) 2024، وذلك لتعزيز استعدادها القتالي ضد الهجمات الصينية المحتملة.
كما وعدت تساي بزيادة الراتب الشهري للمجندين ليصبح أعلى من الراتب المبدئي الحالي للتأكد من أنهم يكسبون ما يكفي لتغطية نفقاتهم اليومية الأساسية.
ومع ذلك، حذر الخبراء من أن تنفيذ البرنامج قد يكون صعبا نظرا لافتقار تايوان إلى ضباط لتدريب المجندين ونقص الموارد والتسهيلات اللازمة لتوسيع أنظمة التدريب.
وقبل أيام، أقرّ الكونغرس الأميركي قانون الموازنة للعام المقبل، والذي يسمح بتقديم مساعدات عسكرية فورية لتايوان تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار.
من جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أمس أنها ستنشر وحدة دفاع صاروخي أرض-جو في جزيرة يوناغوني بمقاطعة أوكيناوا جنوب غربي البلاد قرب تايوان.
ونقلت وسائل إعلام يابانية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع أن نشر قوات وحدة الدفاع الصاروخي يأتي في إطار توسيع معسكر تابع لقوات الدفاع الذاتي (الجيش) البرية في يوناغوني لتعزيز الدفاع عن الجزر الواقعة جنوب غربي البلاد.
وتأتي هذه الخطوة مع تصاعد التوترات حول تايوان بعد تكثيف الصين تحركاتها العسكرية في محيط الجزيرة، وذلك وسط مخاوف إقليمية من أن يكون ذلك مقدمة لاجتياحها.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت اليابان عن سياسة دفاعية جديدة وغير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية تتضمن تخصيص 320 مليار دولار لتقوية قدراتها العسكرية، والتزود بصواريخ قادرة على ضرب الصين.
وتصف وثيقة السياسة الدفاعية الجديدة الجارة الصين بالتحدي الإستراتيجي غير المسبوق، كما تصف روسيا بمصدر قلق للأمن القومي الياباني.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة