نفوق الدواجن بمزارع جرش لانخفاضات الحرارة.. خسائر لم تكن بالحسبان

جرش– تعرضت مزارع تربية الدجاج اللاحم بجرش الى نفوق أعداد كبيرة من الطيور بسبب تقلب الحالة الجوية التي تشهدها المحافظة وانخفاض بدرجات الحرارة.
وتواجه العديد من المزارع حاليا خسارات لم تكن بالحسبان، بعد ان اعتمدت منذ أشهر على التجهيز لموسم رمضان غير ان نفوق اعداد كبيرة من طيور الدجاج جاء عكس ما كان مأمولا بتحقيق ارباح خلال هذا الشهر.
ويؤكد مزارعون أن المنخفضات الجوية التي تتعرض لها المنطقة هذه الفترة وعلى غير العادة تسببت بانتشار فيروسات وأمراض بين الدواجن ونفوق اعداد كثيرة بسرعة كبيرة، وقد تعرضت العشرات من المزارع لهذا الفيروس ونفقت غالبية طيور الدواجن التي كان المزارعون قد جهزوها لتغطية حاجة السوق في الشهر الفضيل لزيادة الطلب على الدواجن وبأسعار مناسبة تعوضهم عن ارتفاع كلف الإنتاج.
وبدأت حالات النفوق قبل شهر رمضان بخمسة أيام، ما شكل صدمة للمزارعين وما تزال مستمرة رغم اتخاذ أشد التدابير من زيادة التدفئة والتعقيم وزيادة إنتاج الفراخ في سبيل إنقاذ موسمهم من خسائر متزايدة ولكن دون جدوى، خاصة وأن التقلبات الجوية في هذا الوقت كبيرة والفروقات بين درجات الحرارة اعلى من الحدود المسموح فيها مما يعرض الدواجن لحالات نفوق جماعي.
وقال المتحدث باسم مزارعي الدواجن في جرش إبراهيم عقيل إن خسائر المزارعين هذا الموسم كبيرة جدا، ومن المؤكد أن العشرات من المزارع ستعود إلى الإغلاق مجددا ومنها 20 مزرعة عادت الى العمل هذا الموسم لتعويض خسائرها في شهر رمضان، إلا أن نفوق اعداد كبيرة من الدواجن سيدفع بعشرات المزارع الى الإغلاق.
وأوضح أن المزارعين استعدوا جيدا منذ أشهر لموسم شهر رمضان وهو أهم المواسم السنوية التي تعوض المزارعين عن خسائر عام كامل وقد قام المزارعون بالحصول على قروض واستدانة أموال كبيرة للتجهيز للموسم والاستفادة منه، إلا أن تقلبات الطقس تسببت في انتشار فيروسات بين الدواجن ونفوق أعداد كبيرة منها قبل شهر رمضان بأيام قليلة، وما تزال الخسائر مستمرة كون تقلبات الطقس ما تزال مستمرة.
وأوضح أن كمية الدواجن المتوفرة في المحال التجارية متواضعة مقارنة مع حجم الطلب، لاسيما وأن المزارع لا تتوفر فيها سوى كميات بسيطة من الدواجن ولا تغطي حاجة 5 % من التجار، والكميات المتوفرة بأوزان صغيرة جدا لا تتجاوز الكيلو الواحد وأسعارها مرتفعة.
ويرى المزارع عقيل أن خسائر مزارعي الدواجن في جرش تقدر هذا الموسم بمئات الآلاف وقد تسببت لهم خسارة موسم شهر رمضان بصدمة كبيرة ستخرج أغلبيتهم من مهنة تربية الدواجن اللاحم نهائيا وتثقل كاهلهم بديون والتزامات كبيرة يصعب تسديدها.
