هل ستحمي رسائل التوعية غابات عجلون من استهتار متنزهين؟

“غاباتنا ثروتنا.. فلنحافظ عليها”، رسائل توعوية تبثها جهات معنية بمحافظة عجلون في سعيها نحو تعزيز ثقافة الوعي بالمحافظة على الغابات، مدفوعة بمخاوف استمرار التعدي على الثروة الحرجية، خاصة خلال فصل الصيف الذي تزداد فيه رحلات التنزه.
وتأتي هذه الرسائل التي تبث عبر الهواتف النقالة ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وفق قناعات الأجهزة المعنية لتكمل إجراءاتها الاحترازية التي تتخذها من أجل الحفاظ على الغابات.
وعادة ما تشهد المحافظة حوادث الحرائق في الغابات، إذ تزداد مخاطر هذه الحوادث مع بدء موسم جفاف الأعشاب، وبدء التنزه، بحيث تشكل تلك الأعشاب، وفق ناشطين وقودا لإشعال النيران وسهولة انتشارها، ما يتطلب تحذيرات وتوعية متواصلة من مخاطرها، وجهودا إضافية لمحاولة التخفيف من تواجدها في مواقع التنزه وجوانب الطرق.
ويقول الناشط علي القضاة، إن الأعشاب والحشائش في محافظة عجلون بدأت بالجفاف في وقت لا توجد فيه عمليات إزالة لها، محذرا من تسببها بحدوث حرائق غابات وتسريع انتشارها حال حدوثها، كما حدث في مناطق مملوكة بمنطقة الشطورة بكفرنجة قبل يومين.
وزاد ان الأعشاب الجافة في هذا الوقت من كل عام، تشكل تهديدا خطيرا ومزمنا للغابات، وذلك جراء سهولة اشتعال وانتشار النيران حال نشوبها في مساحات شاسعة من هذه الغابات، ما يستدعي تعزيز الجوانب التوعوية عبر مختلف وسائل الإعلام والمنابر من مدارس ومساجد، وتوفير العمال والحملات التطوعية لإزالتها.
ويؤكد محمود الخطاطبة أن النسبة العظمى من تلك الحرائق قد يتسبب بها المتنزهون، وأخرى تكون بفعل فاعل، من قبل “مافيات التحطيب”، أو قيام مزارعين بمحاولة التخلص من الأعشاب الجافة في مزارعهم الخاصة بحرقها، وبالتالي عدم السيطرة عليها وامتدادها للأراضي الحرجية، إضافة إلى تزايد أعداد المتنزهين.
ويؤكد المهندس البيئي خالد عنانزة أهمية التركيز على زيادة الوعي لدى مختلف السكان والزوار وبث الرسائل التوعوية عبر اللقاءات والندوات والورش، ووضع خطط غير تقليدية واستباقية للحد من حرائق الغابات وخفض التعديات ومحاولة إيجاد الحلول اللازمة لها وتعزيز الرقابة على الثروة الحرجية.
في الأثناء، بدأت كوادر مديرية زراعة محافظة عجلون تنفيذ خطتها لحماية الثروة الحرجية من الحرائق بالشراكة والتعاون مع الجهات المعنية.
كما تعمل كوادر بلدية عجلون الكبرى في منطقة الصفا، بتنفيذ حملات نظافة شملت الشوارع الرئيسية والفرعية قرب الغابات وأماكن التنزه.
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي إن الخطة التي بدأ العمل على تنفيذها بإشراف رئيس قسم الحراج المهندس حاتم الفريحات تشمل عمل خطوط نار وتنظيف جوانب الطرق من الأعشاب للحد من انتشار الحرائق ضمن خطة موضوعة بالتشارك مع الدفاع المدني والأجهزة الأمنية من أجل الحفاظ على الثروة الحرجية.
وزاد ان حماية الثروة الحرجية ودعم المجتمعات المحلية والعمل بتشاركية لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه هذا القطاع الحيوي، مع دخول موسم الصيف وما يرافقه من ارتفاع على درجات الحرارة، وبالتالي تتحول الأعشاب الخضراء إلى يابسة؛ ما يُشكل والحالة هذه مصدر خطر على صحة وسلامة المواطنين وممتلكاتهم.
وبين الخالدي أنه وبالتعاون مع المحافظة والدفاع المدني وغيرهما من الجهات المعنية، قامت المديرية بعمل خطوط نار، للحيلولة دون انتشار الحرائق إلى مناطق أخرى، مشيرا إلى انه تجهيز سيارات خاصة لغايات مكافحة الحرائق، بالتعاون مع مراكز الدفاع المدني.
وبين رئيس قسم الحراج المهندس حاتم الفريحات بأن المديرية عملت وبالتنسيق مع الحاكمية الإدارية في المحافظة والوحدات الإدارية ومع مراكز الدفاع المدني والجهات المختصة على اعداد برامج وخطط كفيلة بالحد من الحرائق، داعيا المواطنين إلى ضرورة التعاون مع الكوادر المعنية بالزراعة والجهات المعنية للعمل على الحيلولة دون وقوع حرائق في المناطق الحرجية وغيرها.
وأكدت مصادر في مديرية دفاع مدني عجلون أن المديرية وبالتعاون مع الجهات المعنية تقوم بتنفيذ حملات توعوية وتدريب المواطنين والفرق التطوعية وتحذير المتنزهين، والتعاون مع القطاعين العام والخاص على كيفية التعامل مع حرائق الغابات، مبينة أن المجتمع المحلي يقع عليه دور كبير في الحفاظ على الثروة الحرجية التي تعتبر ثروة وطنية.
وزادت أن فرق المديرية تتولى التعامل مع الحرائق من مرحلة الاستعداد حتى الاستجابة وإزالة اثار أي خطر من الحرائق للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين من خلال تجهيز الموارد المادية والبشرية وتأمين الاتصالات السلكية واللاسلكية والإشراف على عمليات الإطفاء والإسعاف والإنقاذ والإخلاء والإيواء والإغاثة للمتضررين من جراء الحرائق والأشراف على صيانة واستمرار تزويد المياه والكهرباء والوقود بالمناطق المتضررة وضبط حركة الطرق واخلائها حسب الحاجة.

 

عامر الخطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة