هذه ليس انتفاضه بل حرب تحرير/ حسان الزغول أبو إلياس

 

منذ إنطلاق أول صاروخ بإتجاه الكيان الصهيوني نصره للأقصى وللمقدسيين انكشفت هشاشة هذا الكيان، ووهن بنيانه، وبدأت حرب التحرير بمعركة بدرية يقودها اسود المقاومة، وكأن الأمة الإسلامية في بعث، والأمل تجدد لدى الشعوب الإسلامية والعربية في تحرير فلسطين، وبالتالي تحرير أنفسهم من الاستعباد الذي عاشوا به خلال القرن الماضي، وبدا واضحا أن أغلب الأنظمة في الدول العربية خصوصا السلطة الفلسطينية تعمل وبكامل طاقتها على إفشال هذا البعث، بل أنها بمثابة ذراع ودرع للكيان الصهيوني.

هذه الأنظمة بما فيها السلطة الفلسطينية تتصرف بعقل المرتجف الخائف، ولا تكف من دعوة شعوبها للاستسلام، وهم يشاهدون الكيان في ضعف مستمر، ويتعرض للعجز والتفكك في كل يوم.

لا شك أنهم ينتظرون رد صاحب العمل – أمريكا والثعالب الأوروبية – الذي زرع هذا الكيان الصهيوني بيننا ليقوم بوظيفة محددة، ولا تصدقوا أن هذا الكيان مستقل فهو يتحرك بإرادة صاحب العمل، ولا تصدقوا حيادية صاحب العمل، ولا أن يكون وسيط عادل مهما كانت تصريحاته، ويجب أن لاننسى أن حربنا اليوم هي حرب على صاحب العمل وليس على الكيان الصهيوني فقط، حيث أن أول دخول لصاحب العمل في عالمنا الإسلامي العربي كان بالعنف كما كان قبل ألف عام من خلال الحملات الصليبية، وليس بالفكر والحوار الذي يدعون إليه هذه الأيام، ونتيجة هذا العنف تم تقطيع العالم الإسلامي والعربي الى أجزاء وتم توزيعها عبر اتفاقيات بينهم، وأصبحت هذه الأجزاء تعرف بإسم دول الهامش وصاحب العمل يعرف بأنه دول المركز ثم انتقلوا للخطوة الثانية وهي صناعة النخب من أبناء دول الهامش بعد هجرتهم إلى دول المركز وتفريغ أدمغتهم من ثقافتنا وتاريخنا الإسلامي، وملئ أدمغتهم بنظريات الغرب في كل المجالات، لتعود تلك النخب إلى المكان الذي هجروه وتنفذ كل ما يطلب منها بعد أن جعلوهم أصحاب السلطة في كل مفاصل ومؤسسات بلداننا المقطعة، ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على تشكيك الشعوب بثقافتهم وتاريخهم الإسلامي، وتدمير الاقتصاد من خلال الحاقه بإقتصاد دول المركز ليكون الداعم والرافد الأساس لتلك الدول – نفطنا وقود لمصانعهم، وقطننا المادة الخام لملابسهم، وعنبنا لأفخر أنواع النبيذ الذي يملئ موائد احتفالاتهم – ثم زرعوا الكيان الصهيوني بيننا ليحافظ على كل ما قاموا به، وهذه هي وظيفته المحددة، وأي مقاومة تولد تهدد وتعطل الكيان الصهيوني عن وظيفته هو تهديد لمصالح صاحب العمل بشكل مباشر، وهدم لما تم بناءه خلال مئة سنة، فما بالكم بظهور مقاومة وتملك آلة عنف، وتقنيات عسكرية، وقادرة على إستخدامها، لا شك أن نظام السيطرة والهيمنة عند صاحب العمل في خطر، لذلك كان أول صاروخ من غزه العز بإتجاه الكيان الصهيوني تهديد مباشر لأمريكا وللثعالب الأوروبية، وبداية لحرب كانوا يتوقعون أنها انتفاضة ليوم أو ليومين، لكن بدؤوا يدركوا أنها الحرب بعد الكم الهائل من الصواريخ التي اطلقتها المقاومة وتنوعها من حيث القوة والمدى، خصوصا أن أكثرها صناعة محلية، كذلك إستخدام معدات أخرى كالطائرات الموجهة، وتأييد الشعب الفلسطيني في داخل مناطق الكيان الصهيوني وسقوط مشروع الأسرلة الذي كان الكيان الصهيوني يعتقد أنه وصل به إلى مرحلته النهائية، وبالتالي فإن كل عربي فلسطيني في مناطق ما يسمى عرب ٤٨ باتوا مواطنين إسرائيليين خصوصا بعد اقرار قانون الهوية والقومية، لكن ما يحدث اليوم من مواجهات بين الفلسطينيين – عرب ٤٨ – في الداخل وقوات الكيان الصهيوني لم يسبق له مثيل طوال تاريخ الصراع، وإذا إلتحق أهل الضفة الغربية بأهل غزه وأهل ٤٨ يمكننا القول بأن كل شيء في فلسطين سيتغير، وخصوصا أن الشعوب العربية في حالة غضب، وحالة بعث حقيقية لم تحدث منذ زمن طويل.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة