نهج الإيجابية على الكرسي (الثقيل)/ الشيخ أحمد الفواز

إن مما لا شك فيه ويعلمه كل ذي لب أن الحق ثقيل وهذا ما يجعل حامل لواء الباطل يظن أن من يقول الحق يجلده والحقيقة التي لا يعلمها أنه لم يدرك الحق ظاهرًا وباطنًا بعقله فسول وزين له الشيطان الباطل بصورة الحق ليطرح في المجتمع السلبية بصورة الحق وهذا ما دفعنا أن نتكلم بالإيجابية المتمثلة بالحق الذي هو ثقيل وأن نضعها على كرسي الإعتراف ليستطيع الجميع التميز بين الحق والباطل وعلاقتهما في الإيجابية والسلبية وتأثير ذلك على المجتمع وكيف يمكن للفرد أن يطرح كل ذلك ليحقق سعادته ويصل لهدفه من خلال الحق ويبتعد ويحمي نفسه من التصرف السلبي الذي يدخل لصفاء عقله ونوره من خلال الباطل الذي يروج له الشيطان وحزبه الخاسر فاحببت أن أطرح هذا الموضوع من جوانب عدة وان تعددت لعله يتضح للكثير معاملات غفل عنها وقادته لسلبية عقلية وهو يظن أنه إيجابيا مع تسأله ولكن لما أنا لست سعيد نقول لأنه دخل من مدخل يظن أنه على صواب فوقع بالباطل الظان أنه على الحق وقد خاطبهم الله تعالي بقوله ((ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا)) لذلك ساقف على الأمر تاصيلًا وتفصيلًا:
كما نعلم أيها الحق الثقيل وأنت الأن على كرسي الإعتراف ومثلك لا يتهم لأنك نور لمن لا نور له لكن نسألك لما إيجابيتك لها طعم السعادة والإيمان وما بظنهم أهل الباطل انه حق مع سلبياته ولكن لا شعور بلذة الإيمان والسعادة فما تحليلك لذلك؟
تسهل الحق على الكرسي واخذ يتحدث بكلام الواثق وقال: كما هو معلوم أني ثقيل وساشرح لك ذلك مختصرًا حتى لا أطيل فكما يعلم أهل العلم والثقافة أن الله اوجدنا بدائرة الاضداد ومنها أنا كما حق فهناك باطل لذلك الله عز وجل جعلنا نطوف بهذا الإطار ليميز الخبيث من الطيب أساس وركن القرار النهائي والمصير اجنة أم نار خاتمة أي واحد فينا وهنا أقول الاعتقاد هو بلمعته ما يقرر وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء مصداقا لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) أي يدله على الحق بالفطرة والنور ويجعله يسير فيه أن أراد له الخير والنجاة والفوز بالجنة في الآخرة وان كان ظن بعض السطحيين في تفسير الحديث يعلمه الدين وان كان أحد أجزاء ذلك والصواب يدله على حقيقة الدين والحق الذي يجعله يسير بالنور على مراد الله لا مراد غيره ليدخله الجنه لمراد الخير له لأنه يحبه لانه مؤمن وليس المقصود يفقهه فقط الأحكام الفقهية بل تشمل كل أحكام الدين المتضمنة فهمه بالاصول أساس الأصول ومن حرم الأصول حرم الوصول وهذا هو تحليل مبسط يفسر سبب لماذا حامل الحق إيجابي وسعيد لأنه فهم الدين باصول ونتاج عمله الرباني كان بايمان وإخلاص ولأن من ولج الباطل من باب السلبية ظنا منه أنه حق لم يكن عمله موصلًا فلم يصل للذة الإيمان الموصل للسعادة وهذا مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا فهو مؤمن وان ارتكب المعاصي الكبائر)) رواه البخاري لذلك هنا تكمن القوة لدي بأني أتى على القلوب المومنة خفيفا لأنه ميزني فيما يراني الغير مؤمن سلبيًا ثقيلًا.
جميل من ثقيل لكن كيف يتحقق ذلك أو كيف نحققك ونعرفك ونميزك؟
قال:سؤال جميل وهذا من خلال الشق الثاني من عنوان حديثنا المنهجية من خلال منهج الحق الذي من خلاله تصل لمعرفة وتميز الشيء فلن تميز أو تعرف الشيء لتصل إليه إلا من خلال المعاينة وأي ميزان للوصول لن يكون إلا من كلام الله ورسوله والفهم الصحيح المنطلق من فهم الصحابة أفهم واعرف الناس بكتاب الله وسنة ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أعطاهم كل شيء ليصل إلينا بأيد تحمل الحق الثقيل ونحن على ثقة تامة بما يصلنا لذلك هدف أهل الباطل السلبيين دائما القدح بهذه المسلمات المنهجية الاصولية ليفسدوا الدين لأن قاعدتهم تقول أن كرهت الناس بالأصول كرهوا ما عليها الأصول لذلك يكرهوا الناس بالرسول والصحابة والائمة وشيوخ الدين الحق ليكرهوا الأساس والأصول الا وهي الدين فتجد العدو يبغض بالرسول من خلال الإعلام الكاذب ويبغضوا الناس بالصحابة بالدسائس وحاولوا وضع شبهات بالقرآن وحاولوا تشويه صورة الأئمة الأربعة وشيخ الإسلام وغيره ليشوهوا الإسلام ويبغضوا الناس فيه وحاولوا رشوة ادعياء الإسلام من أشباه الشيوخ اليوم وهم كثير بالمال وغيرها من مغريات الحياة ليقولوا بهم ويشوهوا صورتهم واخبث واخطر مدخل لهذا الأمر هو من أهل الحزبية والجماعية والفرقية والمللية والنحلية الخبيثة التي فرقت الأمة ومزقتها وجماعة المسلمين واحدة كما كتابهم واحد وربهم واحد ورسولهم واحد ومنهجهم واحد من واحد أحد فرد صمد فهم ممن يحسبون انهم يحسنون صنعا فانشقوا من الإيجابية إلى السلبية ومن الحق إلى الباطل ظنا منهم أنهم بحزب أو جماعة أو غيرها واتباعهم له على الحق وهم على الباطل ويظنون أنهم يبثون الإيجابية وهم أكبر سلبية ومثال ذلك الخوارج من زمن رسول الله إلى اليوم هم أخبث معارضة في المجتمع المسلم منذ كلمة أعدل التي قالها الخبيث لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التي تطورت اليوم وتتردد على ألسنتهم والتي هدفها السلبية والباطل والفتنة والفرق والشتات وتمزيق المجتمع وبث السموم فيه لا عكس كل ذلك فحملوا شعار سلبي خبيث كنوياهم وطوروا عليه بل ودعمهم الد أعداء الإسلام بذلك مع توحد الهدف حتى سقطوا بالاشد جرما من تكفير المسلم واستباحة دمه وعرضه وماله التي حرمها الله بسبب سلبية وأعمال ظنوا انها إيجابية وحق بحديث مزعوم أو فهم لغير منهجيته فتحول النصح إلى خروج على ولاة الأمر وخلع يد من طاعة فمات الكثير منهم ميتة الجاهلية لانهم لم يدركوا إيجابية حقيقة الحق بمنهجية وخاصة كثير من هلكى الخوارج والمعتزلة والصوفية والرافضة واشكالهم الذين هم أخطر وجودًا على الدين والبشرية والإنسانية الإيجابية التي تحمل الحق ممن ظنوا وما زال يظن اتابعهم أنهم يحسنون صنعا بهذه التصرفات المشينة البعيدة عن روح التدين والإيمان التي أمر الله بها وأراد الناس أن يطبقوها في الأرض

منهجية الحق التي تأتي بإيجابية اليمن والأمان والايمان والسعادة.
جميل كلمة اخيرة قبل أن نختم ومع قرب شهر رمضان المبارك ماذا تنصح الناس كمنهج يتبعوه في عبادتهم لله ليحصلوا الحق الايجابي ويبعدهم عن الباطل السلبي ليحصلوا إلى الإيمان والسعادة؟
نعم اقول لهم أحذروا لصوص شهر رمضان الذين هم يحسبون انهم يحسنون صنعا وحقيقة هم كما سرق منهم لذة الإيمان والإيجابية والسعادة يريدوا سرقة ذلك من الناس العوام واشدهم خبثا البدعة ويعالجها اتباع نصوص القرآن والسنة من خلال فهم الصحابة وكلامهم واتباع نهجهم بعيدا عن الخلاف وكلام البشر وبعد ذلك يتعدد اللصوص المندسين بلص ومنهم
التلفاز من خلال الشاشات والقنوات أو الهواتف النقالة التي يعرض خلالها من تسلية واضاعة الأوقات بما لا يرضي رب السموات ويخدش إيجابية الحق فهو لص خطير يفسد صيام الناس وينقص الأجر بسبب المسلسلات والبرامج التافهة والسهرات الماجنة واحذروا الاسواق لص متخصص في هدر المال والوقت بلا حساب وهي طاقة سلبية تبعد الناس عن الأساس وإياكم والسهر يسرق أغلى الاوقات يحرمك من طاعة الله والتوجه اليه في شهره ولا أنسى المطبخ ومصائبه وخاصة النساء الذي يشغل بالها أكثر من إيجابية الحق فتقضي وقتا طويلا لتحضير أطباق كثيرة يلقى الكثير منها في القمامة ولن انسى الهاتف بكل ما فيه من مكالمات وألعاب تضيع وتصفح سلبي لا حاجة له في المواقع والذي جعل القرآن مهجورا واشد السلبية البخل والشح حيث يحرمك أجر وثواب الصدقة التي تقي من النار وخاصة صدقة شهر رمضان ولا أنسى المجالس الخالية من ذكر الله والتي تكون حسرة على أصحابها يوم القيامة ومجالس اللهو والعب التي تأتي بالسلبية وتبعد عن الإيجابية التي يريدها الحق من خلال الحق.
ختاما نشكر الحق الثقيل على هذا الكلام المنهج الجميل والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الامي الامين واله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين امين.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة