هل الحزام الناري مرض معدٍ

تبدو بعض أسماء الحالات المرضية غريبة بالنسبة للكثير من الأشخاص ومن بينها الحزام الناري، كما أنّ الأمراض المعدية تشكّل قلقاً بالنسبة لأي إنسان. ما هو الحزام الناري؟ هل الحزام الناري مرض معدٍ؟ وما هي طرق علاجه؟

الحزام الناري

الحزام الناري (بالإنجليزية: Shingles) أو ما يعرف بالهربس النطاقي أو القوباء المنطقية. في مقالنا هذا سنوضح هل الحزام الناري مرض معدٍ أم لا. يحدث الحزام الناري نتيجة فيروس يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم بشكل خاص الأشخاص الذين أصيبوا بمرض جدري الماء سابقاً كون الفيروس المسبب للجدري نفسه المسبب للحزام الناري. يصيب فيروس النطاق الحمامي منطقة الظهر والصدر والوجه في البداية ومن ثمّ ينتقل إلى جميع أنحاء الجسم.[1]

هل الحزام الناري من الأمراض المعدية

يتساءل الكثير من الأشخاص عن إمكانية انتقال العدوى إليهم من شخص مصاب بالحزام الناري، الحقيقة من ناحية طبية أنّ الحزام الناري معد أي يمكن أن ينتقل تحديداً للأشخاص الذين ليس لديهم مناعة ضد جدري الماء، ينتقل الفيروس من خلال الاتصال المباشر مع المصاب وبشكل أدق مع القروح الموجودة المفتوحة الناتجة عن فيروس الحزام الناري، بمجرد انتقال الفيروس للشخص المصاب فإنّه سيصاب بجدري الماء لا الحزام الناري.

يعد جدري الماء من الحالات المرضية الخطيرة بالنسبة لبعض الأشخاص، يبقى الشخص ناقلاً للعدوى حتى تختفي البثور، ولتجنب نقل العدوى للآخرين ينبغي عدم الاتصال المباشر بالتحديد مع الأشخاص الذين لم يصابوا بجدري الماء، أو لم يتلقوا لقاح جدري الماء، وبشكل خاص المصابين بضعف في الجهاز المناعي، النساء الحوامل بالإضافة إلى الأطفال وحديثي الولادة.[2]

أسباب الحزام الناري

كما أشرنا أعلاه بأنّ الحزام الناري ينتج عن فيروس وهو نفس الفيروس المسبب لجدري الماء، إذ يمكن لأي شخص مصاب بجدري الماء أن يصاب بالحزام الناري، كما أن الفيروس قد يدخل إلى الجهاز العصبي ويظل كامناً لسنوات طويلة قبل أن ينشط مجدداً وينتقل خلال المسارات العصبية إلى الجلد ليؤدي للإصابة بالحزام الناري.

لم يحدد الأطباء سبباً واضحاً للحزام الناري لكن قد يكون ناتجاً عن ضعف الجهاز المناعي ضد مواجهة العدوى بشكل خاص لدى كبار السن، إذ تكثر إصابات الحزام الناري لدى الأفراد البالغين الأكبر سناً والمصابين بضعف الجهاز المناعي.

الجدير بالذكر أن فيروس الحزام الناري هو فيروس من مجموعة فيروسات تسمى فيروسات الهربس، ومن أبرزها الفيروسات التي تسبب قروح الزكام، الهربس التناسلي وهذا سبب تسمية فيروس الهربس بفيروس الحلأ النطاقي، لكن يختلف الفيروس المسبب للحزام الناري وجدري الماء عن فيروس الزكام والهربس التناسلي.

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالحزام الناري، تتضمن هذه العوامل الآتي:[2]

العمر: يعد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق أكثر عرضة للإصابة بفيروس الحزام الناري إذ تزداد احتمالية الإصابة بالفيروس كلما تقدم الإنسان في العمر. الحالات المرضية: تزيد بعض الحالات المرضية من خطر الإصابة بالحزام الناري بالتحديد الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي ومن أمثلتها فيروس نقص المناعة المكتسب أو ما يعرف بالإيدز، السرطان. الخضوع لعلاجات السرطان: يؤدي استخدام أدوية السرطان بما فيها العلاج الكيميائي أو الإشعاعي إلى إضعاف الجهاز المناعي بالتالي خفض مقاومة الجسم للأمراض وتحفيز الإصابة بالحزام الناري. استخدام أنواع معينة من الأدوية: يمكن أن يزيد استخدام بعض أنواع الأدوية من زيادة احتمالية الإصابة بالحزام الناري، ومن أمثلتها الأدوية المصممة للوقاية من رفض الجسم للأعضاء المزروعة ومنها أدوية الستيرويدات التي تستخدم لفترات طويلة.

أعراض الحزام الناري

تظهر أعراض الحزام الناري في الغالب على جانب واحد من الجسم تحديداً الظهر، الخصر، الصدر، البطن، كما يمكن للأعراض أن تظهر على الوجه، الفم، العينين، بالإضافة إلى أنّ الفيروس قد يصيب الأعضاء الداخلية للجسم. يؤثر الحزام الناري على عقدة عصبية حسية واحدة بالقرب من الحبل الشوكي التي تعرف بعقدة الجذر الظهري أي ليس في جميع أنحاء الجسم، هذا يؤدي إلى الشعور بألم في الأعصاب أي أنّ الألم ليس ناتجاً عن الطفح الجلدي نفسه فقد يعاني الكثير من المصابين بالحزام الناري من ألم دون وجود طفح جلدي.

 بالإضافة إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم، القشعريرة، الصداع، بثور مملوءة بالسوائل. فيما يلي أعراض الحزام الناري بالاعتماد على العضو المصاب:[3]

أعراض الحزام الناري على الجسم: قد يظهر طفح جلدي وبثور في إحدى المناطق التي تحتوي على الكثير من الأعصاب الحسية بالتحديد في مناطق الصدر، البطن، الظهر، حول الخصر، وفي الغالب يظهر الطفح الجلدي على جانب واحد من الجسم. أعراض الحزام الناري على الوجه:عندما يصيب الحزام الناري منطقة الوجه فإنّ الأعراض تصيب جزءً من الوجه، بالإضافة إلى الإحساس بألم فوق الجلد المصاب، ضعف العضلات، صداع الرأس، الألم والتورم في العين، وفقدان الرؤية بشكل مؤقت أو دائم، ومن الممكن أن يؤثر فيروس الحزام الناري على عصب العيون وهذا ما يعرف بالهربس النطاقي العيني. أعراض الحزام الناري على الأذن: عند إصابة فيروس الحزام الناري منطقة الأذن فإنّ ذلك يؤدي إلى مشاكل في التوازن والسمع فضلاً عن ضعف عضلات الجانب المصاب في الوجه. أعراض الحزام الناري على الفم: يعاني المصاب بفيروس الهربس الفموي من وجع في الأسنان، دفء منطقة الفم، ألم في منطقة الفم والوجه، صعوبة تناول الطعام والشراب، ظهور آفات في أنسجة الحنك الصلبة واللينة. أعراض الحزام الناري على الأعضاء الداخلية: كما أشرنا أعلاه بأنّ الحزام الناري قد يؤثر على الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، لن يرافق هذا النوع من الحزام الناري طفح جلدي، على سبيل المثال قد يؤثر الحزام الناري على الجهاز الهضمي ويؤدي إلى خلل في عمله، أو يؤثر على شرايين الدماغ بالتالي زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخَرف.

علاج الحزام الناري

لم يحدد الأطباء علاجاً محدداً للحزام الناري لكن قد يشمل علاج الحزام الناري على العديد من الخيارات العلاجية التي تتضمن الآتي:[4]

العلاجات الدوائية

يمكن للمصاب استخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية بما فيها أدوية الباراسيتامول، مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بهدف تخفيف الألم الناتج عن الحزام الناري، بالإضافة إلى هذه الأدوية يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات التي تخفف من الأعراض وتساعد في منع حدوث مضاعفات خطيرة.

من الجدير بالذكر أنّ علاج الحزام الناري ينبغي أن يبدأ في غضون ثلاثة أيام من الإصابة بالفيروس، إذا كان المصاب حاملاً فإنّ الطبيب سيحدد الأدوية المناسبة والتي لا تُحدث آثار جانبية تؤثر على الأم أو الجنين.[4]

اتباع نمط حياة صحي

بالإضافة إلى العلاجات الدوائية يوصي الطبيب باتباع نمط حياة صحي من خلال اتباع بعض التدابير والتي تتضمن ما يلي:[4]

العناية بالجلد: كون الحزام الناري يسبب طفح جلدي وبثور من المهم الحفاظ على جفاف الطفح الجلدي ونظافته من خلال تغطية الطفح الجلدي إن أمكن تجنباً لانتشار الفيروس للآخرين، ويمكن استخدام ضمادات غير لاصقة، من المهم الإشارة إلى عدم استخدام كريمات مضادات حيوية أو لاصقات على البثور لأنها قد تبطئ عملية الشفاء، كما ينبغي عدم خدش الطفح الجلدي فقد يتسبب الحك بالعدوى وتندب البثور؛ لذا ينبغي تجفيف المنطقة المصابة بعد الاستحمام وعدم فركها. ارتداء الملابس المناسبة: من المهم على المصاب بالحزام الناري ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة بشكل خاص في المناطق المصابة. استخدام الكمادات الباردة: يمكن للكمادات الباردة أو كمادات الثلج أن تخفف من الشعور بعدم الراحة، ومن الضروري الانتباه إلى عدم وضع كمادات الثلج على الجلد بشكل مباشر.

من الممكن أن يتسبب الحزام الناري بمضاعفات خطيرة؛ لذا وختاماً نؤكد على ضرورة مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ظهور الأعراض السابقة تجنباً لحدوث هذه المضاعفات.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة