هدوء حذر في طرابلس بعد يوم دام.. والدبيبة يتوعد الخصوم

ليبيا – ساد في العاصمة الليبية طرابلس أمس هدوء حذر بعد ساعات من الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مناطق بوسط طرابلس وضواحيها، أدت إلى مقتل 23 شخصا بينهم 18 مدنيا.
وأعلنت وزارة الصحة الليبية مقتل 23 شخصا، بينهم 18 مدنيا، وإصابة 140، جراء الاشتباكات التي اندلعت بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وقوات تابعة لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا.
وقالت مصادر للجزيرة إن قوات دعم الاستقرار المساندة لحكومة الوحدة الوطنية تسيطر على جميع المقار التابعة لقوات “هيثم التاجوري” المساند لباشاغا، وإن قوات حكومة الوحدة الوطنية تقصف بالأسلحة الثقيلة مقر قوات “أسامة الجويلي” المساند لباشاغا أيضا.
وشهد وسط العاصمة مواجهات مسلحة بين قوات جهاز دعم الاستقرار وقوات الكتيبة 777 بقيادة هيثم التاجوري، على خلفية سيطرة جهاز دعم الاستقرار على مقر تابع للكتيبة 92 المحسوبة على التاجوري.
من جهته، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة إن ما سماه “العدوان على طرابلس” أمر مخطط له من الداخل والخارج.
وأضاف الدبيبة في فيديو نشره عبر حسابه على فيسبوك خلال جولة تفقدية له في أحد شوارع طرابلس أن من يريد أن يحكم ليبيا بالسلاح والنار فهو “يحلم”.
في السياق ذاته، أدى الدبيبة مساء أول من أمس زيارة لغرفة العمليات التي شُكلت للدفاع عن طرابلس، وأصدر قرارا باتخاذ الإجراءات الفورية للقبض على جميع المشاركين فيما وصفه بـ”العدوان”، ونص القرار على عدم استثناء أحد من ذلك سواء كان مدنيا أو عسكريا.
مواجهة التهديدات
وقال بيان لما يعرف بجهاز دعم الاستقرار في ليبيا إنه نفذ عملية هدفت إلى التعامل مع ما وصفه بالتهديد الأمني الذي تعرضت له العاصمة طرابلس على يد هيثم التاجوري، وذلك لتجنيبها الدخول في صراع قد يطول وتكون له آثار وخيمة، وفق نص البيان.
وأكد الجهاز أن عملياته كافة تهدف بالمقام الأول للدفاع عن أمن المواطنين واستقرار العاصمة وكافة ربوع ليبيا، على المدى القريب والبعيد، وفق ما ورد في البيان.
وشدد الجهاز على وقوفه سدا منيعا، ورادعا شديدا، ضد كل من تسول له نفسه التطاول على أمن وسلامة المواطنين، خاصة في العاصمة طرابلس.
وكان الهلال الأحمر الليبي في طرابلس قد دعا إلى وقف إطلاق النار لتوفير ممرات آمنة للمتطوعين لمساعدتهم على العمل وفق مبادئهم الإنسانية، ودعا كل الأطراف لمساعدة الفرق الإنسانية على أداء مهامها داخل طرابلس.
وقال الهلال الأحمر الليبي إنه يعمل على إيجاد ممرات آمنة لخروج العائلات من مناطق الاشتباكات.
وأضاف أن فرقه تمكنت من إخراج عدد من الأهالي من مناطق الاشتباك في طرابلس.
الوصول إلى التوافق
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي في طبرق عبد الله بليحق إن رئيس المجلس عقيلة صالح بحث مع عدد من أعضاء مجلس الدولة سبل التوصل إلى توافق ليبي- ليبي وإنهاء المرحلة الراهنة وتحقيق الاستقرار.
وأضاف المتحدث أن عقيلة صالح التقى عددا من أعضاء مجلس الدولة وبحث معهم تقريب وجهات النظر بين مجلس النواب ومجلس الدولة.
في السياق ذاته، أعلن المجلس الرئاسي الليبي أن رئيسه محمد المنفي قطع زيارته لتونس وعاد إلى العاصمة طرابلس.
وكانت حكومة الوحدة الوطنية استهجنت ما وصفته بالغدر، بعد أن كانت تخوض مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء، بمبادرة ذاتية تُلزم جميع الأطراف بالذهاب للانتخابات في نهاية العام كحل للأزمة السياسية، وفق البيان.
وأضافت حكومة الوحدة أن الطرف الممثل لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا تهرب في آخر لحظة بعد وجود مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي.
وكانت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب قد نفت ما جاء في بيان حكومة الوحدة الوطنية بخصوص رفض أي مفاوضات معها.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة المكلفة إن رئيس الحكومة باشاغا رحب بكل المبادرات المحلية والدولية لحل أزمة انتقال السلطة سلميا.
واتهم البيان حكومة الوحدة الوطنية بأنها مغتصبة للشرعية وترفض كل المبادرات.
كما ثمّن بيان حكومة باشاغا جهود الأطراف المحلية والدول الصديقة والمهتمة بالشأن الليبي.
ردود فعل
وفي ردود الأفعال على الاشتباكات في العاصمة الليبية، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق، داعية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية مذكرة جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية.
وشددت على ضرورة امتناع كل الأطراف عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريش يحث الأطراف الليبية على الانخراط في حوار حقيقي لمعالجة المأزق السياسي المستمر وعدم استخدام القوة لحل خلافاتهم.
وأضاف أن الأمم المتحدة على استعداد لتقديم المساعي الحميدة والوساطة لمساعدة الجهات الليبية على رسم طريقة للخروج من المأزق السياسي.
من جهته، دعا السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند إلى فتح ممرات آمنة لإخراج المدنيين من مناطق الاشتباكات، وقال إن الولايات المتحدة تدين تصاعد العنف الذي شهدته طرابلس.
ودعا نورلاند في بيان نشرته السفارة الأميركية في ليبيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في طرابلس وإلى محادثات تيسّرها الأمم المتحدة بين الأطراف المتصارعة.، كما دعا مَن وصفها بالجهات الخارجية الرئيسية أيضا إلى استخدام نفوذها لوقف القتال.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة