هل يدير”التلفريك” عجلة الاستثمارات السياحية في عجلون؟

أحيت الزيارة التفقدية لرئيس الوزراء بشر الخصاونة الأسبوع الماضي لمشروع تلفريك عجلون، وتأكيده على ضرورة إنجازه قبل نهاية العام الحالي، آمال أبناء المحافظة بإمكانية تنشيط القطاع السياحي الذي يدخل في ركود مع دخول فصل الشتاء ويمتد حتى نهاية الموسم.
وتعزز هذه الآمال تزامن زيارة الخصاونة مع تأكيدات المسؤولين القائمين على المشروع بقرب استلامه وافتتاحه.
وكان رئيس الوزراء قد أكد أهمية تسريع الإجراءات لإنجاز هذا المشروع الحيوي والمهم الذي ستكون له عوائد على أهالي المحافظة وتوفير فرص عمل لشبابها، إضافة إلى تنمية الحركة السياحية للمحافظة وجذب الاستثمارات إليها، موجها وزارة الأشغال العامَّة والإسكان إلى ضرورة إنجاز البنية التحتيَّة وتوسعة وتعبيد الشوارع المحاذية لمحطتي الانطلاق والوصول لمشروع تلفريك عجلون خلال شهر، تمهيدا لتشغيل المشروع وضرورة التأكد من منظومة الأمن والسلامة العامة التي تم اعتمادها لكابينات الركاب قبيل التشغيل الفعلي للمشروع.
في هذا الخصوص، أشارت مدير عام المناطق التنموية رئيس الفريق الفني المشرف على المشروع، المهندسة أروى الحياري، إلى أنه قد تم الانتهاء من الأعمال اللازمة كافة لاستلام منظومة تلفريك عجلون رسمياً خلال بضعة أيام، مبينة أن مشروع تلفريك عجلون يمتد على مسافة 2.5 كيلو متر من محطة انطلاق اشتفينا إلى محطة وصول القلعة، ويضم 40 كابينة سعة كل واحدة 8 ركاب ومدة الرحلة حوالي 9 دقائق بالاتجاه الواحد.
هذه التصريحات، شكلت تطمينات لأبناء المحافظة، سيما المشتغلين والمستثمرين في قطاع السياحة، إذ يشكل لهم دخول أجواء الشتاء تراجعا واضحا في أعداد الزوار والمتنزهين، وبالتالي دخول كثير من المشاريع، سيما المسابح، بفترة بيات شتوي، تؤدي لتوقف تام بدخولاتها، وتراجع أخرى إلى حدودها الدنيا كالمخيمات والمنتجعات والفنادق والمطاعم السياحية.
وفي ظل تأكيدات المسؤولين هذه بأن تشغيل تلفريك عجلون سيكون مع نهاية العام الحالي، ما يعني دخول الشتاء، يعلقون آمالهم بأن المشروع سيكون داعما للسياحة الشتوية في المحافظة والترويج لها، لضمان ديمومة عمل المشاريع السياحية بحدود معقولة.

ويؤكد أصحاب الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة والعاملون في القطاع السياحي، أن فترة الشتاء في المحافظة قد تمتد لما يزيد على 4 أشهر، وتؤدي إلى توقف أعمال كثير من المشاريع طيلة أشهر الشتاء، ما يستدعي أن يتم مع افتتاح وتشغيل المشروع التركيز على دعم وتأهيل المشاريع لاستقبال القادمين، وتوفير بنى ومرافق تتلاءم والسياحة الشتوية.ويقول صاحب منتجع سياحي حمزة الشويات إنه يأمل بأن يسهم مشروع التلفريك والمتوقع افتتاحه مع نهاية العام في ظل الأجواء الشتوية، بإدارة عجلة الاستثمارات السياحة عبر جذب الزوار وتشجيعهم على قضاء بعض الأيام في المحافظة، ما سينعكس إيجابا على المشاريع السياحية ويضمن ديمومة عملها ولو بنصف طاقتها، مؤكدا أن مخيمه السياحي مؤهل لاستقبال وإقامة الزوار خلال ظروف الشتاء.
ويقول جمال خطاطبة إن عديدا من الدول السياحية لا تتوقف لديها الأفواج السياحية خلال فصل الشتاء، وحتى في أشد الظروف الجوية، بل أن بعضها يغتنم هذه الظروف، سيما تساقط الثلوج لإتاحة الفرصة للزوار لممارسة رياضات عديدة، مؤكدا أنه ليس هناك ما يمنع من استثمار تلك الأجواء، من الأمطار والثلوج والضباب التي تمتد لأكثر من ثلث العام، لتنشيط السياحة الشتوية في المحافظة، على غرار كثير من دول العالم التي يقصدها السياح، للاستمتاع بأجواء مماثلة، مؤكدا أن ذلك سيجعل المحافظة سياحية بامتياز طيلة العام، ما ستنعكس إيجابيا على الاقتصاد الوطني والمجتمع المحلي.
ويؤكد يوسف المومني أن السياحة الشتوية في محافظة عجلون، ستبقى دون المأمول بانتظار تشغيل التلفريك، وانجاز المشاريع السياحية الأخرى المتوقع أن تعقب تشغيله، مؤكدا أن كثيرا من المشاريع تتوقف أعمالها وتدخل في مرحلة سبات خلال الشتاء، وتصبح مداخيلها غير مجدية لكثير من المشاريع السياحية.
ودعا أصحاب المشاريع إلى تأهيلها للسياحة الشتوية، والجهات المعنية إلى توفير الطرق المناسبة المؤدية إلى تلك المشاريع، والتي يجد الزوار صعوبة في سلوكها، حتى خلال الصيف والربيع.
ويأمل مالك الصمادي بأن يتم الترويج جيدا قبيل تشغيل التلفريك نهاية العام، وأن يترافق ذلك باستكمال المشاريع السياحية القريبة منه، وتحسين الطرق المؤدية إليه، ليتاح للجميع إستثمار أجواء شتوية رائعة، ما تزال تنتظر استثمارها سياحيا على غرار ما يحدث في كثير من دول العالم، لتسهم باستمرار حركة السياحة في المحافظة طوال العام.
وزاد، ان ذلك سينعش المشاريع السياحية القائمة، ويضمن ديمومتها، ويشجع آخرين لإقامة أخرى، ما يعني توفير مزيدا من فرص العملود والحد من الفقر.
يذكر أن شركة المجموعة الأردنية للمناطق التنموية والحرة، رصدت ضمن مشروع قانون موازنات الوحدات الحكومية للعام الحالي 3 ملايين دينار، لاستكمال مشروع التلفريك في منطقة عجلون التنموية، ليصار إلى إفتتاحه وتشغيله نهاية العام الحالي.
وسيكون مشروع “التلفريك” بطول 2.5 كلم، وتبلغ كلفته الإجمالية 11 مليون دينار بحيث تبدأ المحطة الأولى من القطعة المخصصة للشركة، ضمن أراضي منطقة عجلون التنمویة، فیما ستكون المحطة الثانیة للخروج بالقرب من قلعة عجلون؛ حیث یشغل المشروع حوالي 40 عربة وقابل للزيادة حتى 60 عربة وكل عربة سعتها 8 ركاب.
ووفق رئيس مجلس إدارة مجموعة المناطق التنموية والمناطق الحرة الدكتور خلف هميسات فإنه يتوقع
أن يسهم “تلفريك عجلون” بتطوير المحافظة، وتحفيز وجذب الاستثمارات السياحية اليها، ودعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
وأكد أن المشروع سيكون نقطة جذب لمختلف انواع الاستثمارات بامتياز، كالفنادق المصنفة 5 و4 نجوم، والمطاعم ومركز المؤتمرات، والمحال التجارية ومختلف المشاريع السياحية.
ويقول أبو هاشم بني نصر، إنه وفي ظل غياب هذا النوع من السياحة، فإن تلك المشاريع تضطر لتعطيل أعمالها طيلة الشتاء، ما يجعل أصحابها يعانون من تراجع الإيرادات بنسبة تزيد على 80 %، وبالتالي توقف فرص العمل، ما يستدعي الترويج الجيد لمشروع التلفريك لإستقطاب الزوار خلال الشتاء.
إلى ذلك، يؤكد عضو مجلس المحافظة، ورئيس لجنة السياحة والآثار منذر الزغول، أن افتقار المواقع الأثرية والمشاريع السياحية للبنى التحتية المناسبة لموسم الأمطار، يسهم بتراجع الإيرادات السياحية، إذ تضيع 5 أشهر من عمر الشتاء من دون مردود حقيقي لأصحاب تلك المشاريع.
وأعرب عن أمله بأن يسهم تشغيل مشروع التلفريك الشتاء القادم بزيادة الأفواج السياحية، وبالتالي استفادة أصحاب المشاريع السياحية، لافتا لأهمية تطوير وتحديث أصحاب المشاريع لاستثماراتهم بما يتلاءم والسياحة الشتوية.
وتوقع الزغول بأن يسهم تشغيل التلفريك بتنشيط السياحة الشتوية لجذب آلاف المتنزهين للاستمتاع بالمناظر الجميلة، ومشاهدة الثلوج والأودية والينابيع المتفجرة، وتجمع المياه في سد كفرنجة، ما يستدعي تسليط الضوء على المواقع السياحية، التي يمكن أن تقام فيها استثمارات سياحية جاذبة للزوار في الشتاء، وتوفير المنح والقروض لإقامة المشاريع الملائمة للشتاء.
ويؤكد كثيرون من أبناء المحافظة أن طبيعة عجلون في الشتاء، لا تقل جمالا عنها في الربيع والصيف، ما يستدعي من القطاعين العام والخاص، لاغتنام فترة الشتاء في السياحة الشتوية، بتوفير مخيمات سياحية مؤهلة، ومواقع للإقامة وسط الغابات، تكون آمنة خلال تساقط وتراكم الثلوج، وتخصيص مواقع مؤهلة ومحددة ومجهزة بوسائل السلامة والأمان، لممارسة رياضة المغامرة، والتزلج على الثلوج على غرار كثير من الدول.
من جهته، أكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك، أن تشغيل “التلفريك” سينهض بالسياحة في المحافظة على مدار العام والشتوية تحديدا، مؤكدا أهمية تنشيط الحركة السياحية شتاء، وإيجاد برامج وأنشطة ملائمة، مشيرا إلى أن هذه السياحة تلقى رواجا محدودا في المحافظة، ما يتطلب تجاوز العوائق التي تتلخص بعدم توافر البنى التحتية المناسبة في المشاريع السياحية.
وأشار إلى أن الوفود السياحية القادمة للمحافظة في الشتاء، يمكنها الاستفادة من مشاريع الإيواء وبيوت الضيافة والمطاعم ومخيمات ومنتجعات المبيت.

عامر خطاطبة-/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة