هدم 59 منشأة وتشريد 96 فلسطينيا بالضفة الغربية في آخر أسبوعين

 قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بالقوة وقفات شعبية احتجاجية ضد عدوانه المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي أدى إلى هدم 59 منشأة وتشريد 96 فلسطينياً بالضفة الغربية في آخر أسبوعين اثنين فقط.
ونشر الاحتلال عناصره الكثيفة وشدد من اجراءاته الأمنية في القدس وغيرها من أنحاء الضفة الغربية لقمع التظاهرات والوقفات الشعبية التي نظمتها القوى والفصائل الفلسطينية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات بين صفوف المتظاهرين، مما أدى إلى وقوع الإصابات أثناء اندلاع اشتباكات بين الطرفين، في ظل “تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة”، وفق تقرير أممي صدر أمس عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية “أوتشا”.
وطبقاً للتقرير الأممي؛ فقد هدمت سلطات الاحتلال 59 مبنى وشردت 96 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة خلال الأسبوعين الماضيين، بحجة البناء دون ترخيص.
وقال التقرير، إن عمليات الهدم التي طالت 59 مبنى ومصادرة محتويات عدد من تلك المباني، أدت إلى تهجير 96 شخصاً وإلحاق الضرر بنحو 550 آخرين.
وأضاف أن غالبية المباني، حوالي 49 منها، والأشخاص المهجرين بسبب ذلك وعددهم 84، كانت في تجمع رأس التين برام الله البدوي ضمن المنطقة (ج)، فيما تسبب هدم خزان مياه زراعي جرى التبرع به في فروش بيت دجن بنابلس، في تقويض إمكانية أكثر من 500 شخص للحصول على المياه.
وبحسب التقرير الأممي، فإن قوات الاحتلال أصابت 615 فلسطينياً بجروح في مختلف أنحاء الضفة الغربية، من بينهم 24 طفلا، أصغرهم رضيع لم يتجاوز ثلاثة أشهر من عمره، حيث أصيب 588 من مجمل هؤلاء في احتجاجات ضد المستوطنات في بيتا بنابلس.
وأفاد بأن قوات الاحتلال أطلقت، في 28 تموز (يوليو) الماضي، النار على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 11 عاماً وقتلته بينما كان في سيارة مع والده عند مدخل بيت أُمر بالخليل، كما أطلقت الذخيرة الحية والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وعبوات الغاز السام، في اليوم التالي عقب احتجاجات شعبية أثناء تشييع جثمان الفتى، مما أدى إلى استشهاد شاب فلسطيني.
وأفاد التقرير بأن قوات الاحتلال نفذت خلال الأسبوعين الماضيين، 91 عملية تفتيش واعتقال، واعتقلت 158 فلسطينياً في مختلف أنحاء الضفة الغربية، مبيناً أن نحو 45 طالباً جامعياً من طلبة جامعة بيرزيت اعتقلوا عند مدخل بلدة ترمسعيا برام الله، خلال احتجاج على عمليات الهدم العقابية ومؤازرة عائلة أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال 20 آخرين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال بعدما اقتحم أكثر من 1600 مستوطناً باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتقل البقية في ظروف أخرى في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وأضاف التقرير أن مستوطنين متطرفين اعتدوا على ثلاثة فلسطينيين وأصابوهم بجروح في حوادث منفصلة بمحافظة الخليل، كما ألحقوا الأضرار بما لا يقل عن 200 شجرة أو شتلة، وغيرها من الممتلكات الفلسطينية في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وطالت الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة حد التصعيد في المسجد الأقصى المبارك، وفق تقرير لشبكة ميدان القدس، مما أسفر عن استشهاد مقدسي واقتحام أكثر من 4 آلاف مستوطن لباحات المسجد، خلال الشهر الماضي وحده.
وقالت الشبكة المقدسية في تقريرها إن قوات الاحتلال نفذت 21 عملية هدم، بينها 13 حالة هدم ذاتي إجباري، بالإضافة إلى هدم مدرسة قيد الإنشاء في القدس المحتلة.
ونوه التقرير إلى قيام الاحتلال باعتقال 170 مقدسياً، بينهم نحو 6 نساء وأكثر من 15 طفلا، مفيداً بأن الشهيد الفلسطيني لقي حتفه على يد قوات الاحتلال بالاعتداء عليه وصعقه بالكهرباء في مركز تحقيق إسرائيلي بالقدس، وذلك بعد أيام من اعتقاله على خلفية قيادته سيارة من دون رخصة قيادة.
واقتحم المسجد الأقصى أكثر من 4000 مستوطن متطرف، منهم 1520 مقتحماً في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، المزعوم، والذي وافق يوم 18 من الشهر الماضي، مما أدى إلى اعتقال 37 فلسطينياً خلال اندلاع مواجهات عنيفة مع الاحتلال.
وأوضح التقرير بأن محاكم الاحتلال أصدرت 6 أوامر اعتقال إداري في القدس، واستهدفت خلالها النائب المبعد عن القدس محمد أبو طير بـ6 أشهر، وتجديد الاعتقال الإداري لوزير القدس السابق المبعد عن المدينة خالد أبو عرفة لمدة 4 أشهر.
وأصدرت محاكم الاحتلال 20 أمر إبعاد خلال الشهر الماضي تنوعت بين إبعادات عن الأقصى والبلدة القديمة والضفة الغربية وأماكن المواجهات والسكن، فيما سلمت 4 أسرى محررين أوامر إبعاد تتراوح بين 3 و 6 أشهر عن القدس بالإضافة لمنعهم من التواصل مع شخصيات معينة.
وأصدرت محاكم الاحتلال 15 أمر حبس منزلي في القدس طالت 7 أطفال، حيث تراوحت مدة العقوبة بين خمسة أيام و9 أشهر، فيما أصيب عشرات المقدسيين خلال مواجهات اندلعت يومياً مع قوات الاحتلال في كل من باب العمود والعيساوية وبلدة سلوان ومخيم شعفاط بالإضافة إلى المسجد الأقصى ومحيطه.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة