نشامى الأردن في كأس العرب: حين يعانق الطموح سماء المجد برؤية الحسين // الدكتور المنتصربالله فطيمات

لم تكن مشاركة منتخبنا الوطني “النشامى” في بطولة كأس العرب مجرد ظهور عابر في محفل رياضي، بل كانت ملحمةً وطنيةً باذخة التفاصيل، وعزفاً منفردًا على أوتار الإبداع الكروي. لقد تجلت في هذه البطولة روح “النشامى” التي لا تعرف المستحيل، لترسم لوحةً فنيةً كرويةً أبهرت المتابعين، وأعادت صياغة هوية الكرة الأردنية في المشهد العربي والدولي، لتؤكد أن الأردن يمتلك جيلاً رياضياً قادراً على صياغة التاريخ.
النقلة النوعية: عبقرية التكتيك وعنفوان الأداء
لقد شهدنا في هذه البطولة ثورة تكتيكية ونقلة نوعية تجاوزت حدود التوقعات؛ فلم يعد المنتخب الأردني يكتفي بالمشاركة الرمزية، بل بات يفرض إيقاعه بذكاء، ويسيّر المباريات بعقلية احترافية فذة. تجلى هذا التطور في الانضباط الحديدي فوق المستطيل الأخضر، والقدرة الفائقة على قراءة الخصوم، والتحول السريع بين الأدوار الدفاعية والهجومية بمرونة مذهلة. إن هذا النضج الفني يعكس عمق التخطيط والعمل الدؤوب، حيث ظهر اللاعبون ككتلة واحدة متناغمة، يجمعهم قلب واحد وإرادة صلبة، مما جعل من “النشامى” الرقم الصعب الذي يُهاب جانبه في أقوى المواجهات.
سمو ولي العهد: القائد الملهم والداعم الأول
إن هذا التطور المتسارع والنهضة الكروية الشاملة لم تكن لتتحقق لولا وجود رؤية شبابية طموحة، يستقيها الميدان من فكر واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم (حفظه الله ورعاه). إن سموه ليس مجرد داعم للرياضة، بل هو الملهم الأول للشباب الأردني، والقدوة التي تمنحهم الثقة المطلقة لتجاوز التحديات.
لقد كانت لمسات سمو ولي العهد، ومتابعته الحثيثة لأدق التفاصيل، وإيمانه المطلق بقدرات شبابنا، هي القوة الدافعة وبوصلة الإنجاز التي بثت الحماس في عروق اللاعبين. إن قرب سموه من نبض الميدان الرياضي، وحرصه على توفير كافة سبل النجاح، جعلت من المنتخب الوطني أنموذجاً للإرادة الأردنية التي لا تنحني، مستمدين من عزم سموه طاقة لا تنضب لتمثيل الوطن بأبهى صورة.
الشعب والقيادة: تلاحمٌ يكتب التاريخ
خلف هذا الأداء البطولي، يقف شعبٌ عظيم بجميع مكوناته؛ شعبٌ آمن بمنتخبه وجعل من صوته في المدرجات زئيراً يزلزل الأرض. لقد تجسدت في هذه البطولة أسمى معاني التلاحم الوطني بين قيادة هاشمية حكيمة ترعى الإبداع وتؤمن بأن الشباب هم سياج الوطن، وبين قاعدة جماهيرية وفية تجد في “النشامى” رمزاً للفخر والاعتزاز. إن هذا الالتفاف الشعبي والقيادي حول المنتخب هو السر الحقيقي وراء كل هدف، وكل انتصار، وكل لحظة مجد عشناها.
إن ما قدمه “النشامى” في كأس العرب هو برهانٌ ساطع على أن الأردن، بقيادته الهاشمية المظفرة وبهمة ولي عهده الأمين، يمضي قدماً نحو الريادة والتميز في كافة الميادين. سيبقى المنتخب الوطني منارةً للفخر، وسيبقى شبابنا، تحت ظل الراية الهاشمية، يكتبون بمداد من ذهب قصة وطنٍ لا يعرف الانكسار، وطموحٍ يطاول عنان السماء.
حفظ الله الأردن، ملكاً وولي عهد وشعباً، وأدام عز نشامى الوطن.