وأكد عدم وجود أي مشاكل بين التجار والمزارعين على الأسعار كما يدعي البعض منهم لاسيما وأن المزارعين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر موسم شهر رمضان لتوريد الكميات التي جهزوها، إلا ان التلقبات الجوية والمنخفضات الجوية المتتالية تسببت في نفوق الدواجن وهي غير متوفرة في المزارع، رغم اتخاذ المزارعين لكافة الإجراءات اللازمة لتدفئة الدواجن والحفاظ على إنتاجهم خلال الشهر الفضيل.
وكان أصحاب مزارع الدواجن “الدجاج اللاحم” في جرش قد عولوا على شهر رمضان من اجل تعويض ما فاتهم خلال فترة توقفهم عن العمل مع دخول فصل الشتاء، لتفادي اي خسائر نتيجة ارتفاع كلف تربية الدجاج اللاحم خلال الشتاء ليس اقلها كلف توفير الدفئ بالمزارع.
الأسابيع الماضية كانت الحاسمة بالنسبة لمربي الدواجن الذين كانوا ينتظرون رمضان بفارغ الصبر، لاسيما وأن الموسم تعرض لضربة قاسية منعتهم من توريد أكبر كمية ممكنة للسوق وبأسعار جيدة، مما يعني للعديد منهم أنه لا جدوى من الاستمرار بهذا النوع من العمل.
وقدر عاملون بالقطاع، أن ما بين 70-80 ألف طير من الدجاج اللاحم تم تجهيزها الفترة الماضية في محافظة جرش استعدادا لموسم رمضان، إلا ان الكميات التي تم طرحها في الأسواق لم تتجاوز ربع العدد.
بدوره قال التاجر عبد الباسط المصري إن كمية الدواجن الموردة لغاية الآن إلى الأسواق متواضعة جدا وعلى دفعات بسيطة بالكاد تغطي حاجة 5 % من المستهلكين ومحال الدواجن تعمل ساعة أو ساعتين باليوم الواحد لعدم توفر الدواجن وأغلقت أبوابها عدة مرات في شهر رمضان.
وأكد أن الموسم جاء بعكس التوقعات من حيث توفر الكميات المطلوبة، في حين أن المئات من المواطنين يقومون بعمل جولات على محال النتافات في جرش لشراء الدجاج اللاحم ولكنه غير متوفر، فضلا عن أن العشرات من المحال مغلقة أصلا.
وبين أن المواسم الماضية كان العمل فيها خلال شهر رمضان على مدار الساعة وبأسعار مناسبة وجودة عالية، نظرا لسهولة التسويق والأسعار الجيدة، إلا أن عدم توفر كميات كافية من طيور الدجاج أحبطت العاملين في القطاع وألحقت بهم خسائر فادحة.
وتنتشر في محافظة جرش العديد من مزارع تربية الدواجن والتي تعيل آلاف الاسر وتوفر المئات من فرص العمل، فيما تنتج اعداد كبيرة من طيور الدجاج اللاحم، وتعتمد عليها محافظات عدة في تغطية حاجة أسواقها خلال شهر رمضان.
بدورها قالت الدكتورة غدير حناتلة رئيس قسم الثروة الحيوانية في زراعة جرش إن الأجواء الباردة من الطبيعي أن تكون بيئة مناسبة لانتشار الفيروسات والأوبئة بين قطاع الدواجن اللاحم، ويجب على المزارعين أن يتخذوا أشد الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية منتوجاتهم من خلال زيادة التدفئة والحرص على المطاعيم وتوفر الأدوية اللازمة للدواجن، فضلا عن ضرورة مراقبة الحالة الجوية على مدار الساعة وحماية منتوجاتهم من ضربات البرد في هذا الوقت.
وأوضحت أن حالات رصد نفوق الدواجن لا تتم في زراعة جرش، وتقوم الزراعة بتقديم الإرشادات المناسبة للمزراعين وتقديم المطاعيم والأدوية ومساعدة المزارعين في تجاوز هذه الازمات من خلال اتباع الإرشادات والتعليمات.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة